جدّدت موسكو دعوتها إلى بدء حوار وطني بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة، بينما واصل الائتلاف السوري المعارض جولته، ليحطّ ضيفاً على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي اعترف بالائتلاف «ممثلاً شرعياً» للشعب السوري، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة في مناطق مختلفة من سوريا. وقالت روسيا إنّ التخطيط لمستقبل سوريا السياسي يجب ألا يفرض عليها من الخارج. وفي بيان عن المحادثات التي جرت، أول من أمس، بين الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين روس وأميركيين، كرّرت وزارة الخارجية الروسية دعوتها إلى وقف العنف، وبدء محادثات بشأن «معايير الفترة الانتقالية».
وقال البيان إنّ روسيا «أكدت أنّ القرارات الضرورية بشأن اصلاح النظام السياسي السوري يجب أنّ يتخذها السوريون أنفسهم دون تدخل من الخارج أو محاولات فرض حلول معدة للتطورات الاجتماعية والسياسية» على السوريين. وكرّرت وزارة الخارجية الروسية دعوات إلى إنهاء القتال فوراً و«بدء حوار وطني يناقش خلاله ممثلو الحكومة السورية والمعارضة معايير لفترة انتقالية ويتفقون عليها».
من ناحية أخرى، استقبل وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي رئيس الائتلاف الجديد للمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب. وقال وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيلي، إنّ استقبال الخطيب «إشارة واضحة إلى إعادة نظر في وضع الائتلاف السوري. إنّه ائتلاف يمثل المصالح المشروعة للشعب السوري». وفي ختام اللقاء،
وفي اعلان مشترك، قال الوزراء الاوروبيون إنهم «يقبلون الائتلاف الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري».
من جهتها، أجّلت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إلى يوم غد رحلتها من واشنطن إلى مراكش، حيث ستشارك الأربعاء في اجتماع «أصدقاء الشعب السوري»، حسب ما أعلن مستشارها فيليب رينس. وقال رينس: «تأجلت رحلتنا إلى المغرب من الاثنين إلى الثلاثاء، لأنّها (كلينتون) مصابة بفيروس في معدتها».
وكان من المقرر أن تغادر كلينتون، ووفدها، واشنطن صباح أمس إلى مراكش في إطار جولة ستقودها إلى المغرب وتونس وأبو ظبي. ومن المقرر أن تشارك في الاجتماع الدولي الرابع لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري»، الذي سيقرّر زيادة المساعدة لائتلاف المعارضة السورية.
في سياق آخر، قال وزير خارجية ألمانيا، غيدو فسترفيله، إنّ بلاده طردت أربعة من موظفي السفارة السورية. وأبلغت برلين القائم بالأعمال السوري بأن الموظفين الأربعة عليهم مغادرة ألمانيا بحلول يوم الخميس. ولفت فسترفيله، في بيان، إلى أنّه «بطرد موظفي السفارة الأربعة نبعث برسالة واضحة مفادها أننا نخفض مستوى العلاقات مع نظام الأسد إلى الحدّ الأدنى». وأضاف: «نحن نعوّل على تزايد قوة الائتلاف الوطني، وتمكنه في أقرب وقت من بناء المؤسسات الفعالة اللازمة للانتقال السياسي».
إلى ذلك، دعا رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، المجموعة الدولية إلى التدخل لإنهاء النزاع في سوريا، معتبراً إيّاه «وصمة» على الضمير العالمي، وذلك أثناء حفل تسلمه جائزة نوبل للسلام في أوسلو، باسم الاتحاد الأوروبي.
ميدانياً، استولى مقاتلون اسلاميون على كامل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية، آخر موقع محصن للجيش النظامي غرب مدينة حلب، ما يعزّز سيطرة المجموعات المعارضة على الشمال السوري، ولا سيما الاسلاميون.
في هذا الوقت، واصلت القوات النظامية قصف محيط دمشق بالمدفعية والطيران، في محاولة للقضاء على تجمعات المقاتلين المعارضين، الذين يستخدمون ريف دمشق قاعدة خلفية لهم، محاولين التقدم نحو العاصمة.
وقتل مقاتلان معارضان وطفل، يوم أمس، في اشتباكات في شمال دمشق، كذلك انسحبت الاشتباكات على أحياء أخرى من العاصمة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إنّه «دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة بالقرب من مسجد الحنابلة في منطقة الشيخ محيي الدين، الواقعة بين حيّي الصالحية وركن الدين في مدينة دمشق». وأشار إلى أنّ القوات النظامية حاصرت عدداًَ من الأبنية في المنطقة، ووقعت على الأثر «اشتباكات هي الأعنف في المنطقة، منذ بدء الثورة استمرت لعدّة ساعات». وأفاد المرصد عن اشتباكات في حيّ العسالي في جنوب دمشق.
وقتل 18 شخصاً، يوم أمس، في محافظة ريف دمشق هم تسعة مقاتلين معارضين، وأربعة مدنيين، وأربعة عناصر من قوات النظام، في اشتباكات وقصف في مدن وبلدات دوما، وعربين، والسبينة، ومحيط مبنى إدارة المركبات بين مدينتي حرستا وعربين والمعضمية ومناطق أخرى. وأفاد المرصد بأنّ مقاتلين معارضين هاجموا حواجز للقوات النظامية في مزارع رنكوس. وأشار أيضاً إلى إصابة ما لا يقلّ عن 35 مواطناً بجروح «بعضهم بحالة خطرة جرّاء قصف تعرضت له مدينة الزبداني» في ريف دمشق.
من ناحية أخرى، أفاد المرصد عن مقتل 13 جندياً سورياً «في كمين نصبه مقاتلون من كتائب عدّة مقاتلة لرتلٍ عسكري في المنطقة الجنوبية الغربية من مدينة معرّة النعمان»، في محافظة إدلب.
(أ ف ب، رويترز)