دمشق - تصف نفسها بأنها معارضة وطنية، فيما تتهمها بقية قوى المعارضة الأُخرى بأنها ربيبة النظام ومصنّعة في حضنه. إنها قوى التكتل الوطني الديموقراطي المعارض، التي تعقد اليوم مؤتمراً في فندق أمية بمشاركة 23 حزباً، على أن تعلن فيه موقف التكتل من أداء المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي، وتقويم عمل التكتل خلال الفترة الماضية، كما سيشهد المؤتمر اعلان الأمينة العامة لحزب سوريا الوطن، مجد نيازي، انضمام حزبها إلى التكتل المعارض.
وفيما تتهم قوى التكتل الوطني الديموقراطي بأنها مدعومة من النظام، فإن الإعلام «الوطني» لا يهتم لأمرها ولا يواكب نشاطاتها، وهذا ما سيتم الحديث عنه في المؤتمر في ظل محاولة جميع القوى والأحزاب المشاركة تكثيف النشاط وتوحيده والسعي إلى إطلاق حوار وطني بين جميع المعارضين داخل البلاد وخارجها باستثناء قوى الائتلاف الوطني المعارض، وهو حوار ترشّح القاهرة حاضناً له.
مجد نيازي، الأمينة العامة لحزب سوريا الوطن، لديها أسبابها للانضمام إلى التكتل. فحزبها مع دخول الحوار الوطني دون أي شروط مسبقة، وتتفق مع جميع القوى برؤية عامة حول ضرورة التغيير السلمي ونبذ العنف وتحوّل الدولة نحو الديموقراطية دون أي تدخل خارجي.
وأكدت في حديث لـ«الأخبار» أن «حزب سوريا يعمل على الأرض منفرداً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وبناءً عليه، من الواجب توحيد الجهود مع الآخرين والعمل معاً». وحول الاختلاف بين حزبها وبقية القوى داخل التكتل، توضح نيازي أن الاختلاف يقتصر على الآليات والتسميات. وللتكتل إطاره السياسي بينما حزب سوريا الوطن يعتمد إطاراً اجتماعياً سياسياً موجوداً على الأرض بين الناس. وتضيف «التسميات هي مسألة خلافية، فما الذي يعنيه الإصرار على المعارضة في هذه الظروف أو الموالاة، فيما المطلوب هو العمل على إخراج البلاد من الأزمة القائمة».
من جهته، أكد الأمين العام لحزب «الشباب السوري»، ماهر مرهج، أحد المشاركين في التكتل، أن المؤتمر سيكون منبراً للاعلان عن انضمام حزبي سوريا الوطن وحزب الشعب إلى التكتل، إضافة إلى تأسيس مكتب للمظالم يقوم على معالجة ملف المخطوفين والمعتقلين والإغاثة. وهو مكتب قائم منذ أشهر وأفضى العمل من خلاله إلى الإفراج عن 16 مخطوفاً من المتوقع وجود اثنين منهم في المؤتمر. ويشرح مرهج صعوبات عمل التكتل على الأرض بدون تغطية إعلامية، ولا سيما ما قام به وفد التكتل من وساطة مع مشايخ مدينة رأس العين، وزيارته الحسكة بهدف تهدئة الأوضاع وإعادة 500 عائلة مهجّرة إلى منازلهم منذ يومين، بعدما ساءت أوضاع المدينة الحدودية ذات التنوع السكاني المعقّد.
من جهتها، لفتت الأمينة العامة لحزب «الشباب الوطني للعدالة والتنمية»، بروين ابراهيم، إلى الإعلان خلال المؤتمر عن تقويم زيارة الإبراهيمي باعتباره يميز بين الفرقاء السوريين في الداخل، من حيث الالتقاء بهم وسماع وجهات نظرهم، فيما لم يلتقِ أطرافاً أساسيين لهم دور واضح في الأزمة السورية كالسعودية وقطر. ووفقاً لابراهيم، سيتضمن المؤتمر مناقشة التحفظ على محاولة الإبراهيمي الترويج لحدوث حرب طائفية في سوريا طوال الوقت، فيما ذلك لم يحدث، حسب تعبيرها. ومن التحفّظات الاضافية التي سيناقشها التكتل تسويق الإبراهيمي لنفسه على اعتبار أنه مفاوض لا وسيط كما يفترض، إضافة إلى ترويج الإبراهيمي لوجود قوات حفظ سلام. وهو أمر مقبول في حال كان الصراع بين دولة وأُخرى لا بين جيش ومجموعات معارضة
مسلحة.
وفيما تُجمع معظم الشخصيات المشاركة في المؤتمر على الاعتراض على أداء الإعلام الرسمي، بصفته إعلاماً لحزب البعث، يراقب السوريون ما سيؤدي إليه المؤتمر من نتائج حقيقية.