أشاد المراقبون بنزاهة استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، فيما توالى صدور نتائج مراكز الاقتراع، مشيرةً بوضوح إلى أن إقرار الانفصال سيكون بنسبة مرتفعة جراء إجماع المقترعين في الولايات الجنوبية على رفض الوحدةأجمع المراقبون الدوليون والعرب على أن استفتاء تحديد مصير جنوب السودان استوفى المعايير الدولية المطلوبة، على الرغم من رصد بعض الخروقات.
وأكد مركز كارتر، في بيان أصدره أمس، أن «عملية الاستفتاء حتى هذه المرحلة كانت ناجحة»، وأن «الاستفتاء جاء مطابقاً للمعايير الدولية». وأوضح أنه «استناداً إلى المعلومات الأولية المتعلقة بنتائج فرز الأصوات، يبدو من شبه المؤكد أن النتائج هي لمصلحة الانفصال». من جهة ثانية، أعلنت رئيسة مراقبي الاتحاد الاوروبي، فيرونيك دي كايزر، أن الاستفتاء كان «حراً وسلمياً مع مشاركة كاسحة». وتحدثت عن «حالات معزولة من الترهيب»، مارسها مسؤولون أمنيون تابعون للحكومة في بعض مراكز الاقتراع. بدوره، قال المنسق العام لبعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الاستفتاء، علاء الزهيري، إنه رُصدت بعض «السلبيات» خلال إجراء الاستفتاء، مثل «صغر سن بعض المقترعين، والتباين في عدد المسجلين في بعض المراكز عن العدد المسجل في قوائم المفوضية، ومظاهر للدعاية داخل بعض مراكز الاقتراع».
لكنه أكد أن هذه السلبيات «لا تؤثر على سلامة العملية التي اتسمت بقدر كبير من الشفافية والنزاهة، وجاءت في اتساق مع المعايير الدولية بما يدفع نحو احترام النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع».
في هذه الأثناء، أعرب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم، عن سرور الحركة «لأن المراقبين الدوليين والمحليين توصلوا إلى خلاصة مفادها أن الاستفتاء كان حراً وذا صدقية وشفافاً». من جهة ثانية، قال وزير الداخلية السوداني ابراهيم محمود حامد إن «الشعب السوداني أحبط آمال وتوقعات الكثيرين الذين كانوا يرجون أن يحصل الاستفتاء على حق تقرير المصير في ظل مجازر ودماء»، مضيفاً «حتى لو حدث انفصال فإنه سيكون انفصالاً سياسياً فقط وسيبقى المجتمع السوداني متماسكاً».
في غضون ذلك، استمرت الولايات الشمالية والجنوبية في إعلان نتائج أولية لعمليات فرز الأوصات المتواصلة. وأكدت عضوة اللجنة العليا للاستفتاء، جاكلين أوقستينو أن نسبة التصويت للانفصال في ولاية الشمالية بلغت 67.9 في المئة مقابل 27.3 في المئة للوحدة.
أما في ولاية شمال كردفان فتغلّب أنصار الانفصال بفارق 4 أصوات فقط.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)