قتل عشرة أشخاص خلال تظاهرات احتجاجية أمس في ليبيا، فيما توسعت دائرة المواجهات بعد تظاهرات دعت إليها المعارضة في إطار «يوم الغضب» احتجاجاً على نظام العقيد معمر القذافي. وأكّدت مواقع إلكترونية معارضة مقتل ستة أشخاص في بنغازي في شرق ليبيا، في مواجهات دارت بين متظاهرين مناهضين للنظام وقوات الأمن، فيما قتل أربعة أشخاص في تظاهرات مماثلة أول من أمس في مدينة البيضاء (شرق)، حسبما أعلنت مصادر المعارضة.
وقال موقعا «اليوم» و«المنارة» المعارضان، إن «مواجهات عنيفة» وقعت في بنغازي (ألف كيلومتر شرقي طرابلس)، ما أوقع «ستة قتلى حتى الآن» و35 جريحاً. وأضاف الموقعان أن محامين تظاهروا أمام محكمة بنغازي مطالبين بدستور لبلادهم.
وتوسعت دائرة الاحتجاج لتصل إلى زنتان على بعد 145 كيلومتراً جنوبي غرب العاصمة الليبية، حيث سارت تظاهرة أحرق خلالها عدد من مراكز الشرطة ومقرّ للّجان الثورية، حسبما نقلت صحيفة «قورينا».
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «قورينا» على موقعها الإلكتروني، أن اللجنة الشعبية العامة للأمن العام (وزارة الداخلية) أقالت مدير أمن منطقة الجبل الأخضر العميد حسن قرضاوي، وعيّنت مكانه العقيد فرج البرعصي. وتابعت أن شابين هما خالد الناجي خنفر وسعد اليمني قتلا في المواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين في البيضاء أول من أمس.
وأشارت مواقع معارضة أخرى، بينها موقع «ليبيا اليوم» ومقره في لندن، إلى سقوط أربعة قتلى من المتظاهرين بالرصاص الحي في البيضاء. ونقلت منظمة «هيومن رايت سوليداريتي»، جنيف، عن شهود قولهم إن قناصة متمركزين على السطوح قتلوا 13 متظاهراً وأصابوا عشرات آخرين بجروح، من دون أن تحدد مكان حصول هذه الحوادث.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة نشرت على الإنترنت عشرات الشبان الليبيين المتجمعين الليل الماضي في مدينة البيضاء وهم يردّدون «الشعب يريد إسقاط النظام»، بينما كانت النيران تشتعل في أحد المباني وفيما بدت الشوارع خالية من عناصر الشرطة.
وكانت المعارضة قد دعت إلى الانطلاق أمس في تظاهرة سلمية للمطالبة بإصلاحات، واختارت يوم 17 شباط لتزامنه مع الاشتباكات التي جرت في اليوم نفسه من عام 2006، حيث قتل عدد من الأشخاص في مواجهات مع عناصر الشرطة الليبية أثناء محاولتهم اقتحام مبنى القنصلية الإيطالية في بنغازي خلال احتجاجات على الرسوم الكرتونية المسيئة للرسول.
وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، إن السلطات الليبية ألقت القبض على 14 ناشطاً وكاتباً ومحتجاً كانوا يعدّون للاحتجاجات المعارضة للحكومة.
في المقابل، نظّمت السلطات تظاهرات موالية لها بهدف عرض قوّتها. وفي هذا الإطار، بدأ عشرات المتظاهرين الموالين للنظام منذ الصباح الباكر بالتوجه الى الساحة الخضراء في وسط العاصمة التي تقاطرت إليها أيضاً حافلات مدرسية تقلّ تلامذة في المدارس الثانوية.
وعمدت السلطات إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية في الطرق الرئيسية المؤدية الى طرابلس، فيما كانت حركة السير في العاصمة أخفّ من العادة.
وكانت اللجان الثورية، العمود الفقري للنظام، ومعقل الحرس القديم، قد حذّرت من أنها لن تسمح لمجموعة «تتحرك في الليل» بـ«سرقة مكتسبات الشعب الليبي والعبث بأمن ليبيا واستقرارها».
في هذه الأثناء، أعلن مصدر ليبي أن مؤتمر الشعب العام (البرلمان) سيقر تحولات كبيرة، منها تغيير أجهزة تنفيذية واختيار شعبي لأسماء جديدة، تحل محل أسماء بارزة في الأجهزة التنفيذية للدولة.
ونقلت صحيفة «قورينا» المقربة من سيف الإسلام، نجل القذافي ،عن المصدر الذي لم تكشف عنه، أن المؤتمر المذكور سيبدأ في عقد اجتماعاته ابتداءً من يوم الاثنين المقبل.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)