لا تزال ثورة الكرامة في تونس تلقي بظلالها على عدد من العواصم العربية. وتجددت مسيرات الجمعة في الأردن للأسبوع الثالث على التوالي احتجاجاً على الغلاء والمطالبة برحيل حكومة رئيس الوزراء سمير الرفاعي. وانطلقت المسيرات بعد صلاة الجمعة بالتزامن في عدد من المدن الأردنية، هي عمّان ومدينة إربد (شمال) ومدينة الكرك (جنوب) ومدينة عجلون (شمال).وشارك الآلاف في المسيرة التي انطلقت من أمام الجامع الحسيني وسط العاصمة، وهتف المتظاهرون: «من الشمال للجنوب الرفاعي مش مرغوب»، و«تسقط حكومة التجويع»، و«اسمع اسمع يا سمير جاي دورك بالتغيير»، و«يا رفاعي طير طير إلحق سعد الحرير»، في إشارة إلى رئيس الوزراء اللبناني الذي سقطت حكومته قبل أيام على خلفية استقالة وزراء المعارضة.
كذلك طالب المشاركون في المسيرة الملك الأردني عبد الله الثاني بإقالة الحكومة وحل مجلس النواب، وهتفوا «سيدنا يا بو حسين ريحنا من المجلسين». وعبّر المتظاهرون عن دعمهم للشعوب العربية في مصر واليمن وتونس والجزائر، وتمنوا عليهم الاستمرار في مسيراتهم الاحتجاجية حتى يحققوا مطالبهم المشروعة في الديموقراطية والإصلاح.
مدينة إربد الشمالية شهدت أيضاً مسيرات مشابهة انتقدت الأوضاع الاقتصادية في المملكة، وطالبت برحيل الحكومة. وفي مدينة الكرك الجنوبية، شارك المئات في تظاهرات انطلقت من أمام المسجد الكبير في المدينة، فيما خرجت مسيرات مشابهة في لواء ذيبان في محافظة مأدبا.
وقالت السلطات الأردنية إنها ستسمح بالمسيرات الشعبية ما بقيت سلمية وفي حدود القانون.
ولم تشهد شوارع الأردن أي مواجهات بين المتظاهرين ورجال الأمن، الذين بادروا مجدداً، على غرار يوم الجمعة الماضي، إلى توزيع المياه على المشاركين بالمسيرة.
وشاركت في هذه المسيرة فاعليات حزبية ونقابية وأعضاء في الحركة الإسلامية، إضافة إلى قوى المعارضة الرئيسية في المملكة، التي تشارك على نحو رئيسي في تنظيم الاحتجاجات الشعبية المنددة بالسياسات الاقتصادية للحكومة.
في المقابل، يبدو الوضع مختلفاً في ليبيا التي تعمد إلى تصحيح الأوضاع الاقتصادية وإرضاء الشعب قبل أن يلحق بشعوب الدول العربية الأخرى، كتونس ومصر واليمن. وأعلنت صحيفة «أويا» أن ليبيا أنشأت صندوقاً للاستثمار والتنمية المحلية برأسمال يبلغ 24 مليار دولار، سيركز على بناء منازل لتلبية حاجات سكانها الذين يتزايدون بمعدل سريع. ونقلت الصحيفة عن أمين اللجنة الشعبية العامة للصناعة والاقتصاد والتجارة، محمد الحويج، قوله إن إنشاء الصندوق جاء بعد «خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الغذائية وخفض أسعار مختلف المواد الأساسية».
وأضاف الحويج أن الأموال ستستخدم «لتنفيذ مشروعات إنشائية لوحدات سكنية في إطار خطة التنمية التي تُنفَّذ في ليبيا».
وتجدر الإشارة إلى أن مواطنين ليبيين كانوا قد احتلوا في وقت سابق هذا الشهر مئات المنازل التي لم يكتمل بناؤها ونهبوا مكاتب شركات المقاولات الأجنبية التي تبنيها.
أما في اليمن، فلجأ الرئيس علي عبد الله صالح إلى أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، وأبدى تذمره من قيام قناة «الجزيرة» بـ«إثارة أعمال الفوضى في اليمن والدول العربية من خلال تغطيتها للأحداث». وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» إن صالح «طلب خلال اتصال هاتفي من أمير قطر التدخل لدى القائمين على قناة الجزيرة للتهدئة الإعلامية، والابتعاد في ممارستها للمهنة الإعلامية عن أساليب الإثارة والتأجيج والتحريض وتزييف الحقائق وتضخيم الأحداث».
وشهدت شوارع اليمن أول من أمس تظاهرة شارك فيها الآلاف وطالبت برحيل الرئيس اليمني، فلم يكن من نائب وزير المالية، جلال يعقوب، إلا أن أعلن أن الإصلاحات الجريئة هي وحدها التي يمكن أن تهدئ ما وصفه بأنه عاصفة كاملة من المشاكل الاقتصادية والسياسية، بعدما خرجت احتجاجات على حكم الرئيس اليمني.
(رويترز، يو بي آي)