لم يقتصر التجاهل الإسرائيلي للانتقادات الدولية على دفع اجراءات البناء الاستيطاني، بل ارتقى أيضاً الى اعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اصرار حكومته على مواصلة البناء في القدس المحتلة. موقف نتنياهو اتى بعدما دعا، خلال زيارته الى مدينة عكا، الى موقف موحد للاحزاب الصهيونية يحول دون أن تمس الاعتبارات السياسية والحزبية الاجماع الوطني حول وحدة القدس، مشدّداً على انه «لا يستطيع ان يفهم كيف تعارض احزاب صهيونية البناء في القدس»، في رد على الانتقادات التي وجهت له من قبل حزب العمل و«يش عتيد» و«ميرتس» وحزب «الحركة» الذي ترأسه تسيبي ليفني. وكرر نتنياهو موقفه بأن «القدس هي العاصمة الابدية لاسرائيل، وسنواصل البناء فيها... وحدة القدس تعبير عن اجماع قومي واسع».
وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر ديوان رئيس الوزراء على أن مشاريع بناء 1500 وحدة سكنية في حي رمات شلومو في شمالي القدس لا تزال في مراحل التخطيط، أعلن المتحدث باسم وزارة الاسكان، ارييل روزنبرغ، طرح عطاءات بناء 1048 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، موضحاً أن عدداً منها سيتم بناؤه في حي هار حوما (جبل ابو غنيم) الاستيطاني في القدس الشرقية. كما اقرت لجنة التخطيط والبناء المحلية لبلدية القدس، بناء 2612 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة جديدة ستقام في جنوب القدس الشرقية باسم «غفعات همتوس».
بموازاة ذلك، كشفت صحيفة يديعوت احرونوت ان وزير الدفاع ايهود باراك كان قد وقع على مصادقة ببناء 523 وحدة استيطانية في مستوطنة غفعوت في غوش عتسيون قبيل توجه السلطة الفلسطينية للحصول على دولة مراقب في الأمم المتحدة.
الى ذلك، أقر قياديون في حزب الليكود بأن اقرار وطرح مخططات بناء استيطانية عديدة في هذه الايام يندرج ضمن الحملة الانتخابية للحزب وكسب تأييد الناخبين اليمينيين. ونقلت «معاريف» عن احد وزراء «الليكود» قوله «ثمة حاجة للتعبير عن المواقف بشكل دقيق عشية الانتخابات، وقد أدركوا عندنا أخيراً أن جمهور المصوتين لليكود يؤيد البناء في القدس والاستيطان ولذلك فإنه يرحب بقرارات كهذه ولا ينظر إليها بشكل سلبي، وذلك خلافا للصورة التي ترسمها وسائل الإعلام لهذه القرارات».