حال الغليان الشعبي في تونس لم تتوقّف، رغم الإيحاءات الرسميّة بذلك، إذ أعلنت مصادر نقابية عن إضرابات وتظاهرات ومحاولات انتحار بالجملة، شهدتها البلاد في الوسط والجنوب والغرب، للمطالبة بتوفير فرص عمل، ليصل عدد ضحايا الاضطرابات الى خمسة قتلى.وقال رئيس هيئة المحامين في تونس، عبد الرازق الكيلاني، إنّ آلاف المحامين أضربوا عن العمل ليوم واحد الخميس، احتجاجاً على «اعتداءات من قوات الأمن». وأضاف إنّ «الإضراب نجح بنسبة 95 في المئة. وهو يتضمن رسالة واضحة، هي أننا لا نقبل الاعتداء على المحامين مهما كانت الأسباب».
وفي سيدي بوزيد (265 كليومتراً جنوبي العاصمة)، حيث تفجّرت الشهر الماضي الاشتباكات إثر انتحار شاب بسبب البطالة، أكد أكثر من ثلاثة أشخاص محاولة انتحار امرأة مع أطفالها الثلاثة، بعدما تسلّقت عموداً كهربائياً احتجاجاً على تردي أوضاعها المعيشية. وأضافوا إن السلطات قطعت التيار الكهربائي قبل أن يجري إقناعها بالعدول عن فكرتها، بعدما وعدها مسؤولون محليون بالنظر في حالتها الاجتماعية.
وفي منطقة جبنيانة الريفية (300 كليومتر جنوبي العاصمة) التابعة لولاية صفاقس، فرّقت الشرطة تظاهرة لتلاميذ معهد ثانوي، فيما أشارت مصادر نقابية الى محاولات انتحار.
وفي بلدة الرقاب هدّد حامد السليمي (26 عاماً) العاطل من العمل بالانتحار بالتيار الكهربائي بعدما صعد الى عمود كهرباء للتنديد بالفساد، وعدم تكافؤ الفرص، قبل أن يتلقّى وعداً من السلطات المحلية بتوفير عمل له، حسبما أفاد النقابي كمال العبيدي.
وفي مدينة المتلوي المنجمية أضرم العاطل من العمل مصباح الجوهري النار في جسده، ونُقل الى المستشفى، حسبما ذكر أحد سكان المدينة. وفي مدينة الشابة (وسط شرقي) عُثر على محمد سليمان (52 عاماً)، وهو عامل بناء ووالد لأربعة أطفال، منتحراً شنقاً، حسبما أفاد شاهد.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس، أن السلطات التونسية لم تسمح للصحافية التي تعمل لحسابها، إيزابيل مانرو، بدخول تونس.
وفي باريس، تجمّع نحو 250 شخصاً أول من أمس، بدعوة من ائتلاف جمعيات وأحزاب في إطار «يوم عالمي للتضامن مع الثورة الاجتماعية في تونس»، مندّدين بـ «ديكتاتورية» الرئيس زين العابدين بن علي. وفي مدينة ليون (وسط شرق فرنسا) تجمّع ما بين 60 شخصاً ومئة شخص أمام القنصلية التونسية بدعوة من رابطة حقوق الإنسان وجمعية «التحرك معاً من أجل حقوق الإنسان».
كذلك شهدت مدينة بيروت يوم الخميس الماضي تجمّعاً واعتصاماً أمام السفارة التونسية.
(رويترز، أ ف ب، الأخبار)