باريس ــ بات لدى السلطات السويسرية خبرة وباع في التصرف بأموال ديكتاتور يسقط ويهرب تاركاً وطنه. ظهر هذا مع من سبق زين العابدين بن علي وبرزت سرعة الإجراءات في الحالة التونسية بطريقة مدهشة في أوروبا عموماً، وفي فرنسا وسويسرا خصوصاً، لربما تعويضاً عن التردد في الوقوف إلى جانب الحرية والشعب التونسي وغض النظر عن الممارسات السابقة، ما دفع البعض إلى القول إن الحكومات والمصارف الغربية تعشق الديكتاتوريّين، لكنها تكره الهاربين.وقد حصلت «الأخبار» على الأمر الإداري الصادر عن المجلس الفدرالي بتاريخ ١٩ الجاري، المنشور على وجه السرعة، ويتضمن اللائحة السرية للشخصيات التي جرى الحجز على أموالها المنقولة وغير المنقولة، مع تحذير بمعاقبة كل من يحاول التصرف بها، وهي تتضمّن حسب التسلسل الوارد:
من عائلة الرئيس المخلوع بن علي: زين العابدين وشقيقاته غزوة، وهي طبيبة متزوجة سليم زروق رجل الأعمال وكيل إعلانات هافاس، ودورساف، وهي طبيبة أيضاً متزوجة سليم شيبوب، رئيس اللجنة الأولمبية التونسية، ممثل كنال بلوس الفرنسية وشريك لعدد من الشركات السياحية، وسيرين، المتزوجة مروان مبروك، رئيسة جمعية «سلامة» لمساعدة الأطفال.
زوجة بن علي ليلى، رئيسة جمعية «بسمة» للمعاقين، وجمعية «سعيدة» لمحاربة السرطان. وأولادهما نسرين، المتزوجة محمد صخر الماطري ابن منصف الماطري، صاحبة مجلة «أولادنا»، ورئيسة جمعية «رحمة». حليمة، مخطوبة لمهدي بن جيجا، رئيس مجلس إدارة مستوردي سيارات بيجو، ومدير مصرف «آمن» وصاحب سلسلة محالّ باتيسيري. قيس بن علي، الأخ البكر، وله توكيل أسواق حرة واستيراد كحول في سوسة ومنستير. ثم حياة بن علي ومنصف بن علي (متوفّى) وسفيان بن علي، ابن منصف المتزوج هادي جيلاني.
في عائلة طرابلسي، إلى جانب ليلى المذكورة أعلاه، شقيقها بلحسن طرابلسي، الذي يضع يده على شركات طيران وشركة «غلوبال نت وركينغ» لهواتف وكالة شاحنات فورد وسيارات جاغوار وهيونداي، إضافةً إلى سلسلة فنادق وقرى سياحية مقفلة، تضاف إليها قناة تلفزيونية قرطاج «تي في»، إذاعة موزاييك، و«مصرف تونس». الشقيق مراد، رئيس نادي كرة الطائرة في سيدي بوسعيد. مهدي، ابن بلحسن، ممثل شركة «لاكوست». عماد، ابن أخ ليلى، رئيس بلدية لاغوليت وصاحب سلسلة «بيكوراما» الفرنسية. سميرة طرابلسي، شقيقة ليلى، متزوجة منتصر مهرزي.
عائلة الماطري: صخر الماطري، صاحب شركات الأدوية «مجموعة فارما الدولية»، ورئيس مجلس إدارة شركة نستلة السويسرية في تونس، وعضو مجلس إدارتها في سويسرا، وشقيقه طهار وكيل سيارات رينو وأودي وفولكسفاغن وتروك وبورش، ويملك مجموعة إعلامية منها دار الصباح زيتونة وعقارات وشركات سياحة ومصرف زيتونة وشركة يخوت إلى جانب كونه نائباً في البرلمان.
عائلة مبروك: مروان ومحمد علي وإسماعيل، وكلاء مونوبري وجيان الفرنسيتين، إلى جانب سوتوبي وسوتوشوك ووكلاء سيارات ألفا روميو ولانسيا وفيات وإيفيكو ومرسيدس وهيونداي وشركة تأمين «غات» ومصرف تونس الصناعي، ووكلاء أورانج الفرنسية وبلانيت، وملّاك شركة طيران فلاي انترناسيونال وخدمات تونس السياحية.
عائلة شيبوب: سليم (المذكور أعلاه) وشقيقه عفيف، الذي كان يفرض خوات على كل المشاريع والعروض في تونس. عائلات متفرقة لها علاقة نسب مع عائلة بن علي أو عائلات أصهرته، عليا عبد الله وشقيقها عبد الوهاب رئيس مجلس إدارة مصرف تونس، هادي جيلاني وكيل ملبوسات لي كوبر. ودريس غيغا وزير سابق للصحة والتعليم والداخلية، قيس غيغا رجل أعمال ومطوّر مدينة كاريان السياحية في بيزرت.
ثم بعض الشخصيات المرتبطة بالعهد البائد: توفيق شعيبي، وكيل كارفور وشانبيون المخازن الكبرى الفرنسية، ويعمل في السياحة، وضع يده على مصانع التغليف والتعليب، وهو عمّ سليم شيبوب المذكور أعلاه. بشير بن بدر وشقيقه رشيد، وكيلان حصريان لشركة هيات الأميركية، يديران عدداً من المستشفيات الخاصة، يستوردان حصرياً البن والزيوت، ويملكان عدداً من الفنادق، منها ماجيستيك ودار سعيد ومطعم زروق الشهير في سيدي بو سعيد، وفندقاً في وسط المدينة السياحية، وهما وكيلا الآليات الضخمة للزراعة والبناء مثل كاتر بيلار وأطلس كوبكو وجون دير الإنكليزية. بسّام لوقيل، وكيل سيتروين ومازدا. منصف مزابي وكيل رينو (شريك) ونيسان. محمد بن جمعة وكيل بي إم دبليو. عزيز ميلاد شريك بلحسن طرابلسي، صاحب شركة نوفيلير للطيران وعدد كبير من الفنادق، أشهرها فندق «لايكو».

غداً تنشر «الأخبار» تفصيلات عن ممتلكات هؤلاء الأشخاص في العالم: في كندا والأرجنتين وسويسرا وفرنسا والإمارات ولبنان، مع تفاصيل وشهادات رجال أعمال يصفون طرق السيطرة على أعمالهم من عائلة الديكتاتور وملاحقاتهم بتهم زائفة لوضع اليد على أملاكهم.