أجج المشروع الاستيطاني الإسرائيلي في مجمع فندق شبرد انتقادات دولية واسعة، فيما يزداد التوتر في قطاع غزة مع التلميح الإسرائيلي بشن هجوم جديد عليه.ودعا دبلوماسيون يمثلون دولاً أوروبية في القدس المحتلة ورام الله الاتحاد الأوروبي إلى تشديد الخطوات الاحتجاجية على سياسة إسرائيل، في ما يتعلق بالاستيطان وهدم منازل الفلسطينيين، والتعامل مع القدس الشرقية على أنها عاصمة دولة فلسطين. وذكرت الصحف الإسرائيلية، أمس، أن هذه الدعوة جاءت في تقرير أعده دبلوماسيون أوروبيون يشمل عدة توصيات لفرض عقوبات على إسرائيل.
ودعا الدبلوماسيون إلى أن يرفض السياسيون والموظفون الأوروبيون زيارة مقارّ للحكومة الإسرائيلية الواقعة خلف الخط الأخضر وأن يرفضوا خدمات الحراسة الإسرائيلية لدى تجولهم في البلدة القديمة والقدس الشرقية المحتلة عموماً. ويوصي التقرير بتشجيع المقاطعة الأوروبية لمنتجات مصنوعة في المستوطنات، ومن ضمن ذلك المنتجات الإسرائيلية المصنوعة في القدس الشرقية، والبحث في إمكان منع دخول «مستوطنين عنيفين» إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأشار الدبلوماسيون في تقريرهم إلى استمرار اتساع المستوطنات وسياسة هدم بيوت الفلسطينيين في القدس وانعدام المساواة بين العرب واليهود. ورأوا أن الحكومة الإسرائيلية تدعم هذه الأنشطة في القدس الشرقية.
من جهتها، أدانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بشدة هدم فندق شبرد. وأكدت أن جميع المستوطنات غير شرعية في نظر الاتحاد الأوروبي، وهي «تقوض الثقة بين الجانبين وتمثّل عقبة أمام السلام». وذكرت أن «القدس الشرقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة» وأن «الاتحاد الأوروبي لا يعترف بضمها».
بدورها، رفضت إسرائيل الانتقادات التي وجهتها أشتون. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، يغال بالمور، إن «تسمية القدس مستوطنة هي فهم خاطئ وإهانة لتاريخ المدينة». وقال إن «إسرائيل وافقت على مناقشة كل الملفات المتنازع عليها، بما في ذلك القدس، وسيكون الاتحاد الأوروبي حكيماً إذا كان يرغب فعلاً في تهدئة الوضع، بتشجيعه الفلسطينيين على العودة إلى المفاوضات».
كذلك رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن من حق اليهود العيش في أي مكان بالقدس. وأشار، في بيان صادر عن مكتبه، إلى أنّه «لا ينبغي توقع أن تفرض الدولة حظراً على شراء اليهود ممتلكات خاصة في القدس».
في المقابل، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، الأعمال الإسرائيلية بالتطور «المزعج الذي يقوض جهود السلام». ورأت أنّ «هذه الخطوة تتناقض مع منطق اتفاق معقول وضروري بين الأطراف في ما يتعلق بوضع القدس».
على صعيد آخر، ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن مزارعاً مسناً استشهد أمس بنيران الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة. ويأتي ذلك في وقت يشن فيه الجيش الإسرائيلي غارات جوية على أهداف في القطاع رداً على القذائف والصواريخ التي أُطلقت خلال نهاية الأسبوع على جنوب إسرائيل، على ما أعلن متحدث عسكري. ويذكر أنّ وزراء إسرائيليين، بينهم نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم، يلمحون إلى احتمال شن هجوم جديد على القطاع إذا استمر إطلاق الصواريخ.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)