تعهد الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس، باحترام نتيجة استفتاء تحديد مصير جنوب السودان، مبدياً في الوقت نفسه استعداد الحكومة السودانية لتقديم مختلف أنواع الدعم للدولة الجنوبية، في حال اختيار الجنوبيين الانفصال. وفي خطاب ألقاه في قاعة المؤتمرات في جوبا، أمام ممثلي القوى السياسية في الجنوب، قال البشير «نحن مع خياركم، إن اخترتم الانفصال فسأحتفل معكم»، و«لن ننصب سراديق عزاء» في الشمال.
وأضاف «على الرغم من أنني على المستوى الشخصي سأكون حزيناً إذا اختار الجنوب الانفصال، لكنني سأكون سعيداً لأننا حققنا السلام للسودان بطرفيه».
وبعدما شدد البشير على أن «حجم المصالح والروابط بين الشمال والجنوب غير موجود بين أي دولتين في العالم»، رأى أنه «حتى لو حصل الانفصال فإن الفوائد التي يمكن أن نحققها، عبر الوحدة، يمكن أن نحققها من خلال دولتين».
وعرض البشير تاريخ المفاوضات بين حكومته والحركة الشعبية لتحرير السودان، مؤكداً أن رسالة الحكومة الحقيقية «كانت رسالة السلام»، بعدما أكدت التجارب الماضية أن «محاولة فرض الوحدة عن طريق القوة فاشلة، والنتيجة كانت عكسية وهي المزيد من التباعد والتباغض بين أبناء الوطن الواحد، فكان يلزم إعطاء الفرصة بأن تكون الوحدة اختيارية».
وأضاف البشير «اتفقنا على إعطاء المواطنين حق تقرير المصير، ونحن عندما وقّعنا اتفاقية (السلام في نيفاشا)، وقّعناها للالتزام بها لأننا أصحاب عقود ومواثيق، لكننا سنظل دعاة وحدة لأن قناعتنا هي أن الوحدة مصلحة وقوة وأمن وتقدم وتطور لكل أهل السودان».
وبعدما أكد استعداد الخرطوم لتقديم كل أشكال الدعم الفني واللوجستي والتدريبي للدولة التي قد تولد قريباً في الجنوب، دعا البشير إلى التصرف بأسلوب حضاري خلال الاستفتاء وبعده، لتفويت الفرصة على «الإعلاميين المحتشدين لتصوير الصراع والقتل والدمار والحرائق».
من جهةٍ ثانية، أجرى البشير محادثات مع نائبه الأول، رئيس حكومة الجنوب، سيلفا كير ميارديت، تناولت قضايا ما بعد الاستفتاء، وبينها المواطنة والأمن وتقاسم عائدات النفط والديون الخارجية والحدود التي لا يزال يتعيّن ترسيم 20 بالمئة منها.
وأوضح وزير الإعلام الجنوبي، برنابا ماريال، أن البشير وميارديت تعهدا بتسوية القضايا العالقة بحلول تموز المقبل، موعد انتهاء الفترة الانتقالية التي ستفصل بين اختيار الجنوبيين للانفصال وإقراره رسمياً.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)