خاص بالموقع | فرض ارتفاع مستوى التوتر الذي تشهده الساحة الإسرائيلية ــ الفلسطينية نفسه على جدول أعمال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في زيارته لموسكو، التي أتت ضمن إطار محاولة حث موسكو على عدم تقديم الدعم لكل من إيران وسوريا، وإقناع القيادة الروسية للتراجع عن تسليم دمشق صواريخ «ياخونت» المضادة للسفن، بحجة أنها قد تصل إلى أيدي «حزب الله» في لبنان.ورأى نتنياهو أن «ازدياد التوتر» الذي يشهده الشرق الأوسط «لا يقل أهمية عن مواجهة البرنامج النووي الإيراني» الذي رأى فيه «تهديداً لإسرائيل وروسيا»، في موقف يشكل امتداداً للخطاب السياسي والإعلامي الذي تعتمده الحكومات الإسرائيلية، لتحويله إلى مشكلة عالمية بدل أن يكون مشكلة إسرائيلية فقط.
وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، في لقاء مع مسؤولي عدد من وسائل الإعلام الروسية، من المخاطر التي ينطوي عليها ارتفاع مستوى التوتر في الشرق الأوسط بفعل «الأنظمة الإسلامية الراديكالية»، وقلّل من خطورة التهديدات «الإرهابية»، مقارنة بامتلاك «نظام راديكالي لسلاح نووي»، في محاولة للإيحاء بأن أيديولوجية هذه الأنظمة تفاقم من خطر امتلاكها للقدرات النووية.
وكما هي العادة، قارن نتنياهو بين التهديد الذي تشكله الدول المعادية لإسرائيل والأنظمة الراديكالية في ثلاثينيات القرن الماضي، محذراً من تكرار الأخطاء نفسها التي ارتكبت آنذاك، عندما لم يدرك خطر تلك الأنظمة مسبقاً، مشدداً على ضرورة منع طهران من امتلاك الأسلحة النووية.
وفي محاولة للفت أنظار المجتمع الدولي نحو دعم المعارضة الإيرانية، رأى نتنياهو أن «الهزة» التي يشهدها الشرق الأوسط لم تبدأ في تونس كما حصل بالفعل، بل منذ عام ونصف في العاصمة الإيرانية، في إشارة إلى التظاهرات التي خرجت بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية.
من جهة أخرى، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الاتهامات التي توجه لتل أبيب بأن سياستها الاستيطانية تقف عقبة أمام عملية السلام، مشيراً إلى أن المشكلة «لا تتمثل في المستوطنات، بل في عدم استعداد (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس للاعتراف بدولة إسرائيل وإجراء مفاوضات مباشرة»، معرباً عن استعداده «للقاء عباس على طاولة المفاوضات».
ولإبعاد المسؤولية عن تل أبيب في عرقلة التسوية، رأى نتنياهو أن المستوطنات ليست سوى جانب واحد من القضية، مشيراً إلى أن الأمر الرئيسي هو مناقشة مصدر النزاع، في محاولة للإيحاء بعدم استعداد الطرف الفلسطيني لتقديم المزيد من التنازلات. وأعرب نتنياهو عن تفهمه للاضطرار إلى تقسيم أرض فلسطين التي يسيطر فيها اليهود على القسم الأكبر منها، متهماً الفلسطينيين برفض هذه الصيغة.
(الأخبار)