غزة ــ كلُّ الشوارع لونها أحمر، والأغاني ثورية، ثلاث دقائق: للبسِ الكوفية، الحذاء الطويل، والبندقية ـــــ ذات حُلم ـــــ نعدو وشبكات الصيد على أكتافنا. الآن الصيَّادون سيشاركون بصيد الحُرية معنا، والمارّة، الأطفال، اليائسون، النائمون، الشيخ، جدي وجدتك، أخي وأختك، النساء... كل النساء... والرجالُ! أنْ قوموا اغتسلوا من الخيبة، نُؤدي القسم، هذا الغول إلى متى يأكلُ أحلامنا وقوتنا؟! ليرحلَ الغول، لن نضرم النيران بأنفسنا، بل به، ونصلبُ على الميدان كل من اغتصبوا حريتنا والأعياد، من نامَ وفي بطنِه حقوق أولادنا وآبائنا!
لا لغولِ المنام، الذي يتجاوزنا للكرسي، يستأجرُ عرقنا ليصنع نبيذه، وكلَّما جاع احتطبنا لهُ، وشوينا من أجسادنا لحماً له، ويُتاجرُ بنا باسمِ السياسات، باسمِ مفاوضات، ومؤتمراتٍ، رجلٌ قامَ وصرخَ: «أتتقاتلون على القدسِ حقاً؟ خرجوا من مؤتمرٍ واحدٍ فقط باتفاقٍ... بشيء ما حقيقي! ليس لكم، بل للشعوب التي من لحمكم ودمكم».
الأمين العام لجامعة الدول العربية، جاهزٌ ـــــ كما دائماً ـــــ خطابه، وكذلك السادّة. هل انتهيتم؟ «برافوووو. تصفيق!»، أين التكامل الاقتصادي؟ أين الحلّ لانفصال السودان الشقيق؟ حسناً، ربما كنتم تنتظرون فرقته متفرجين، إلى أن يحدث فتخرجوا ثائرين على شاشات التلفزيون. «نحن نستنكر، ونُدين ونشجب!»، تونس الرائعة تأخذ نصيباً من خوفكم. هل غيرتم الحال، أم أنه من المحال؟
عزيزتي جامعة الدول العربية: في الطريق لبنان والأردن ومصر والجزائر والسعودية... وفلسطين! ولن نكتفي بعزل السيد الغول، بل أيضاً الذين يحرسون ظلَّه أيضاً، ويُصفقون.
أبطالٌ، ونحتسبهم شهداء، أولئك الذين أشعلوا أجسادهم، أملاً في تغير الوضع، والحكومة المصونة. لا أقول هذا ما يجب أن يحدث، ولا أقول هذا هو المخرج، فأسدلوا الستار وجهِّزوا مهرجاناً قومياً فهذا كل شيء لدينا! لا، والعياذ بالله. لكن ما أود قوله تحديداً: قفوا بصمتٍ للحظة! حطموا مراياكم، أهناك أسوأ مما آلت إليه الحال؟ مؤكد لا، لذلك دعونا نشفق على أنفسنا، ولنهب حياتنا فضائل أجمل. التعرِّي من أرواحنا ليس حلاً مُطلقاً، ولن يكون. للغول أينما كان: «حليبُكَ جاهزٌ سيدي، فاشربه ونم إلى الأبد!»، وللشعب إلينا، إليكم: «تعالوا نُمثِّل ثورة الياسمين في الأحياء، في الشوارع، في البلاد، كل البلاد».
كلُّ الدول العربية، شمالاً وجنوباً، فيها جنين العجز مُستنسخ، البطالة، والخوف، القتل، النهب، وسياسة التجويع الكافرة. هذا الجنين حمل باطل وغير شرعي، فلماذا نُواصل التصويت له! قراري هو حلمنا، الذي يجمعُ أصواتنا في كل الأنحاء: لتسقط الأنظمة، وليسقط السيد الغول!