سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر نبأ اعتقال منفذ عملية إطلاق النار الأخيرة في الخليل جنوب الضفة المحتلة، وقد قتل فيها مستوطنين وترك ثلاث بنات صغار وامرأة وفتى من دون أذى. وجاء في بيان لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك» أن «قوة خاصة اشتركت في عملية اعتقال المنفذ في الخليل، في حين عثر على السلاح المستخدم بالعملية (من نوع كلاشينكوف)»، مشيراً إلى أنه «اعتقل مشتبهان آخران ساعدا في تنفيذ العملية التي استهدفت مركبة للمستوطنين قرب بلدة يطا».
وحظرت الرقابة الإسرائيلية نشر تفاصيل أخرى عن العملية، في حين ذكر المراسل العسكري للقناة العبرية الثانية، أور هلر، أن العملية نفذت عبر فلسطيني واحد كان في المركبة ساعة العملية. وبعد ذلك، قال المتحدث بالعربية باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن اسم المنفذ هو شادي مطاوع (٢٨ عاماً)، وهو متزوج وله ولدان، وينتمي إلى «حركة الجهاد الإسلامي، وقد جرى اعتقاله من منزله.
وعادة، فإن مثل هذه العمليات في الضفة على مدار السنوات الأخيرة يكتشف منفذوها بسرعة لعدة أسباب متعلقة بالجانب الإسرائيلي الاستخباري أو التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، وكذلك ندرة الأسلحة للمقاومين، الأمر الذي يمنح القيادات الإسرائيلية السياسية الثقة في الإعلان لحظة وقوع أي عملية أنهم سيصلون إلى منفذيها بسرعة.

اقتحم العدو منزلين
في سلون وجبل المكبر في القدس تمهيداً لهدمهما

في سياق متصل، تراجعت شرطة العدو عن روايتها حول الحادث الذي وقع على مدخل مستوطنة «بساغوت» قرب رام الله، وسط الضفة، للمرة الثانية، وقالت إن الحديث يدور حول عملية، لا حول حادث سير. وقال بيان للشرطة إن الحادث الذي تسبب باستشهاد فلسطيني وإصابة أربعة مستوطنين، أحدهم بجراح متوسطة، «كان مدبراً من سائق السيارة الفلسطيني، حيث عثر داخل مركبته على سكين كبيرة». كما ذكرت القناة العبرية العاشرة أن الشهيد من قرية بيت لقيا قضاء رام الله، بعدما تناقضت الروايات الإسرائيلية حول الحادث، وقيل في البداية إنها عملية مدبرة، ثم جرى التراجع والقول إنها حادث سير، في حين انتهت الروايات بالثبات على نظرية العملية.
ويوم أمس، وبعد ليلتين من تفجير أربعة منازل لمنفذي عمليات فلسطينيين، اقتحمت قوات العدو منزل الشهيد أحمد أبو شعبان (استشهد في القدس) في حي رأس العمود في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى. وأفادت مصادر محلية بأن قوات كبيرة اقتحمت المنزل وأخذت قياساته بداعي قرار هدم. كذلك اقتحم العدو منزل الأسيرة إسراء جعابيص في بلدة جبل المكبر، جنوب شرق القدس، وعمدت الوحدة الهندسية الإسرائيلية إلى أخذ قياسات المنزل وتصويره تمهيداً لتنفيذ قرار الهدم.
وكانت إسراء جعابيص قد أصيبت في 11 أكتوبر الماضي بحروق بالغة، بعدما اتهمها الاحتلال بتفجير عبوة في سيارتها قرب حاجز الزعيم على مدخل القدس، في حين تبين أن انفجار حقيبة الأمان الموجودة خلف المقود، فخرج منها الرذاذ الأبيض نتيجة تماس كهربائي وقع بالسيارة. لكن النيابة الإسرائيلية العامة قدمت إلى المحكمة المركزية في القدس، الخميس الماضي، لائحة اتهام ضد جعابيص، تتضمن «محاولة الشروع في القتل بعد تفجيرها أسطوانة غاز كانت بداخل سيارتها بالقرب من حاجز الزعيم، ما أدى إلى جرح شرطي إسرائيلي».
على الصعيد السياسي، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، أمس، إن «جميع المحاولات والمخططات الرامية لوأد انتفاضة القدس وإجهاضها ستبوء بالفشل. وأكد هنية خلال حفل في غزة، أن «انتفاضة القدس المستمرة منذ مطلع الشهر الماضي جاءت لتسدد ضربة قوية للاحتلال ومخططاته. نحن اليوم أمام تحول استراتيجي هائل».
إلى ذلك، قالت صحيفة «هآرتس» العبرية إن «قوة عسكرية مصرية قتلت 15 سودانياً كانوا في طريقهم للتسلل إلى إسرائيل» في منطقة تقع جنوبي مدينة رفح على الحدود المصرية. وذكرت الصحيفة أن القتلى أعدموا عبر طلقة في الرأس بعد اعتقالهم على يد الأمن المصري، في حين «أصيب ثمانية آخرون واعتقل ثمانية».
(الأخبار، صفا)