بعد التصريحات المتكرّرة عن امكان استخدام دمشق السلاح الكيماوي، اتهم كلّ من الحلف «الأطلسي» والولايات المتحدة النظام السوري باستخدام صواريخ ضد المعارضة، يعتقد أنها من نوع «سكود»، وهو ما نفته دمشق، في وقت، أعلن فيه نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أنّه لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة في النزاع السوري.
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أنّ النظام السوري «قريب من الانهيار، إنّها مجرد مسألة وقت». وقال «أحثّ النظام على وقف العنف، وأن يدرك كيف هو الوضع حالياً، وأن يطلق عملية لتلبية المطالب المشروعة للشعب السوري». ودان راسموسمن «بقوة» من جانب آخر اطلاق «عدة صواريخ قصيرة المدى» في سوريا في وقت سابق هذا الأسبوع. وقال إنّ «استخدام مثل هذه الأسلحة العشوائية يظهر ازدراء النظام بأرواح السوريين». وأوضح أنّ «الصواريخ أطلقت داخل سوريا، ولم تصب أيّ دولة مجاورة»، وذلك بعدما أجرى محادثات في مقر «الأطلسي» مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي. وأضاف «لا يمكننا تأكيد تفاصيل تقنية حول الصواريخ، لكن معلومات أشارت إلى أنها من نوع سكود».
من جهته، أكّد روتي أنّ بلاده «ستنشر في أسرع وقت ممكن» بطاريتي صواريخ دفاع من نوع باتريوت في تركيا.
في المقابل، نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية «جملةً وتفصيلاً» جميع «الشائعات» حول استخدام الجيش السوري صواريخ سكود في التصدي «للمجموعات الإرهابية المسلحة». وأضاف إنّ صواريخ سكود صواريخ استراتيجية بعيدة المدى، لا تستخدم في مواجهة عصابات إرهابية مسلحة، ما يعد أمراً معروفاً.
في سياق آخر، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أنّ النظام السوري يفقد السيطرة على البلاد «أكثر فأكثر»، ورأى أنّه لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة في النزاع. وقال بوغدانوف «علينا أن نواجه الأمر. النظام والحكومة يفقدان السيطرة على البلاد أكثر فأكثر». وأضاف «بالتالي لا يمكننا استبعاد انتصار المعارضة».
وفي إشارة أخرى إلى اقرار موسكو بخطورة الوضع، أعلن بوغدانوف أنّ روسيا تعدّ خطة اجلاء لرعاياها من سوريا. وقال «ننظر حالياً في خطة اجلاء محتملة. لدينا خطط تعبئة، ونحاول تحديد أماكن وجود رعايانا». وتابع أنّه حتى لو كان انتصار المعارضة السورية غير مستبعد، فإنّ النزاع يمكن أن يستمر أشهراً، وأن يوقع آلاف الضحايا». ووجه كلامه إلى المعارضين السوريين، قائلاً «إذا سيطرتم على 60%، كما تقولون، خلال سنتين، فسيستلزم الأمر منكم سنة ونصف سنة إضافية. وفيما قتل 40 ألف شخص حتى الآن، فإنّ النزاع سيشتدّ وستخسرون عشرات أو حتى مئات آلاف الأشخاص».
إلى ذلك، أعلن رئيس الائتلاف السوري، أحمد معاذ الخطيب، لوكالة «رويترز» أنّ الشعب السوري لم يعد بحاجة إلى تدخل قوات دولية لإطاحة الرئيس بشار الأسد، مع تقدّم مقاتلي المعارضة نحو وسط العاصمة دمشق. وأشار إلى أنّ المعارضة ستدرس عروضاً من الرئيس السوري لتسليم السلطة ومغادرة البلاد، لكنّها لن تعطي أيّ ضمانات إلى أن ترى عرضاً جاداً. ميدانياً، قتل ثمانية أشخاص في انفجار سيارة مفخخة في بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق، فيما أشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى أنّ الانفجار أوقع أربعة قتلى.
كذلك ارتفعت حصيلة القتلى الذين سقطوا في انفجار سيارة مفخخة أخرى في مدينة قطنا القريبة إلى 18، بحسب ما نقل المرصد عن مصادر طبية، مشيراً إلى أنّ «هناك جرحى بحالة خطرة»، بينما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مقتل 16 شخصاً وجرح 23 آخرين في انفجار قطنا. وقالت الوكالة إنّ «ارهابيين استهدفوا بسيارة مفخخة منطقة رأس النبع السكنية امام مدرسة ميخائيل سمعان».
إلى ذلك، تبنّت «جبهة النصرة» الهجوم على وزارة الداخلية، الذي وقع أول من أمس، مؤكدة أنّ انتحاريين من الجبهة نفذاه، بعد اشتباك داخل الوزارة، ثمّ فُجّرت سيارتان عن بعد. وفي السياق، أعلن التيار السلفي في الأردن، تعيين «أمير» جديد لـ «جبهة النصرة» في سوريا خلفاً لـ»الأمير» الحالي أبو جيلبيد الطوباسي، من دون أن تسمي الأمير الجديد، مكتفية بأنه يتحدّر من مدينة الزرقاء.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، سانا)