بعد الكشف عن اختطاف جهاز «الموساد» للمهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي، واحتجازه في أحد السجون الإسرائيلية، ربطت صحيفة «دير شبيغل» الألمانية العمليّة بالجندي الاسرائيلي الاسير في قطاع غزة جلعاد شاليط، فضلاً عن محاولة تقديمها كما لو انها جزء من عمليات كوماندوس عادة ما تستغلها تل ابيب في عرض قوة اجهزتها الامنية، وهو ما برز في عنوان المقالة «ذراع الموساد الطويلة».بلهجة تبريرية، تناول تقرير الصحيفة الالمانية «دير شبيغل» عملية الخطف التي رأت فيها جزءاً من مساعي اسرائيل للحصول على معلومات هامة عن الجندي الاسير في القطاع، وبأن «اسرائيل لم تتخل عن امكان اطلاق شاليط».
ونقلت الصحيفة عن مصدر، طلب عدم ذكر اسمه، ان ابو سيسي شخصية رفيعة في حماس، وانه يملك معلومات سرية، وانه لو كان «شخصية اشكالية فقط لاغتالوه». واضافت الصحيفة نقلاً عن مصدرها «إذا نفذ الموساد عملية كهذه ويحقق مع الرجل منذ ستة أسابيع فإنه (أبو سيسي) يجب أن يكون على علم بشيء ما تريد اسرائيل أن تسمعه»، فيما قال مصدر آخر للمجلة الألمانية إن اسرائيل «قد تكون مقتنعة بأن بحوزة أبو سيسي معلومات عن شاليط».
وعن مجريات عملية الخطف التي جرت في اوكرانيا، اكد التقرير انها اتت نتيجة تعاون بين الموساد واجهزة الاستخبارات السرية الاوكرانية. وبحسب تقارير استخبارية اجنبية، ركب عميلان اوكرانيان القطار الذي سافر فيه ابو سيسي واختطفاه بطلب من اسرائيل، وبعد ذلك سلماه الى العملاء الاسرائيليين. وربطت الصحيفة بين هذه الرواية وتراجع عمال القطار عن شهادتهم السابقة، التي تفيد بأن رجلين يلبسان ملابس مدنية اختطفا ابو سيسي من القطار في ساعة متأخرة من الليل.
في المقابل، نفى جهاز الاستخبارات الاوكراني، ما نقل عن انه شارك بطريقة ما في عملية اختطاف ابو سيسي، او انه كان يعلم باختطافه، رغم ان الصحف في اوكرانيا تتحدث عن تعاون بينه وبين الاجهزة الامنية الاسرائيلية.
يُشار الى ان جهاز الامن الاوكراني يتعاون دائماً مع الاتحاد الاوروبي ومع حلف شمالي الاطلسي، ولا سيما قبيل بطولة كرة القدم الاوروبية لعام 2012 التي ستستضيفها اوكرانيا وبولندا في السنة التالية.
من جهة اخرى، نفت المحامية الإسرائيلية سمدار بن نتان، لوسائل اعلام اسرائيلية، أن تكون بحوزة موكلها المهندس الفلسطيني المخطوف والمحتجز في سجن اسرائيلي ضرار أبو سيسي أي معلومات عن الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة. واضافت أن ابو سيسي «لم يكن ضالعاً في هذا الأمر بأي شكل من الأشكال، وإذا اعتقدت اسرائيل أن لديه معلومات كهذه عندما اختطفته، فإنها ارتكبت خطأً كبيراً وحان الوقت لأن تعترف بخطئها وتسمح له بالعودة إلى أوكرانيا». وأكدت بن نتان أن «قصة جلعاد شاليط لم تُذكر على نحو مكشوف في طلبات تمديد اعتقال ضرار أبو سيسي، ولم يُقَل قط إنه يعرف أو مرتبط بذلك».
يُشار الى انه بعد المعلومات عن اختطاف ابو سيسي، اعترفت حكومة اوكرانيا بأن آثاره اختفت «في ظروف غير واضحة»، وقبل اسبوع اعترفت اسرائيل بأنه موجود لديها.