أحيى الفلسطينيون في مختلف مناطق وجودهم، أمس، «يوم الأسير الفلسطيني». خرجوا في تظاهرات في مختلف مناطق الضفة المحتلة وقطاع غزة، تضامناً مع 7 آلاف و200 أسير معتقلين في السجون الإسرائيلية.فصائل المقاومة الفلسطينية وجهت كلمتها إلى المنسيين خلف القضبان، فأكدت «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، على لسان المتحدث الرسمي أبو عبيدة، أن «لدى الكتائب ما ينجز صفقة تفرح الشعب الفلسطيني، وأن فجر الخلاص للأسرى الأبطال بات قريباً». وشدد على أن «القسام» ملتزمة تحرير الأسرى، بالقول: «وعد الحر دين وسنؤديه مهما كلفنا من ثمن وتضحيات».
كذلك حذر أبو عبيدة، العدو الإسرائيلي، من «المراوغة ومحاولته التملص من دفع الثمن»، وقال: «على قادة العدو أن يعلموا أن خلف الأسرى رجالا لا يعرفون طعما للعيش إلا بتحرير إخوانهم من القيد والأيام ستثبت صدق وعدهم».
وكانت «كتائب القسام» قد أعلنت أسرها أربعة إسرائيليين، وأنها لن تبدأ بالتفاوض عليهم حتى إطلاق العدو أسرى صفقة التبادل السابقة «وفاء الأحرار»، الذين أعاد العدو اعتقالهم في «انتفاضة القدس»، العام الماضي.
في السياق، قال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، إن حركته ملتزمة الإفراج عن المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية كافة. وفي كلمة للأسرى، قال: «نبشّر الأسرى داخل السجون الإسرائيلية بالفرج القريب، ورضوخ إسرائيل لشروط المقاومة ضمن صفقة تبادل أسرى جديدة».
شهدت السجون حالات إضراب فردية وأخرى جماعية تضامنية

أما في الضفة المحتلة، فخرجت مسيرات بدعوة من هيئة «شؤون الأسرى» والفصائل، بعد إعلان الحكومة الفلسطينية تعليق الدوام في مؤسساتها في عدد من المدن، فيما أقيم مهرجان مركزي في رام الله (وسط الضفة).
وقال عضو اللجنة التنفيذية في «منظمة التحرير» واصل أبو يوسف، إن «الفلسطينيين يشاركون اليوم في مناطق وجودهم كافة بإحياء يوم الأسير الفلسطيني لإبقاء ملف المعتقلين حاضراً»، فيما قال الأمين العام لحركة «المبادرة الفلسطينية»، مصطفى البرغوثي، إن «ملف الأسرى هو أحد أهم الملفات التي جرى تقديمها لمحكمة الجنايات الدولية، ولا تزال المحكمة تدرس إمكانية رفع قضايا جرائم حرب ضد إسرائيل».
أيضاً، شهد قطاع غزة، مشاركة العشرات في مسيرة تضامنية مع الأسرى. وانطلقت المسيرة التي نظمتها «لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية»، من حديقة «النصب التذكاري للجندي المجهول»، وصولاً إلى مقر «اللجنة الدولية للصليب الأحمر».
وطالب القيادي في «حركة الجهاد الإسلامي» خالد البطش، في كلمة «المجتمع العربي والإسلامي بتبني ملف المعتقلين، وجعله على سلم أولويات قضاياهم». كما قال عضو المكتب السياسي لـ«حماس» خليل الحية، إن «كتائب القسَّام، تعمل ليل نهار للتخطيط لتحرير الأسرى، فقضيتهم سياسية ووطنية وإنسانية واجتماعية بالدرجة الأولى».
بالانتقال إلى المعتقلات الإسرائيلية، أعلنت «إذاعة صوت الأسرى» أن «قرابة ألفي أسير أعلنوا اليوم (أمس) معركة الكرامة، وخوضهم إضرابًا مفتوحًا عن الطعام ليوم واحد وهم أسرى سجون النقب وإيشل ورامون، ونفحة إضافة إلى عدم خروجهم لإجراء الفحص الأمني للغرف».
وحمّل الأسرى إدارة سجن نفحة المسؤولية عن دخولها إلى الغرف لإجراء الفحص الأمني دون التنسيق مع ممثلي الأسرى، معلنين عدم تحملهم أي حدث قد يصعّد الأمور أكثر في ظل الاحتقان بين صفوف الأسرى.
في سياق آخر، أكدت والدة الأسير فؤاد رباح عاصي (30 عاماً) أن ابنها يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام على التوالي. وأوضحت عاصي في حديث نقلته «إذاعة الأسرى»، أن «ابنها أعلن إضرابه عن الطعام في الثالث من نيسان الجاري، احتجاجا على استمرار اعتقاله الاداري، وقد نقلته إدارة السجون إلى العزل الانفرادي بعد إعلان الاضراب بيومين».
وفي وقت سابق، قال «مكتب إعلام الأسرى» إن ١٥ أسيراً من سجن عوفر وعشرة من إيشل وثمانمئة من نفحة انضموا إلى الإضراب المساند للأسيرالمضرب شكري الخواجا، ليرتفع عدد المتضامنين معه إلى 88 أسيرا.
يشار إلى أن قوات الاحتلال كانت قد اقتحمت منزل القيادي في «الجهاد الإسلامي»، الشيخ بسام السعدي، في محاولة متجددة لاعتقاله. وأكدت عائلة السعدي أن «قوات الاحتلال اقتحمت منازل العائلة في مخيم جنين بحثا عن الشيخ بسام، وعاثت القوات الصهيونية خرابا في المنزل، وحطمت كثيرا من محتوياته».
(الأخبار، الأناضول)



7200 أسير منهم 481 مدى الحياة

يقبع في المعتقلات الإسرائيلية سبعة آلاف ومئتا أسير، منهم ثلاثة آلاف ومئة اسير يُعدّون وفق القانون الإسرائيلي مجرد موقوفين. ويقضي 481 أسيرا حكم السجن المؤبد مدى الحياة، بينهم مؤسس «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لـ«الجهاد الإسلامي» في مخيم جنين، الأسير ثابت مرداوي (39 عامًا) المحكوم بالسجن 21 مؤبدًا، ومعه الأسير القيادي علي سليمان السعدي «الصفوري» (52 عامًا) المحكوم بالسجن المؤبد خمس مرات إضافة إلى 50 عامًا، والأسير علاء الدين توفيق فريحات (40 عامًا) المحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، والأسير ياسر حافظ رحال (34 عامًا) المحكوم بالسجن 20 عامًا. وجميعهم دخلوا عامهم الرابع عشر في الاعتقال.
ووفق إحصائية «هيئة الأسرى» يوجد في المعتقلات ألف و300 أسير مريض، و61 أسيرة، أصغرهم الطفلة ديما الواوي (12 عاما)، و450 طفلا أصغرهم شادي فراح (12 عاماً).
وتضم السجون الإسرائيلية ثلاثين من الأسرى القدامى، الذين تجاوزت مدة سجن بعضهم 30 عاما، كما يعتقل 600 فلسطيني بحكم إداري.
ومن بين الـ7 آلاف والمئتين، يوجد 32 أسيراً عربياً، علما بأن للضفة المحتلة الحصة الأكبر من الأسرى، في ظل أن سلطات العدو تعتقل 5700 من الضفة، و1050 من الداخل المحتل، و350 من غزة.
(الأخبار)