أعرب الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره العراقي جلال طالباني عن ثقتهما التامة بقدرة الشعب المصري على إعادة مصر إلى «دورها الطبيعي العربي والعالمي»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا). وجاءت هذه الزيارة العراقية لسوريا عشية تصديق مجلس النواب العراقي على تعيين ثمانية وزراء جدد رشحهم رئيس الوزراء نوري المالكي، لاستكمال تشكيلته الحكومية التي تبقى بحاجة إلى تعيين وزراء الحقائب الأمنية وحقيبة التخطيط.
وذكرت وكالة «سانا» أن الرئيسين عرضا الوضع في مصر، وأعربا عن «ثقتهما التامة بقدرة الشعب المصري على النهوض بواقع مصر وإعادة مصر إلى دورها الطبيعي العربي والعالمي».
كذلك بحث الجانبان «الأوضاع في العراق والخطوات التي قطعها خلال العملية السياسية الجارية فيه، وأهمية تعزيز هذه العملية، لما لها من أثر على أمن واستقرار العراق والدول المجاورة».
وجدّد الأسد دعم سوريا لعقد القمة العربية المقبلة على أرض العراق وعودة دور العراق على الساحة العربية «شريكاً أساسياً في صنع مستقبل الأمة». وأعرب الجانبان عن «ارتياحهما للتطور المتنامي الذي تشهده العلاقات الثنائية».
في هذا الوقت، قال رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، قبيل عرض المرشحين للحكومة، إن «تقديم المرشحين جاء في وقت مناسب وضروري لإكمال الوزارات المهمة واستكمال بناء الحكومة لأداء واجبها». وقدم المالكي قائمة بأسماء ثمانية مرشحين لرئيس البرلمان نالوا جميعهم الثقة، بعدما قدموا سيرهم الذاتية باقتضاب. ولم يقدم رئيس الوزراء أي مرشّح لأي من حقائب الوزارات الأمنية الثلاث، الدفاع والداخلية والأمن الوطني، ولا لحقيبة وزارة التخطيط. وقال المالكي في كلمة أمام البرلمان «أضمن لأعضاء مجلس النواب أن ما بقي من الوزارات لن يأخذ إلا أياماً معدودات».
ومن أبرز الوزارات التي جرى التصديق على مرشحيها وزارة الكهرباء (علي شلال العاني)، حيث أُسندت إلى القائمة العراقية، ووزارة التجارة (خير الله حسن بابكر) التي ذهبت إلى التحالف الكردستاني، ووزارة البلديات والأشغال العامة (عادل مهودر المالكي) التي أُسندت إلى التحالف الوطني.
وتضم اللائحة التي أقرّها البرلمان أيضاً وزراء الدولة لشؤون العشائر جمال البطيخ، وعامر الخزاعي (المصالحة الوطنية)، ودخيل كاظم (شؤون المجتمع المدني)، وعبد الصاحب قهرمان عيسى (وزير الدولة من دون حقيبة). وبذلك يصبح عدد الوزارات العراقية 43 إضافة إلى رئيس الوزراء وثلاثة نواب، هم 23 شيعياً و12 سنياً و7 أكراد ومسيحي 1.
من جهة ثانية، ارتفع عدد القتلى في التفجير الانتحاري الذي استهدف زواراً شيعة قرب مدينة سامراء العراقية، أول من أمس، إلى 48 قتيلاً و80 مصاباً، وذلك في واحدة من أسوأ الهجمات التي شهدها العراق في الأسابيع الأخيرة.
وفجّر الانتحاري سترة ناسفة في محطة للحافلات عند مدخل سامراء، حيث تجمّع زوار شيعة، الأسبوع الماضي، لإحياء ذكرى وفاة أحد أئمتهم الاثني عشر. وتمكن المهاجم من اختراق حشد من الزوار عند نقطة تفتيش أمنية، حيث استخدمت السلطات كلاباً مدربة لتفتيش المركبات قبل أن تدخل المدينة. وقال القيادي في مجالس الصحوة، مجيد عباس، إن وحشية ذلك الهجوم الإرهابي تظهر أنه من تنفيذ تنظيم «القاعدة».
إلى ذلك، قال مسؤولون في الشرطة ومسؤولون محليون إن السلطات العراقية استخرجت أكثر من 150 جثة في منطقة شمالي شرقي بغداد، حيث شهدت أسوأ عمليات القتال في الحرب.
وقال مصدر عسكري وزعيم قبلي محلي إن الجثث تخصّ مقاتلين من «القاعدة» دُفنوا في مقابر منفردة قرب بعقوبة عاصمة محافظة ديالى.
وقال مصدر عسكري في ديالى إنه «جرى فتح 153 مقبرة لأفراد أمس واليوم (السبت والأحد) في منطقة نائية خارج بعقوبة». وأضاف «كانوا قد دفنوا وفقاً لقواعد الإسلام، وجميع الجثث كانت ملفوفة في أكفان بيضاء». وكانت ديالى من أكثر المحافظات اشتعالاً أثناء ذروة القتال الطائفي في 2006 ـــــ 2007 عندما قتل عشرات آلاف الأشخاص.
(أ ف ب، يو بي آي، أ ف ب)