صنعاء | لم تنفع تطمينات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ ولا الدعم الدولي لعقد الجولة الرابعة من المحادثات بين الأطراف اليمنية في عدم تطيير الجولة إلى موعد لاحق. وفد «القوى الوطنية» في صنعاء وحتى لحظات متأخرة من مساء أمس بقي في العاصمة اليمنية ولم يتوجه إلى الكويت كما كان متوقعاً.وأفادت مصادر مطلعة بأنّ وفد «أنصار الله» و«الموتمر الشعبي العام» قررا تأجيل سفرهما إلى الكويت، معللةً ذلك بعدم التزام «التحالف» والجماعات المسلحة التابعة له في الداخل بوقف النار المعلن والمتفق عليه.
وأوضحت المصادر لـ«الأخبار» أن «أنصار الله» و«المؤتمر» متمسكون بوقف إطلاق النار كشرط أساسي لانعقاد مشاورات الكويت، وأضافت المصادر أن «أنصار الله» و«المؤتمر» وعدداً من الأحزاب الموقعة على «اتفاق السلم والشراكة» شددوا في مشاورات أجريت بينهم على تحديد أجندات واضحة للمحادثات.
وكشفت المصادر أن حالة من «الأخذ والرد» تدور بين وفد «القوى الوطنية» من جهة، والمبعوث الدولي من جهة أخرى حول ثتبيت وقف إطلاق النار وإزالة العوائق أمام انعقاد المحادثات. وعلى الرغم من عدم إفصاح وفد «القوى الوطنية» وولد الشيخ عن موقف واضح من انعقاد أو تأجيل محادثات الكويت طوال اليومين الماضيين، إلا أن المصادر توقعت أن يخرج موقف من الطرفين خلال اليومين القادمين بحسب التطورات.
وكان المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ قد جدد دعوته الأطراف اليمنية المشاركة إلى المرونة في المحادثات وذلك في إحاطته قبل يومين لمجلس الأمن بخصوص التحضيرات لمؤتمر الكويت اليمني. وحذر من «أن اليمن يقف اليوم على مفترقَي طرق؛ أحدهما يوصل اليمن إلى السلام، والطريق الآخر يقود البلاد إلى هوة أمنية وإنسانية من الضروري الابتعاد عنها».
وأوضح أن «طريق السلام في اليمن قد يكون شائكاً، لكنه سالك وممكن، وعلى الفشل أن يكون خارج المعادلة»، كما أكد أنه سيطلب من المشاركين في المحادثات وضع خطة عملية تنطلق منها المحادثات.
في غضون ذلك، استمرت المفاوضات بين السعودية و«أنصار الله» على الحدود، وظهر ذلك من خلال إعلان الناطق الرسمي لـ«أنصار الله»، محمد عبد السلام تسلّم دفعة جديدة من الأسرى.
وأكد عبد السلام في منشور على صفحته في موقع «فايسبوك» أنه تسلم من الطرف السعودي 30 أسيراً ومعتقلاً، 14 منهم تم أسرهم في الجبهات الداخلية والـ16 الآخرون مواطنون اعتقلتهم السعودية على قضايا مختلفة.
على صعيد منفصل، شهدت مدن جنوب اليمن أمس تظاهرت حاشدة للمطالبة بالاستقلال عن الشمال وإقامة دولة مستقلة. وخرج الآلاف في عدن وأبين من أنصار «الحراك الجنوبي» في تظاهرات للمطالبة بما سموه «حقوق الجنوبيين» في دولة مستقلة.
وحملت التظاهرات شعار «استعادة وطن» وردد المتظاهرون الشعارات المطالبة باستقلال الجنوب، منددين بـ«التحالف» وبقرار الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي الأخير الذي أقال فيه رئيس الحكومة السابق خالد بحاح. وركّزت التظاهرات أيضاً على رفض مؤتمر الكويت ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
من جهة أخرى، اتهمت وسائل إعلامية موالية لحزب «الإصلاح» وهادي تلك التظاهرات بأنها ممولة ويجري تحريكها من إيران.
من جهته، كشف قائد عسكري جنوبي عن أهداف هذه التظاهرات في ساحة العروض في خور مكسر، وقال قائد محور «المقاومة الشعبية الجنوبية» في محافظة الضالع وقائد عمليات تثبيت الأمن في عدن، النقيب عبدالله الجحافي، إن «التظاهرات تأكيد على تمسك شعب الجنوب بتحرير واستقلال أرضه ورفض أي حلول أخرى كالفيدرالية والأقاليم وغيرها»، مضيفاً أن «التظاهرات تؤكد على عدالة حق شعب الجنوب في استعادة دولته وإقامة دولة مدنية تسودها العدالة والمساواة واحترام حق الآخر، وعلى رفض شعب الجنوب كل أشكال وصور الإرهاب والتطرف».




وقف إطلاق النار في جبهات مأرب
وقّع وفد الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» والمسلحون المؤيدون للعدوان في جبهة مأرب اتفاقاً لتثبيت وقف إطلاق النار على جميع جبهات محافظة مأرب. وتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار في جميع جبهات القتال في صرواح، والجدعان، وحريب، والعبديه، ونهم ابتداءً من مساء أمس الأحد، وإيقاف التحشيد والتعزيزات العسكرية إلى جميع جبهات القتال، والإشراف من قبل الطرفين على عملية وقف إطلاق النار. وبعد التأكد من وقف إطلاق النار، يتم البدء في تسهيل إيصال المواد الإغاثية وتبادل الأسرى والسماح للصليب الأحمر أو من يمثلهم لانتشال وتبادل الجثث من قبل الطرفين، إضافة إلى تجهيز الطرقات وإعادتها للجاهزية وفتحها في أسرع وقت، والعمل على إصلاح وتشغيل محطة مأرب الغازية.