خاص بالموقع- ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الأقوال التي أدلى بها رئيس الموساد المنتهية ولايته، مئير داغان، يوم الخميس الماضي، واستبعد خلالها امتلاك إيران لقنبلة نووية قبل عام 2015، أثارت غضب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وخاصة أنها توحي بأن لا خطر إيرانياً مباشراً على إسرائيل.
ولفتت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن أقوال داغان أثارت غضب نتنياهو، لكونها تتعارض مع الخط العدواني الذي يقوده نتنياهو ضد الجمهورية الإسلامية. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي وصفته بالرفيع تأكيده أن نتنياهو «وبَّخ داغان» في أعقاب نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية أقواله، التي رأى أنها تحدث ضرراً حيال جهود إسرائيل، مع الأسرة الدولية، الرامية إلى التصدي للبرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن التصريحات التي أدلى بها داغان أضعفت كثيراً الموقف الإسرائيلي الذي يشدد على ضرورة فرض عقوبات مشدّدة على إيران، كذلك فإنها تظهر للإيرانيين عدم جدية نيّات الغرب في منعها من الحصول على سلاح نووي بأي ثمن.

وأعربت المصادر الإسرائيلية عن دهشتها من التوقيت الذي اختاره داغان بشأن إيران يوم استقالته، لجهة «الشكل الذي قيلت فيه»، وأنها «غريبة وغير مقبولة». وأكدت المصادر نفسها أن «رؤساء الموساد في الماضي لم يتصرفوا هكذا يوم مغادرتهم»، واصفة أقواله بأنها تعبّر عن «شيء غير مهني». ولفتت المصادر أيضاً إلى أن داغان «لا يقرر السياسة بل يوصي فقط، وتوصيته هي واحدة من جملة توصيات»، وأن الحسم الذي أبداه في كلامه عن البرنامج النووي الإيراني فيه «قدر من العلة»، وخاصة أن هناك في إسرائيل من لا يتفق مع هذا التقدير الذي عرضه داغان.

في المقابل، نقلت الصحيفة أيضاً عن مصادر في مكتب نتنياهو قولها إن رئيس الوزراء «ليس غاضباً من أقوال داغان» الذي ينسّق مع رئيس الوزراء، ونتنياهو يقدّره جداً، بل وأعرب عن ذلك في جلسة الحكومة التي ودّعه فيها الوزراء.

وفي محاولة للتقليل من وقع كلام رئيس الموساد، ذكرت هآرتس أنه ليس لداغان أي ميزة واضحة على نظرائه في القيادة الأمنية، وأنه ليس لرأيه «وزن زائد» في سوق الآراء المعتمدة على معطيات مماثلة. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن مهمة الموساد هي جمع المعلومات، رغم أنه يمتلك وحدة أبحاث تأسست بعد حرب عام 1973 بناءً على توصية لجنة اغرانات، «لكنّ ذلك غير كاف لجعله جهة التقدير التي تستطيع أن تواجه شعبة الاستخبارات العسكرية، أمان، بجدية»، التي كان تقدير رئيسها السابق، قبيل انتهاء ولايته، اللواء احتياط عاموس يادلين، أكثر حذراً إزاء سرعة مسير إيران نحو الهدف النووي. ولفتت الصحيفة إلى أن من يخاطر بكارثة وطنية أو بالعزل عن العمل أو بوقف الترفيع بسبب خطأ التقدير هو رئيس أمان لا رئيس الموساد، مشيرة إلى أن الاستخبارات كلها هي عنصر واحد في المعادلة فقط. واتهمت الصحيفة داغان بأن ما صدر عنه ليس تقديراً «نقياً بلا هوى»، بل سياسة موجّهة للتأثير في السياسة المقررة في الحكومة والكنيست والانتخابات.