الحسكة | يدفع نقص المواد الأساسية وارتفاع أسعارها في أسواق الحسكة إلى تبادل الاتهامات بين حكومة شمال العراق لإحكامها الحصار على المدنيين عبر إغلاق معبر «سيمالكا» النهري، و«وحدات حماية الشعب» الكردية لتأخير إدخال المواد الغذائية وافتعال أزمة نقص، للضغط على حكومة شمال العراق لفتح المعبر.تبادل الاتهامات لا يخفي العوامل العديدة التي خلقت الأزمة، والتي يبدو أكثرها تأثيراً إغلاق معبر «سيمالكا» الذي كان ممراً لعشرات الشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية والخضر والفواكه والكهربائيات. كذلك، يوازيه في التأثير إغلاق معبر نصيبين مع تركيا في وجه قوافل المساعدات الإغاثية للشهر الثالث على التوالي، بسبب الاشتباكات بين السلطات التركية و«حزب العمال الكردستاني»، ما حرم الحسكة من أكثر من 50 ألف سلة غذائية كانت تحملها تلك القوافل شهرياً. يضاف إلى إغلاق المعبرين تحكّم «داعش» في نوعية المواد التي تدخل عبر بلدة مبروكة مروراً بالرقة، والتفتيش الدقيق الذي تجريه «الوحدات» الكردية للآليات التي تعبر خشية المفخخات والسلاح.
يقتطع «داعش» ضريبة 10 في المئة من قيمة أيّ شحنة

ارتفاع أسعار المواد إلى أكثر من ضعفي مثيلاتها في المحافظات الأخرى له أسبابه أيضاً. يقول أبو محمد، وهو سائق شاحنة يعمل على طريق دمشق ــ الحسكة، إن «داعش يقتطع ضريبة 10 في المئة من قيمة أيّ شحنة ويتحكم في نوعية المواد الداخلة إلى الحسكة؛ فالفروج والسكر يذهبان غالباً باتجاه الرقة والموصل، فيما يسمح بدخول الفواكه والخضر إلى الحسكة، وفق مزاجية أمرائه في المنطقة». كذلك، من الجانب الآخر، يضيف أبو محمد أنّ «الوحدات الكردية تقتطع حصتها من الجمارك على كل شحنة، ويقومون بإفراغ معظم الحمولات في ساحات ترابية وغير مؤهلة للتفتيش، ما يؤدي إلى تأخر دخول الشحنات وتلف بعض محتوياتها، فيعوّضه التجار برفع الأسعار».
على الجانب الرسمي، استبعد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، غازي الناصر، أن تدخل المحافظة قائمة المناطق المحاصرة، نظراً إلى «قدرة التجار على إدخال المواد من جهة، وقدرة الحكومة السورية على نقل المواد جواً عبر مطار القامشلي عند الحاجة»، مشيراً إلى أن «إغلاق معبر سيمالكا وتحول طريق الحسكة ــ الرقة إلى منطقة اشتباكات، أدى إلى شح بعض المواد وارتفاع كبير في الأسعار». ولفت إلى أنه «تم إدخال أكثر من 500 طن من المواد الغذائية المختلفة عبر بلدة مبروكة، بعد انقطاع دام لأكثر من عشرة أيام». من جهة أخرى، نفى مصدر في «هيئة التموين» التابعة لـ«الإدارة الذاتية»، في تصريح إلى «الأخبار»، أن تكون «الوحدات الكردية تؤخّر إدخال المواد عبر مبروكة، للضغط على حكومة الشمال وإجبارها على فتح معبر سيمالكا»، مشيراً إلى مسؤولية «حكومة شمال العراق عن نقص المواد بسبب إغلاقها المعبر الذي كنا ندخل عبره كل ما تحتاج إليه مقاطعتا الجزيرة وكوباني وريف الرقة».