بالتزامن مع اعلان المعارضة مطار دمشق «منطقة حرب»، استقدمت القوات النظامية السورية تعزيزات إلى عدد من المناطق المحيطة بالعاصمة. وقالت المعارضة السورية المسلحة إنّ مطار دمشق الدولي أصبح منطقة حرب، وحذرت المدنيين وشركات الطيران من أنّ اقترابهم من المطار سيكون «على مسؤوليتهم الخاصة». في هذا الوقت، استقدمت القوات النظامية السورية تعزيزات إلى عدد من المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق. وأبدى ناشطون معارضون خشيتهم من قيام القوات النظامية باقتحام مناطق قريبة من دمشق بعد استقدام التعزيزات، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد إنّ مدينة داريا وبلدة معضمية الشام تعرضتا للقصف، ترافقه «تعزيزات عسكرية على الاطراف»، بينما دارت اشتباكات في محيط المنطقتين ومناطق أخرى من ريف العاصمة، بينها الغوطة الشرقية، ومدينتا دوما، وحرستا شمال شرق دمشق. يأتي ذلك، في الوقت الذي أعلن فيه مبعوثون أنّ جماعات معارضة سورية مسلحة انتخبت، في اجتماع عقد في تركيا، قيادة موحدة تتألف من 30 عضواً، أمس الجمعة، خلال محادثات حضرها مسؤولون أمنيون من قوى عالمية. وقال أحد المبعوثين، الذي طلب عدم نشر اسمه، إنّه «نظمت القيادة في عدّة جبهات. نحن الآن بصدد عملية انتخاب قائد عسكري ومكتب اتصال سياسي لكلّ منطقة».
وفي محافظة حلب، استمرت المعارك في محيط مطار منغ العسكري في ريف المدينة، الذي يحاصره المقاتلون المعارضون، بحسب المرصد. وفي مدينة حلب، أفاد التلفزيون الرسمي السوري عن «بدء عودة التيار الكهربائي تدريجياً»، مشدّداً على أنّ الأولوية هي «لمضخات المياه، والمشافي، والمطاحن والمخابز». في محافظة الحسكة، تحدّث المرصد عن مقتل 12 مقاتلاً معارضاً في اشتباكات مع «عشيرة الشرابين العربية في قرية المناجير»، بعدما هاجم المقاتلون هذه البلدة حيث توجد اهراءات للحبوب.
وعلى عادتهم كل يوم جمعة، خرج المعارضون في تظاهرات حملت هذا الأسبوع شعار «لا لقوات حفظ السلام على أرض الشام». وفي الحولة بمحافظة حمص، سار العشرات في تظاهرة رفعوا خلالها لافتة كتب فيها «ليست قوات حفظ سلام، بل قوات حفظ نظام». وكان الناشطون قد أشاروا إلى أنّ الدعوة تنطلق من كون هذه القوات «مهمتها الفصل بين القوات المتحاربة، وبالتالي المحافظة على وضع اللا حسم، وابقاء وطننا في حالة من الفوضى والدمار والتمزق»، وأنّ نشر هذه القوات يعني «تقسيم سوريا إلى مناطق مؤيدة للنظام، وأخرى معارضة له»، وهذا ما يرفضونه. إلى ذلك، قال الجيش الأردني، في بيان له، إنّ أحد أفراده جرح اثر سقوط قذائف وطلقات نارية من الجانب السوري داخل الحدود الأردنية. وأفاد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية إنّ «الجندي أول عدي المومني أصيب بطلقة طائشة في منطقة الكتف وحالته العامة جيدة». وأوضح أنّ الحدود مع سوريا «في تل شهاب شهدت قتالاً عنيفاً بين القوات السورية النظامية وأفراد من الجيش السوري الحر، الذين التجأوا إلى سواتر ترابية تفصل الحدود الأردنية عن الحدود السورية، ما أدّى إلى سقوط عدد من القذائف والطلقات الخفيفة داخل حدود المملكة». وأضاف إنّ «القوات المسلحة الأردنية التزمت خلال الفترات السابقة أقصى درجات ضبط النفس وعدم التدخل بما يجري داخل أراضي سوريا، رغم تعرض أراضينا وحدودنا لرمايات عشوائية غير محددة المصدر».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)