غزّة | قرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إدارة التصعيد العسكري المتنامي في قطاع غزة منذ مطلع الأسبوع الجاري، من خلال تنفيذ اغتيالات محدّدة لقادة فصائل المقاومة بدلاً من الحرب البرية. لكن جميع الاحتمالات تبقى قائمة مع وصول صواريخ المقاومة إلى أسدود، للمرة الثانية منذ الحرب الإسرائيلية على غزّة. وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن نتنياهو أبلغ رؤساء الأجهزة الأمنية قبيل سفره إلى العاصمة الروسية موسكو، مساء أول من أمس، أنه «يسمح من الآن فصاعداً بعمليات اغتيال محدّدة لقادة المقاومة الفلسطينية، من دون التورط في حرب مفتوحة في قطاع غزة». ونقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك سيتبعان «سياسة جديدة تعتمد على إجبار حركة حماس على لجم فصائل الرفض الرئيسة مثل الجهاد الإسلامي، عبر تحميلها مسؤولية إطلاق الصواريخ». وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن نتنياهو «لا يريد الدخول في عملية برية الآن في غزة لأنه لا يتمتع بالتأييد الدولي الذي لن يحتمل رؤية مدنيين يقتلون في ظل فشل المفاوضات مع الفلسطينيين والضغوط التي تمارسها السلطة على إسرائيل في الحلبة الدولية». وتابعت أن نتنياهو قال بصراحة إنه «لن ينجرّ إلى ضغوط (نائبه الأول) سيلفان شالوم و(وزير خارجيته أفيغدور) ليبرمان حول ضرورة إسقاط حكومة حماس في غزة».
بدوره، أكّد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إفيحاي أدرعي، أن «إسرائيل لا تسعى لشنّ حرب واسعة على قطاع غزة خلال الفترة المقبلة، وهي تريد تهدئة الحدود مع القطاع ولا تسعى لتأجيج الموقف». غير أنه شدد على أن «الجيش سيردّ بقوة على مطلقي الصواريخ من غزة تجاه البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع»، فيما حمّل وزير شؤون حماية الجبهة الداخلية، ماتان فيلنائي، «حماس» المسؤولية عن تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود مع غزة. وقال إن «إسرائيل لن تسمح أن يعيش سكانها تحت تهديد الصواريخ المنطلقة من غزة، وستواصل ضرب المسؤولين عن إطلاق هذه الصواريخ».
وأشار فيلنائي إلى أن «الحكومة وظّفت أكثر من مليار شيكل في إقامة ملاجئ وغرف محصنة في التجمعات السكنية المحيطة بقطاع غزة».
ميدانياً، أعلنت مصادر أمنية ومحلية فلسطينية أن طائرات حربية إسرائيلية، والمدفعية المنتشرة على السياج الحدودي المحيط بالقطاع، قصفت أنفاقاً وورشة نجارة ومواقع تدريب، مما أدى إلى إصابة أربعة فلسطينيين بجروح متفاوتة، فيما نجا ناشط في ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، من محاولة اغتيال استهدفته في مخيم جباليا، شمال القطاع.
وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أدهم أبو سلمية، إن فلسطينياً واحداً أصيب بجروح بسيطة في قصف على مخيم جباليا. كذلك أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح متفاوتة، أحدهم جراحه خطرة، في قصف مدفعي استهدف ورشة نجارة في حي الزيتون جنوبي شرقي مدينة غزة.
وحافظت الحكومة المقالة التي تديرها «حماس» على خطة الطوارئ التي أعلنتها لمواجهة التصعيد العسكري الإسرائيلي، وتقضي بإخلاء المقار الأمنية وإعادة الانتشار حولها خشية استهدافهم. وأطلق نشطاء فلسطينيون صاروخي «غراد» من صنع روسي، سقطا في مدينة أسدود (45 كيلو متراً). وأقرّت مصادر إسرائيلية بسقوط الصاروخين من دون وقوع إصابات أو أضرار.
وفي وقت سابق، أطلقت فصائل مقاومة نحو سبعة صواريخ من بينها صاروخ واحد من نوع «غراد» على مواقع وبلدات إسرائيلية في منطقة النقب الغربي المتاخمة للقطاع، من دون وقوع إصابات أو أضرار، بحسب المصادر الإسرائيلية.
وأكّدت حركة الجهاد الإسلامي أنها لن توقف إطلاق الصواريخ إلا إذا التزمت إسرائيل التهدئة، موضحة أن «اتصالات جرت في الساعات الماضية لهذا الهدف». وأضافت إن «مسألة تصعيد المقاومة من عدمه مرتبطة بتطورات الموقف في الميدان».