كلما ظن اليمنيون أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح قد بدأ يتوارى عن المشهد السياسي، أثبت لهم الأخير أنه يتحين أي فرصة لتصدر المشهد من جديد، متسلحاً بحصانة حصل عليها بموجب المبادرة الخليجية جعلته لا يخشى أي محاسبة عن كل الجرائم التي ارتكبت في عهده ويصر على الاستمرار في العمل السياسي. عودة صالح هذه المرة ستكون من خلال مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده قريباً، بعدما أعلن مكتب «رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح، أنه قرر تأجيل سفره لإجراء عمليات جراحية ومواصلة الفحص والعلاج، حتى ما بعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني»، نظراً لأن «الزعيم، سيترأس هيئة ممثلي المؤتمر الشعبي العام، لمؤتمر الحوار».
الخبر الذي نشر على الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي، برر الخطوة بأن «صاحب الفخامة الأخ المشير عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، سيرأس مؤتمر الحوار الوطني، كرئيس للجمهورية، ولا بد أن يرأس هيئة مندوبي كل حزب، المسؤول الأول في الحزب، حتى يكون هناك قدرة على اتخاذ القرار لمعالجة ما قد يظهر من تباين في الآراء بين الأحزاب أثناء جلسات النقاش».
وفي حين لم يصدر أي موقف رسمي عن القوى السياسية اليمنية حول قرار صالح، فإن إعلان الأخير عن ترؤسه وفد حزب المؤتمر الشعبي في الحوار من شأنه أن يؤدي إلى اعادة خلط الأوراق بالنسبة للعديد من الأطراف التي أعلنت عن نيتها المشاركة في الحوار.
في غضون ذلك، فرضت قوات من الأمن المركزي والحرس الجمهوري أمس حصاراً على الشباب المشاركين في مسيرة الحياة 2 المعتصمين أمام دار الرئاسة القريب من ميدان السبعين، للمطالبة بمحاكمة المسؤولين عن القتلى الذين سقطوا في مسيرة الحياة 2011 . وحذر الشباب وزارة الداخلية من المساس بالمسيرة أو قمعها فيما ردد المتظاهرون هتافات تطالب بمحاكمة القتلة. كما رددوا هتافات تطالب ببناء الدولة المدنية الحديثة، واستمرار الفعل الثوري لتحقيق كامل أهداف الثورة.
وكانت مسيرة الحياة الراجلة 2012 قد خرجت من مدينة تعز قبل اربعة أيام متجهة سيراً على الأقدام صوب العاصمة صنعاء، لإحياء الذكرى السنوية الاولى لمسيرة الحياة التي قتل خلالها عدد من المحتجين بعد قمعهم من قبل قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري وبلاطجة.
إلى ذلك، قتل عنصران مفترضان من تنظيم القاعدة أحدهما أردني وجرح ثلاثة آخرون، أمس في غارة شنتها طائرة من دون طيار، أميركية على الارجح، في محافظة البيضاء على بعد 170 كلم جنوب شرق صنعاء.
وأفاد مصدر أمني أن القتيل اليمني يدعى عبدالله حسين الوائلي المتحدر من محافظة مأرب، وهو ملاحق منذ فراره من سجن في صنعاء قبل عامين.
(الأخبار، رويترز)