في تصريح قديم جديد، عادت أنقرة، عبر وزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو، للتصريح عن قرب سقوط النظام السوري. وفي حين التقى المعارض السوري هيثم المناع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد، دعا رئيس الاتئلاف المعارض، أحمد معاذ الخطيب، «الجيش الحر» إلى عدم الانجرار خلف المناصب. وأكد وزير الخارجية التركي أنّ نهاية النظام السوري هي «مسألة وقت ليس إلا»، داعياً المجتمع الدولي إلى العمل على أن يتمّ الانتقال إلى نظام جديد في هذا البلد «بأسرع ما يمكن». وقال الوزير التركي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي إيركي تيوميوجا، «من الواضح أنّه إذا فقد نظام ما شرعيته ودخل في معركة ضد شعبه، فإنّ هذا النظام سيخسر هذه المعركة». وأضاف «في ما يتعلق بالوقت الراهن، الآن بإمكاننا أن نكون واثقين من هذا الأمر أكثر من السابق. إنّها مسألة وقت ليس إلا. ولكن يجب على المجتمع الدولي أن يجعل العملية الانتقالية تتمّ بأسرع وقت ممكن بغية منع حصول المزيد من الكوارث». وأوضح الوزير التركي أنّه لا يؤيد فكرة تدخل عسكري أجنبي في سوريا، مؤكداً أنّه يشارك نظيره الفنلندي قوله إنّ هذه الفكرة «ليست بتاتاً ضمن مخططات المجتمع الدولي».
في سياق آخر، بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع وفد سوري معارض برئاسة القيادي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي هيثم المناع في بغداد «دعم الجهود الإنسانية» في سوريا، وإيجاد «حلّ سياسي» فيها.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، علي الموسوي، في تصريح، إنّ «وفداً معارضاً سورياً برئاسة هيثم المناع وصل إلى بغداد والتقى رئيس الوزراء». وأضاف إنّ «الزيارة تأتي ضمن سلسلة زيارات الوفود التي زارت، والتي ستزور بغداد في الأيام المقبلة». وأشار الموسوي إلى أنّ «الوفد الذي سيبقى عدة أيام في بغداد، همّه الوحيد التركيز على دعم الجهود الإنسانية في سوريا، ودعم إيجاد حلّ سياسي فيها لأنّ العمل العسكري لا يؤدي إلى حلّ». وأكد أنّ «الوفد الذي يضمّ ثلاث شخصيات، على أن تنضمّ إليه في الأيام المقبلة شخصيات أخرى، دعا إلى تنسيق وتعاون وتواصل مستمر مع العراق نظراً إلى تشابك العلاقات». وبحسب الموسوي، فإن الوفد «أثنى على موقف العراق في تقديم المساعدات الإنسانية، واعتبروها أفضل مساعدات إنسانية قدّمت للشعب السوري، وليس لها أغراض سياسية».
من جهته، دعا رئيس الائتلاف الوطني المعارض، أحمد معاذ الخطيب، أفراد الجيش السوري الحر إلى «ضرورة الوحدة وعدم التشرذم والسعي وراء المناصب والألقاب»، معتبراً ذلك «الضمانة الأساسية لنجاح الثورة». وطالب الجيش الحر، في حديث تلفزيوني، «بتوفير ممرات آمنة للمنظمات الإغاثية حتى تستطيع الوصول من خلالها إلى المناطق المنكوبة»، مشيراً إلى أنّ «الصليب الأحمر الدولي، وهو منظمة إغاثية محايدة لديها رغبة في تقديم خدماتها في سوريا، لكن غياب عنصر الأمان هو ما يجعلها تحجم عن ذلك». وأكد أنّ «هناك محاكم علنية ستعقد بعد سقوط النظام يعاقب من خلالها المذنبون»، قائلاً: «أريدكم أن تتذكروا أننا لسنا جيشا همجياً، عندنا مبادئ وعقيدة تسيّرنا في كل أمورنا». ونصح مقاتلي الجيش الحر «بالحيطة والحذر في التعامل مع وسائل الإعلام، التي قد تكون مصدراً يستمدّ منه النظام معلوماته»، مشدداً على أنّ «ذلك لا يعني سوء المعاملة».
إلى ذلك، دعا المفتي العام للجمهورية السورية، أحمد بدر الدين حسون، معارضي النظام السوري إلى السعي لتغيير النظام بالحوار، لا بالقوة، بحسب ما جاء في محاضرة ألقاها في دمشق. وقال حسون، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية السورية «إنّ الذين يدّعون أنّهم معارضة خارجية سيجبرون في النهاية على الجلوس إلى طاولة الحوار»، داعياً هؤلاء «للمبادرة إلى ذلك قبل أن يجبروا عليه»، وكلّ من يحملون السلاح إلى «التوقف عن ممارساتهم لأن تغيير النظام لا يكون بالقوة، بل بالحوار». ودعا المفتي أطياف المعارضة للعودة إلى البلاد «والاحتكام إلى الشعب في المطالب التي يريدون تحقيقها، وعدم اللجوء إلى طلب المساعدة من دول عرفت بعدائها التاريخي للمنطقة وتآمرها عليها».
(أ ف ب، رويترز، سانا)