شنّت الطائرات الحربية السورية غارات جوية على مناطق في ريف دمشق، وسط استمرار القصف المدفعي والاشتباكات مع مقاتلين معارضين، تزامناً مع عودة خدمات الاتصالات والإنترنت بعد انقطاعها. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنّ اشتباكات دارت بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في الغوطة الشرقية، بينما تعرضت بلدات ومدن دوما، ورنكوس، والسيدة زينب، والزبداني، وعربين، وحرستا، ومضايا، وبيبلا، ويلدا في ريف دمشق للقصف. وكانت الطائرات الحربية قد شنّت غارتين على مدينة داريا جنوبي دمشق صباح أمس، في حين حلقت المقاتلات الحربية في سماء الغوطة الشرقية. وتحدّث المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط بلدتي دير العصافير، وبيت سحم في ريف العاصمة، مشيراً إلى أنّ القوات النظامية استقدمت تعزيزات إليهما. وسقطت قذائف هاون على المنطقة الواقعة بين حيّ برزة في شمال العاصمة، ومدينة حرستا إلى الشمال الشرقي منها مع تحليق للطائرات الحربية، بحسب المرصد. وتعرّضت الأحياء الجنوبية للعاصمة لقصف مدفعي من القوات النظامية، بحسب المرصد.
في حمص، قتل 15 شخصاً وأصيب 24 آخرون، جراح بعضهم خطرة، جراء تفجير في حيّ الحمرا في المدينة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا»، من دون أن توضح طبيعة التفجير. من جهته، أشار المرصد إلى أنّ الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة، وأدّى إلى مقتل سبعة أشخاص، وأنّ عدد القتلى مرشّح للارتفاع جرّاء خطورة إصابات عدد من الجرحى.
وفي حماة، سيطر المقاتلون المعارضون على حاجز عسكري في عقرب بريف حماة، وغنموا أسلحة وذخائر ودبابة، بحسب المرصد الذي أفاد عن مقتل ثمانية مقاتلين جراء الاشتباكات والقصف على المنطقة.
في محافظة حلب، قتل ثمانية مقاتلين من جبهة النصرة الإسلامية جرّاء غارة جوية بعد منتصف ليل السبت الأحد، لدى محاولتهم اقتحام معامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب شرق حلب، بحسب المرصد. وأوضح المرصد أنّ هذه المعامل تابعة لوزارة الدفاع السورية «لكنّها لا تقوم بأيّ تصنيع عسكري». كذلك، قال المرصد إنّ القوات النظامية «انسحبت من حاجز عسان الواقع بين جسر النيرب وجسر الشيخ سعيد» عند المدخل الجنوبي لمدينة حلب، إثر اشتباكات مع المقاتلين المعارضين.
وفي المدينة، قتل أربعة اشخاص جراء قصف من القوات النظامية على حيّي السكّري وبستان القصر، بحسب المرصد. كذلك قال المرصد إنّ الطائرات الحربية أغارت على معرة النعمان في محافظة إدلب، فيما دارت اشتباكات عنيفة في جنوب هذه المدينة.
إلى ذلك، أفاد سكّان بأن طائرات سورية قصفت مناطق يسيطر عليها المعارضون في دمشق، أوّل من أمس. وقال المرصد إنّ طائرات حربية قصفت ضاحيتي كفرسوسة وداريا بدمشق. وجاءت هذه الغارات الجوية بعد نشاط مكثف لمقاتلي المعارضة في العاصمة، إضافة إلى اقتحام قواعد عسكرية حكومية في الأسابيع الأخيرة.
في موازاة ذلك، سقطت قذائف عدة مصدرها سوريا في بلدة حدودية تركية، في وقت متأخر أول من أمس، من دون أن تسبّب سقوط ضحايا، بحسب ما أفادت وكالة «أنباء الأناضول» الرسمية التركية. وسقطت القذائف بالقرب من بلدة ريحانلي في جنوب شرق تركيا بالقرب من الحدود السورية، تزامناً مع اشتباكات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بحسب ما أفادت الوكالة. من ناحية أخرى، في شرق البلاد، قال المرصد إنّ القوات النظامية التي انسحبت من حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور مساء الخميس، عادت وتموضعت فيه معزّزة بالدبابات والعربات المدرعة. وأوضح المرصد أنّ القوة الموجودة في الحقل قوامها نحو 150 عنصراً، وأنّ المقاتلين المعارضين الموجودين على بعد كيلومترات من الحقل لم يتقدموا إليه «خشية أن يكون ملغّماً». ولا تزال القوات النظامية تسيطر على حقول نفط التيم، والمزرعة، والخراطة، والمهاش، والبشري، في الريف الغربي لمدينة دير الزور، بحسب المرصد.
في سياق آخر، عادت حركة الملاحة الطبيعية إلى مطار دمشق الدولي، إذ أفاد مصدر رسمي «أنّ بعض الطائرات التي كانت قادمة من موسكو والجزائر هبطت في مطار دمشق الدولي، كما أنّ طائرات بعض الشركات العربية أقلعت من المطار مثل الشركات المصرية، والعراقية، والجزائرية، والإيرانية».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)