بريقة | الطريق طويل إلى بريقة التي كانت، حين زرناها، الخط الأخير للثوار. وعلى هذه الطريق ضرب العجاج (الرياح الرملية) الأسفلت، فغطاه، وكوّن حاجباً للثوار من غارات الطيران الحربي لقوات معمر القذافي. وبعد ظهر يوم الجمعة في الرابع من آذار الحالي اشتعلت ليبيا تظاهرات، وكانت القوات المسلحة للثوار قد تقدمت بعد معركة جامعة بريقة (الأربعاء في الثاني من آذار) مسافة 40 كيلومتراً، وصولاً إلى عتيقة،
ثم تقدمت الجمعة بعد الظهر إلى رأس لانوف، حيث كانت القوات الخاصة بالقذافي تختلف في ما بينها، وانشقت بعدما اعترض مقاتلون من مناطق بنغازي والبيضاء على وحشية الكتيبة الخاصة بالقذافي المتمركزة في راس لانوف، فتمكن الثوار من السيطرة على المنطقة، مهددين سرت، مسقط رأس العقيد القذافي بالسقوط بين أيديهم.
من بنغازي إلى عتيقة يمتد الشريط الأسفلتي إلى أكثر من 350 كيلومتراً، وعلى طول هذا الشريط سترى العلم الليبي الجديد ـــــ القديم مرفوعاً على السيارات. وفي مداخل القرى الثائرة ومخارجها، وعلى الآليات العسكرية التي استولى عليها الثوار، ستلقى الشبان الذين كانوا حتى الأمس يهجسون بالهجرة إلى الغرب يحملون العلم بألوانه الحمراء والسوداء والخضراء، ويلوحون به بيد، وبالأخرى يرفعون شارات النصر.

الراية السنوسيّة

كان الشرق في الماضي مقرّاً للثورة الليبية التحررية الأولى على الإيطاليين. هكذا يقول التاريخ الذي عاد الثوار للتحدث فيه، بعدما أُخفي أربعين عاماً تحت طائلة الاعتقال. والشخصية التي يعتز بها الليبيون اليوم هي عمر المختار. يتحدثون عنه باحترام، ويشيرون إلى الناحية التي دفن فيها كلما مررت من قربها. وحين تحررت ليبيا من الاستعمار الإيطالي، وقررت من بعدها الأمم المتحدة منحها استقلالاً تاماً، كانت العائلة السنوسية هي الحاكمة.
البلاد الفقيرة قبل اكتشاف النفط، عاشت من إيجار قواعد عسكرية للغرب، بضعة ملايين خصص نصفها الحكم الملكي للتعليم والصحة، والنصف الآخر من الموازنة يوزع على كل المصاريف الأخرى. ثم اكتشف النفط، وبدأ الحكم الملكي بإنشاء المعاهد التعليمية، وبتطوير البنى التحتية الموروثة عن الاستعمار الإيطالي وقبله عن السلطنة العثمانية، حتى أتى انقلاب القذافي ليعيد رسم كل التاريخ كما يشاء.
اليوم حين تلفظ تعبير «ثورة الفاتح»، يجادلك الناس في أن ما حصل لم يكن ثورة، وأن ضباطاً في الجيش انقلبوا على الحكم الملكي، وأن القذافي صفّى رفاقه واحداً تلو آخر، وبقي معه فقط عبد السلام جلود، الذي عاد وعزله في مرحلة متأخرة.
لا يريد الليبيون اليوم العودة إلى الحكم السنوسي، أو الملكية، لكنهم لا يجدون غضاضة في التحسر على الحكم الملكي، الذي ظلمه القذافي. ويبررون ما حصل من موافقة الشعب على الانقلاب بأن الرجل الذي حكم ليبيا أكثر من أربعين عاماً، خدع كل الدنيا بشعاراته، لا الليبيين فقط، فهو قال إنه مع الوحدة العربية، لكنه دعم كل حركات الانفصال في العالم العربي، وحرض الفلسطينيين بعضهم على بعض، ودفع الأموال الطائلة لكل أطراف التخريب في العالم العربي.
الليبيون شعب مسالم بطبيعته، إذا ما تُرك في شأنه ولم يتعرض لأي اعتداء. لكن عقيدهم أدخلهم في كل صراعات الدنيا، حتى بات الناس يشعرون بضغط الحياة، كأنهم يحملون هموم العالم ولا مجال للتأفف أو التعبير عما يجول في صدورهم من تعب، وانفجروا أخيراً.

مجزرة وثورة

في عام 1996 قرر العقيد الليبي تصفية 1200 من معارضيه، وهي الحادثة الشهيرة، التي تكفلت بإطلاق الثورة اليوم. وبعد عشرة أعوام من تصفية هؤلاء، اكتشف أهاليهم أن المساجين السياسيين، أبناءهم وأحبتهم، الذين واظبوا على إرسال المال والطعام والسجائر لهم في السجن قد ذبُحوا في ما يعرف اليوم بمجزرة سجن بوسليم (طرابلس)، ودفنوا، وأُخفيت معالم الجريمة. ربما من هذه الزاوية ينظر الليبيون إلى مسألة اختفاء موسى الصدر بتعاطف، فالعقيد قد ذبح أهل بلده أنفسهم، ولم يسلم من أحكامه أحد في داخل ليبيا ولا في خارجها.
ارتبطت هذه المجزرة بمجزرة أخرى حصلت أمام القنصلية الإيطالية في بنغازي في السابع عشر من شهر شباط عام 2006 (وأخذ تاريخ الحادثة مناسبة لإطلاق الثورة الحديثة)، حين أُطلقت النار على متظاهرين محتجين على ما عرف بالرسوم المسيئة إلى النبي، وخصوصاً أن أهالي المعتقلين المفقودين كانوا يتجمعون كل يوم سبت أمام محكمة شمال بنغازي. وصار الحشد يكبر، وتحول إلى قضية أمام المحكمة، استمرت إلى عام 2011، توكلها المحامي فتحي تربل الذي اعتقل يوم 15 شباط الماضي من داخل المحكمة لتنفجر حينها الثورة في ليبيا، وتصل إلى ما وصلت إليه.
قبلها، كان العقيد كل يوم يعد الشباب بـ«ليبيا الغد»، التي يبنيها وحده من أجلهم. وأهل الشرق الليبي، كما أهل الغرب، ينتظرون ويسألون. والشرق الليبي يفخر دائماً بأن عمر المختار أتى منه، ونزل من مدينة البيضاء إلى الغرب، وقاتل الإيطاليين، وكان يتمركز في مرتفعات الشرق من طبرق إلى المرج، معطياً ظهره إلى مصر حيث تستقر العائلة السنوسية، ووجهه صوب الغرب حيث تقاتل قواته المستعمرين. الناس الفخورون بهذا التاريخ سمعوا القذافي يعدهم بالقليل القليل ثم يخذلهم في كل سبل الحياة.
في النصف الثاني من عام 2010 تمكن أحد المواطنين من بنغازي، خلال حضوره للقاء مع «العقيد القائد الإمام» القذافي، من استجماع شجاعته، وقال: «أنا لا أملك مسكناً، ولم أحصل على مسكن من خلال الطلبات الرسمية»، فكان جواب العقيد: «المباني الجديدة الخالية في المدينة أمامك، نط على واحد (احتل أحدها)»، فصدق الرجل وأخبر الناس بما سمع. وهجم المواطنون على المساكن الخالية، واحتلوها، فأرسل العقيد قواته الخاصة لإخراجهم بالقوة. لكن اليوم، مع الثورة وانعدام وجود أي روادع عنفية، لم يحتل أي من أبناء المدن أو القرى منزلاً أو شقة.
سئم الناس محاولة الهجرة من دون طائل، وحين لمعت شرارة الثورة سارعوا إلى السلاح، ومن الشرق لأنه الأكثر اختلاطاً. ولأن الشرق وبنغازي لطالما كانا أفضل احتكاكاً من الغرب بالعالم الخارجي، ولأن أهل الشرق «دمهم حار» كما يعبر الليبيون، حمل الشبان السلاح، وكلما توغلوا في العمل المسلح كانت تأتيهم خطابات العقيد لتشد من عزيمتهم. فهو مرة يصف الليبيين بالجرذان، وأخرى يقول إن نساء مدينة البيضاء يعشن في الغابة (المحيطة بالبيضاء)، وأخرى يقول إن «القاعدة» استولت على المدن ومنعت النساء من الخروج، فتخرج تظاهرات نسائية استنكاراً. وحيناً يتحدث عن إحدى القبائل بأشنع الصفات، ثم يوم الجمعة في الرابع من آذار الحالي يقتل 20 من أبناء قبيلة الفرجان، ليسرع مع هذه الخطوة من سقوط راس لانوف ويمهد الطريق أمام الثوار إلى سرت.
ومع يأس الناس، جاء الالتحاق بالقوى الثورية، فحملوا السلاح وانضموا إلى القوى العسكرية المقاتلة، وذهبوا في الصحراء تماماً كأسلافهم، لكن هذه المرة لقتال القذافي، وهو من كان إلى وقت قريب يعبّر عن صورة ليبيا.

محترفون ومتطوعوّن

الزاوي، ضابط خمسيني، قاتل في لبنان، وتجول في مناطق بلاد الأرز. يمتنع الزاوي عن البوح بطبيعة مهمته في لبنان، وإن كان يمكن الاستنتاج بسهولة، من خلال الأماكن التي زارها أنه كان يقاتل تحت راية أحد التنظيمات اللبنانية في مرحلة ما قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ما بين عام 1980 وعام 1982.
الضابط الخمسيني تحول إلى الاحتياط، وهو من المرج، خدم في قوات الدفاع الجوي في ليبيا، ضمن وحدات الجيش النظامي، ثم عاد إلى قريته، ومع بداية الثورة التحق بالقوات النظامية المقاتلة، واستعاد موقعه القيادي، حيث يقود اليوم مئات الرجال تحت إمرته، لكنه عملياً لا يخضع لقيادة، وحين تسأله عن الضابط الأعلى منه رتبة، يخبرك بأنه ينسق نيرانه وعملياته مع القوات الأخرى مباشرة.
تضم كتيبة الزاوي، إضافة إلى الرشاشات المضادة للطائرات وصواريخ سام 7 الخفيفة المحمولة على الكتف، كل ما تمكنت الكتيبة من الحصول عليه من أسلحة، ووحدات مقاتلة، فهي تحمل على عرباتها أيضاً مدافع مباشرة مختلطة ما بين روسية الصنع وأميركية المنشأ، وتضم كذلك مقاتلين مسلحين ببنادق هجومية وقواذف صاروخية خفيفة، وبعض الهاونات.
كتيبة الزاوي انفصلت عن الجيش النظامي في أول أيام الثورة، والتحق الزاوي بها، وسلمت إليه قيادتها، ومع تقدم أيام الثورة مثّلت هذه الكتيبة أحد روافد الدعم الرئيسية، وتخلى المواطن الزاوي عن حياة التقاعد واستسلم لرياح الثورة التي تهب عكس رياح الغبار، من الشرق إلى الغرب.
مقاتلو الزاوي متنوعون ما بين جنود نظاميين واظبوا على ارتداء بزاتهم الرسمية خلال العمليات القتالية الجارية، وما بين متطوعين يرتدون ثياباً مدنية، وجنود محترفين تخلوا عن الزي الرسمي علامة تحولهم إلى ثوار أحرار.
في الثالث من آذار كان الزاوي في مدينة بنغازي، وتحرك إلى أجدابيا ومنها إلى البريقة، حيث تمكنت قوات القذافي من الدخول إلى حرم جامعي يبعد عشرات الكيلومترات عن البريقة، وبعد معركة مع هذه القوات، تمكن الثوار من إسقاطها، وتمركزوا في خط دفاعي أول على مبعدة كيلومترات إلى غرب المقر الجامعي، ونشروا الكمائن ومجموعات الرصد في المناطق الفاصلة بينهم وبين راس لانوف (على مسافة 100 كليومتر تقريباً) وسرت.
طه، الشاب الثلاثيني، التحق بكتيبة شهداء الزاوية بعدما تمكن من الحصول على بندقية كلاشنيكوف خلال مواجهة مع مرتزق في بنغازي. خفّ طه إلى بنغازي لدعم أهلها في الأيام الأولى من الاضطرابات، وكانت القوات الخاصة بالقذافي تدخل بنغازي عبر المطار الدولي، أولاً لسحب الوفد المفاوض الذي ضم أحد أبناء القذافي، وتالياً لقمع أهل المدينة، وهناك انتزع طه بندقيته الهجومية، والتحق منذ يوم عشرين شباط بالقوات المقاتلة.
شارك طه سابقاً في قوات حرس الحدود، وتدرب على الأسلحة الخفيفة، ثم أنهى دراسته الجامعية في كلية الآداب ـــــ فرع الآثار، لكنه طبعاً كمئات آلاف الليبيين لم يجد عملاً، فعاد إلى قريته بجوار مدينة البيضاء، حيث زرع الأرض وتزوج وأنجب طفلة، وبقي لأسبوعين من دون أن يشاهدها حتى أرسلتها زوجته مع أحد أقربائه إليه في محاور القتال لرؤيتها لساعات.
طه اليوم يعيش إصراراً، وهو يقول إن الأمر لم يعد في المعيشة أو الحرية فقط، بل لقد تعرض لإهانة من العقيد القائد، الذي أرسل مرتزقته لقتال أهالي المناطق الفقيرة، وإنه لن يتوقف عن القتال حتى يموت أو يبلغ طرابلس وينتهي نظام العقيد. ويشرف رفاق طه على تدريبه على المدفعية المضادة للطائرات، وهو يستخدم الآن مجموعة كبيرة من أسلحة وحدته المقاتلة ضمن كتيبة الزاوية.
كتيبة أخرى تنتشر على مقربة من كتيبة شهداء الزاوية، هي كتيبة القتال الأولى المضادة للطائرات، يقودها النقيب عبد الحميد علي محمد من مدينة البيضاء، وهو ضابط متقاعد أيضاً، جمع معه مئات من المتطوعين، وعدداً من الضباط، وتمكن من الاستيلاء على أسلحة الكتيبة والتحق به عدد من عناصرها، وكوّن كتيبة متكاملة، لكن أيضاً تضم أسلحة مختلفة. انتشرت هذه الكتيبة جنوب غرب البريقة، وشاركت في المعارك المباشرة والتقدم وصولاً إلى تقديم الدعم لكتائب أخرى اشتركت في معارك البريقة، ووصلت بعد انتهاء القتال في البريقة، وتمركزت في نقاطها بانتظار التقدم إلى مواقع أخرى. وقد عاد النقيب عبد الحميد إلى ارتداء الزي الرسمي محاطاً بمئات من رجال الميليشيا غير المدربين جيداً، لكنهم يملكون معنويات عالية ويصرخون بعبارات النصر كلما دوى إطلاق نار من مدافعهم الرشاشة.



المجلس الوطني يؤلّف قيادة مؤقّتة

أعلن المجلس الوطني الليبي المُعارض لسلطة العقيد معمر القذافي، أنه ألّف لجنة أزمة من ثلاثة أعضاء أول من أمس، لتولّي الشؤون العسكرية والخارجية، في محاولة «لتسهيل عملية صنع القرار». وقال المجلس، من مقرّه الرئيسي في بنغازي (شرق البلاد)، إنه سيعمل واجهةً للمعارضة ضد حكم القذافي، لكنه أكّد أنه ليس حكومة انتقالية.
وعيّن المجلس كلّاً من الضابط الذي شارك في انقلاب القذافي عام 1969 وأودع السجن بعدها، عمر حريري، رئيساً للشؤون العسكرية، وسفير ليبيا لدى الهند المستقيل، علي العيساوي، رئيساً للشؤون الخارجية. ومحمود جبريل، الذي شارك في مشروع للمثقفين لإنشاء دولة ديموقراطية، رئيساً للجنة الأزمة.
وأعلن المجلس أيضاً تشكيلة من 30 عضواً، لكنه لم يكشف سوى عن أسماء بعضهم. فإضافة إلى أعضاء «لجنة الأزمة»، سمّى المجلس أحمد الزبير الذي أمضى تحت حكم القذافي 28 عاماً في السجن، بالإضافة إلى سلوى أدريلي وفتحي طربيل وفتحي البعجة. وستُعلن أسماء أشخاص آخرين في أوقات لاحقة، حيث ذكر المجلس أن التحفظ على إعلان أسماء آخرين يعود لأسباب أمنية.
وإذ يسعى المجلس إلى نقل مقرّه من مدينة بنغازي إلى العاصمة طرابلس، التي لا تزال تحت سيطرة القذافي، كرّر دعوته إلى توجيه ضربات جوية خارجية للمساعدة على إطاحة السلطة.
وقال رئيس المجلس الوطني، وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل، في مؤتمر صحافي، إن المجلس لا يريد أي قوات أجنبية فوق الأراضي الليبية، وأن لديه ما يكفي من القوات لتحرير البلاد. وأضاف أن هناك مشاعر في الشارع بأنه إذا كان بإمكان القذافي الاستعانة بأجانب للقتال من أجله، فلماذا لا يفعل المعارضون ذلك؟. وقال إن المعارضين للقذافي لديهم الإعداد والتصميم على تحرير ليبيا، لكن المجلس سيطلب الاستعانة بضربات جوية لتحقيق هذا الغرض في أقصر وقت ممكن. وأكد أيضاً أن المقاتلين الشبان في قوة المعارضة، ومعظمهم مدنيون، ستحل محلهم قوة قتالية أكثر حرفية.
وقال عبد الجليل لقناة «الجزيرة»، «هناك بعض الاتصالات الرسمية مع دول أوروبية وعربية. ستكون هناك اعترافات من بعض الدول» بالمجلس الوطني، معلناً أن المجلس هو «ممثل الوطن الشامل لكل مناطق البلاد».
وفي ختام أول اجتماع له، فوّض المجلس السفير علي العيساوي «التفاوض مع الخارج من أجل التوصل الى الاعتراف الدولي بالمجلس الانتقالي الذي يستمدّ شرعيته من المجالس المحلية عن ثوار 17 شباط»، حسبما أعلن عبد الجليل. كذلك أكّد المجلس أنه يعدّ كل سفراء ليبيا الذين استقالوا وممثليها لدى الامم المتحدة والجامعة العربية «الممثلين الشرعيين» له.
وقال عضو المجلس الوطني المسؤول عن الشؤون الاقتصادية، سعد الفرجاني، لقناة «العربية» الفضائية، إن المجلس سيحترم كل التعاقدات لإمداد النفط من المنطقة المنتجة للخام. وقال «نحن نغطي كل عقودنا السابقة ولا يمكن تغييرها. المواد الغذائية متوافرة بدرجة عالية جداً أو تكفي لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر»، مؤكداً توافر الأدوية والبنزين والغاز.
في ردود الفعل، كانت فرنسا أول الدول المرحّبة بتأليف المجلس الوطني في ليبيا، وأعربت عن دعمها للمبادئ والأهداف التي يقوم عليها. وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً هنّأت فيه المجلس على رغبته في الحفاظ على الوحدة، وشجعت «المسؤولين والحركات التي تشكّله على الاستمرار بعملهم وفق هذه الروحية».
وكان وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، قد اتصل السبت بوزير الداخلية الليبي السابق، عبد الفتاح يونس العبيدي، الذي انشقّ عن القذافي وانضمّ إلى المجلس الوطني، وناقشا الأوضاع في ليبيا. وجدّد العبيدي خلال الاتصال المطالبة بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)



قلق لانخفاض عدد الفارّين

أعلن أحد المسؤولين في مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، أيمن غرايبة، أن المفوضية تسعى إلى الحصول على صور بالأقمار الصناعية لليبيا تفسر الانخفاض الشديد في مستوى تدفق اللاجئين الفارين من العنف إلى تونس. وقال: «لا نفهم سبب هبوط الأعداد بشدة بين ليلة وضحاها»، مضيفاً: «نحن نحصل على تفسيرات مختلفة. ما نعرفه هو أن الأعداد انخفضت من 12 ألفاً يومياً إلى ألفين يومياً. لذا فلا بد أن شيئاً كبيراً حدث على الجانب الآخر من الحدود. نحاول الانتظام بنحو أكبر والاستعداد في حالة حدوث موجة أخرى».
وتابع غرايبة: «نحاول التنسيق مع الحكومات التي تملك القدرة على المحاولة وعلى منحنا أي نوع من التصوير بالأقمار الصناعية، التي يمكن أن تساعدنا على التخطيط بنحو أفضل ومحاولة تقويم الحجم المحتمل لهذا التدفق».
وكان وزير التنمية الدولية، البريطاني أندرو ميتشل، قد أعلن أن لديه مخاوف بشأن الأمن على الجانب الليبي من الحدود. وقال: «التقيت بأناس على الحدود سرقهم الموالون لمعمر لقذافي. قال بعضهم إن أوراقهم وأي أموال كانت معهم وساعات أيديهم وممتلكاتهم قد أخذت». وأضاف: «هذا يؤكد غياب الأمن والطبيعة القبيحة للنظام».
(رويترز)