صنعاء | فشلت المساعي الإقليمية والدولية الداعمة لجولة المحادثات الرابعة بين الأطراف اليمنية في الكويت، في تذليل العقبات التي طرأت في اللحظات الأخيرة، وطارت معها الجولة إلى توقيت لم يحدّد بعد. وفشل المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، في «خطوات بناء الثقة» مع وفد صنعاء الذي حدد شروط الذهاب إلى الكويت بنقطتين أساسيتين، هما موقف حاسم من انتهاك وقف إطلاق النار، وتحديد أجندة المحادثات. وينذر تأجيل المحادثات وفشل تثبيت الهدنة بعودة المواجهات والعمليات العسكرية، التي كانت قد توقفت، بشكل نسبي، في أكثر من جبهة داخلية وعلى الحدود اليمنية السعودية.
وفيما لم يصدر بيان رسمي عن الأمم المتحدة يوضح فيه مصير المحادثات، التي كان المجتمع الدولي يعقد الآمال عليها لإنهاء الأزمة اليمنية، حثّ المبعوث الدولي «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» على «تحمّل مسؤولياتهم الوطنية والعمل على حلول توافقية وشاملة»، داعياً، في بيان صادر عن مكتبه، الطرفين إلى عدم تضييع الفرصة «التي قد تجنّب اليمن خسارة المزيد من الأرواح، ومن المفترض أن تضع حلاً لدوامة العنف في البلاد». وأكد أن «الساعات القليلة المقبلة حاسمة»، فيما أشار مسؤولان في حكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إلى أن من المرجّح أن تصل وفود صنعاء، اليوم، إلى الكويت.
وفد «القوى الوطنية» لم يتخذ موقفاً رافضاً للذهاب إلى الكويت

وأكدت المعلومات، التي حصلت عليها «الأخبار»، أن وفد «القوى الوطنية» لم يتخذ موقفاً رافضاً للذهاب إلى مؤتمر الكويت، ولكنه ينتظر موقفاً حاسماً تجاه وقف إطلاق النار بشكل شامل، وتحديد أجندة المحادثات.
المتحدث الرسمي باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، جدد التشديد على حرص وفد «القوى الوطنية»، الدائم والمستمر، على إجراء حوار سياسي «لمصلحة الشعب اليمني وعموم المنطقة». وقال في بيان نشره على صفحته في موقع «فايسبوك» إنه «مع استمرار العدوان بمظاهره المختلفة، من تحليق وغارات وزحوفات، فإننا نرى أن تثبيت وقف إطلاق النار، والسماح للجان المحلية بالانعقاد يساعد، كثيراً، في إنجاح الحوار حتى يتحول إعلان وقف الحرب إلى مصاديق عملية»، وذلك في إشارة واضحة إلى الأسباب الرئيسية وراء تأجيل الذهاب إلى الكويت.
وأضاف رئيس وفد «أنصار الله» التفاوضي: «لقد كان مطلبنا، منذ اليوم الأول، أن يكون الحوار في أجواء يسودها هدوء وسلام واستقرار، وللأسف ومنذ إعلان الاثنين ١١ نيسان لم يتوقف العدوان، فقد استمر القصف الجوي على مناطق مختلفة، وتعرّضت لجنة الجوف المحلية لغارتين جويتين، وظلت الزحوفات متواصلة في أكثر من جبهة». وفي وقت لاحق أكد عبد السلام أن «الأمم المتحدة لم تستطع وضع أجندة واضحة للحوار يمكننا التوصل إليها».
وتؤكد المعلومات أن المشكلة في الأجندات التي أرسلها المبعوث الدولي، تتضمن مطالبة «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» بتنفيذ النقاط الخمس التي تنص على عودة ما يسمى الشرعية وتسليم الأسلحة، وإعادة المؤسسات الحكومية والانسحاب من كل المواقع وإطلاق جميع الأسرى والمعتقلين، ولم تتضمن أي شيء يشير إلى أنها أجندات مطروحة من قبل الأمم المتحدة كطرف وسيط ومحايد. وبحسب المعلومات، ترى «القوى الوطنية» أن طرح تلك النقاط كأجندات لمفاوضات الكويت من شأنه أن يجعل المحادثات مجرّد حفلة يحضرها وفد «القوى الوطنية» للتسليم بما يريده العدوان السعودي ومرتزقته، والتوقيع على تحقيق الأهداف التي لم يستطع العدوان تحقيقها في خلال عام من الحرب.
وفي إشارة إلى استمرار الاتصالات بين وفد «القوى الوطنية» في الداخل وبين الأمم المتحدة بخصوص التوصل إلى صيغة مرضية للأجندات، أفاد المتحدث باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، بأن وفد «القوى الوطنية» لا يزال «ساعياً لاستيضاح الأمم المتحدة بشأن أجندة حوار تؤسس لمرحلة جادة من الحوار البناء والمسؤول يؤدي إلى إرساء مسار سياسي يعتمد الشراكة والتوافق، وفقاً للقرارات الدولية والمرجعيات المعروفة، وليس لاستمرار العدوان وانتهاج سياسة الإقصاء»، مطالباً المجتمع الدولي بدعم مسار السلام «حتى نتجنّب انعقاد جولة حوار فاشلة».
من جهتها، أكدت عضو الفريق التفاوضي عن حزب «المؤتمر الشعبي العام»، فايقة السيد، أن وفد «المؤتمر» و«أنصار الله» لن يتحرّك من العاصمة صنعاء لحضور المحادثات الكويت، ما لم يُلزَم الطرف الآخر بوقف إطلاق النار وإيقاف غارات طائرات «التحالف».
في غضون ذلك، أعربت السعودية عن أملها في نجاح مباحثات السلام اليمنية - اليمنية. وقال وزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي، عقب جلسة لمجلس الوزراء، إن «مجلس الوزراء عبّر عن أمله في نجاح المشاورات، من أجل استكمال الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية للأزمة اليمنية، وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216».