لم ترصد الاستخبارات أيّ خطوات سورية جديدة تشير إلى استعدادها لاستخدام السلاح الكيميائي، حسب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، في حين صرّح نظيره الفرنسي، جان ايف لودريان، بأنّ فرنسا «لا تنوي التدخل في سوريا». وقال ليون بانيتا إنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية لم ترصد أيّ خطوات جديدة من جانب الحكومة السورية تشير إلى أنّها تستعد لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد قوات المعارضة. وقال بانيتا، قبل وصوله إلى الكويت في زيارة، «أميل إلى تصوّر أنّ الرسالة وصلته (للرئيس السوري بشار الأسد). لقد جعلناها واضحة تماماً كما فعل آخرون». واستطرد «لكن من الواضح للغاية أنّ المعارضة مستمرّة في تحقيق مكاسب في سوريا، وخوفنا هو أنّها (الحكومة) إذا شعرت بأنّ النظام مهدّد بالانهيار، فقد تلجأ إلى هذه الأسلحة».
من ناحية أخرى، صرّح وزير الدفاع الفرنسي، جان ايف لودريان، بأنّ فرنسا «لا تنوي التدخل في سوريا»، ورفض في الوقت نفسه تأكيد وجود حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول في المنطقة. وقال لودريان، في حديث إذاعي، إنّ هذه السفينة «قيد الخدمة». كما أشار الوزير الفرنسي إلى أنّ «الأسلحة الكيميائية مخزنة، ونعرف المكان الذي تمّ تخزينها فيه. الغربيون، فرنسا والولايات المتحدة، يعرفون أين هي مخزنة وهي لا تستخدم اليوم»، موضحاً أنّها «محمية حالياً من قبل قوات بشار الأسد». ورداً على سؤال عن امكان تدخل وقائي للغربيين في سوريا، قال لودريان إنّ «هذه المسألة ليست مطروحة اليوم، استخدام الأسلحة الكيميائية لم يتمّ اثباته».
من جهتها، قالت نائبة رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، جريس اسيرواثام، إنّ المفتشين الدوليين يمكن أن ينتشروا بسرعة على حدود سوريا إذا أطلق أيّ من جيرانها تحذيراً من استخدام دمشق أسلحة كيميائية. وأضافت أنّ المنظمة كثّفت عملها، بعدما صرّح المسؤولون الأميركيون والغربيون بأنّ لديهم دليلاً سرياً على استعدادات سوريا للحرب الكيميائية. وأشار إلى «أننا نتابع الوضع، ونحن قلقون أيضاً بشأن الوضع. غير أنّنا لا نستطيع الدخول إلى البلاد، لأنّه ليس لدينا تفويض لفعل ذلك».
في سياق آخر، قالت صحيفة «كومرسانت» الروسية إن موسكو تقاوم ضغوط الولايات المتحدة كي تقنع الرئيس السوري بشار الأسد بالاستقالة، وتهدّد دمشق بعقوبات على أمل إنهاء الصراع الدائر بسوريا.
ويزيد هذا التقرير، الذي استندت فيه الصحيفة إلى مصدر لم تذكر اسمه، من المؤشرات على أنّ روسيا ليست مستعدّة للضغط من أجل إخراج الرئيس السوري من السلطة، رغم جهودها كي تنأى بنفسها عن حليفها القديم. وقال التقرير «روسيا لا تعتزم إقناع الزعيم السوري بترك منصبه طواعية» مما يعزّز المؤشرات على أنّ الفجوة ما زالت قائمة بعد اجتماعين عقدهما مؤخراً مسؤولون أميركيون وروس مع المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي.
ويسعى الإبراهيمي للتوصل إلى حلّ يستند إلى إعلان جنيف، الذي صدر في 30 حزيران، والذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية لإنهاء الصراع القائم منذ 20 شهراً. وأشارت الصحيفة إلى سبب يتسّم بقدر أكبر من العملية لمقاومة روسيا للضغوط الأميركية، وهو أنّ «موسكو مقتنعة بأنّ الأسد لن يخرج طواعية»، وهي تصريحات سبق أن كررها مسؤولون روس.
وقال التقرير إنّ كلينتون ناشدت روسيا، في هذا الصدّد، خلال اجتماعات عقدتها مع لافروف في دبلن، يوم الخميس، وكذلك خلال اجتماعات في كمبوديا الشهر الماضي. وذكر التقرير أن كلينتون أبلغت لافروف أنّ حكومة الأسد ستسقط عاجلاً أم آجلاً، وأنّه إذا لم تكن هناك حكومة انتقالية فمن المرجح أن تسقط سوريا في الفوضى والعنف والاقتتال الطائفي. كما قالت «كومرسانت» إنّ كلينتون أبدت قلقها من احتمال استخدام حكومة الأسد أسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة، الذين يحاربونه أو احتمال إقدام حلفائه على هذا بعد سقوط الحكومة.
وتابعت أنّ روسيا تشارك الولايات المتحدة مخاوفها بشأن احتمال وقوع المزيد من العنف وبشأن استخدام الترسانة الكيميائية السورية لكنّها تعتقد أنّ خطر سقوط هذه الأسلحة في أيدي متشددين يتجاوز خطر استخدام الحكومة لها. وأضافت أنّ كلينتون حثّت لافروف على التفكير في تهديد الحكومة السورية بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية مدعومة من الأمم المتحدة، ما لم يوقف كلّ أشكال العمل العسكري، لكن مساعيها لم تكلّل بالنجاح.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)