تواصلت الاشتباكات والغارات الجوية في مناطق مختلفة من سوريا، وتركّزت في ريف دمشق ومحافظة ادلب. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أنّ الطيران الحربي شنّ غارات جوية على ريف دمشق بعد ليلة شهدت عمليات قصف ومعارك طاولت عدداً من أحياء العاصمة. وقال المرصد إنّ «الطيران قصف للمرة الأولى بلدة عسال الورد في منطقة القلمون، ما أدى إلى مقتل مدني وجرح عشرات، وتدمير عشرات المساكن».
وأضاف أنّ الجيش السوري انسحب، منذ الخميس، من مناطق عدة في محيط دمشق بعد هجمات لمقاتلي المعارضة على حواجز عسكرية، معبراً عن تخوفه من غارات جوية جديدة. وليلاً جرت معارك وعمليات قصف في عدد من أحياء دمشق، وأفاد المرصد أنّ قذائف عديدة سقطت فوق حيّ القابون، بينما جرت اشتباكات بين الجنود السوريين ومقاتلي المعارضة في حيّ القدم، الذي قصفه الجيش النظامي.
واستؤنفت عمليات القصف والمعارك في ضاحية داريا، التي يحاول الجيش استعادة السيطرة الكاملة عليها منذ أسابيع، ويلدا ودوما، وحول موقع عسكري بين عربين وحرستا، كما ذكر المصدر.
في غضون ذلك، نفّذ مقاتلون من كتائب معارضة عدة هجوماً على معسكر وادي الضيف في محافظة ادلب، الذي يسعى مقاتلو المعارضة إلى السيطرة عليه منذ أكثر من شهرين، بحسب ما ذكر المرصد. وأفاد المرصد عن تعرّض محيط معسكر وادي الضيف «لغارات من طائرات حربية بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة في المنطقة، التي أدت إلى استشهاد مقاتلين اثنين (من المعارضة) وفرار ستة عساكر من حاجز الحامدية» القريب.
وأوضح المرصد أنّ «هناك نية للمضي في الهجوم على المعسكر حتى اقتحامه، ومهما بلغ حجم الخسائر»، مضيفاً أنّ مقاتلي المعارضة «يريدون السيطرة عليه لأهميته الاستراتيجية». وأوضح مقاتلون معارضون أنّ جبهة النصرة «تقود الهجوم على وادي الضيف»، مشيرين إلى اطلاق اسم «البنيان المرصوص» على العملية.
كذلك دارت صباح أمس، بحسب المرصد، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة ومن عدة كتائب قرب مطار حلب الدولي. وأشار المرصد إلى أنّ المقاتلين «تمكنوا من اقتحام اطراف مقر كتيبة عسكرية مكلفة حماية المطار، واشتبكوا مع عناصرها».
وتعرّض محيط مطار منغ العسكري، على بعد ثلاثين كيلومتراً من حلب، لقصف من القوات النظامية بعد محاولة تقدّم للمقاتلين المعارضين نحو داخل المطار.
في سياق آخر، نفت حركة الجهاد الإسلامي أنّ «يكون عناصر منها يقاتلون في مخيم اليرموك بدمشق إلى جانب جيش النظام السوري». وأوضحت، رداً على ادعاءات إسرائيلية بهذا الشأن، أنّ «الحركة تؤكد أن هذه الشائعات المغرضة هي محض افتراءات تنطق بلسان حال الصهاينة الذين يريدون تصفية حسابهم مع حركة الجهاد ومعاقبتها على قصف تل أبيب». وأشارت، في بيان، إلى أنّ «الحركة منذ بداية الأحداث في سوريا التزمت موقفاً ثابتاً، هو عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، وأنها أسهمت أخيراً هي وبعض الفصائل الفلسطينية في الحوار مع بعض الجهات السورية سعياً إلى حل أزمة اليرموك، ولكن جهود الجميع للأسف لم تصل إلى النتائج المرجوّة».
في سياق آخر، سارت تظاهرات في مناطق عدة من سوريا، أمس، مطالبة بإسقاط النظام، وهاجم قسم كبير منها الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي. وخرج المتظاهرون تحت شعار «خبز الدم»، تضامناً مع بلدة حلفايا في ريف حماه، حيث قتل يوم الأحد حوالي ستين مدنياً في قصف قرب مخبز.
إلى ذلك، أعلن ضابطان في القوات الجوية السورية انشقاقهما عن الجيش بعد أن لجآ إلى تركيا، كما أفاد دبلوماسي تركي أمس. واجتاز الضابطان المنشقان الحدود التركية السورية مع عشرات من الجنود السوريين الآخرين وعائلاتهم عند قرية ريحانلي الحدودية، في محافظة هاتاي.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)