قال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، أمس، إن حركة «حماس» تخطط وتجهز نفسها لإمكان إسقاط طائرات إسرائيلية فوق قطاع غزة، وسط حديث عن مناورات يجريها الجيش الإسرائيلي، محاكاةً لدخول بري الى القطاع، إذا تطورت الأوضاع الأمنية نحو الأسوأ.وقال المصدر الإسرائيلي لإذاعة الجيش أمس، إن «حركة حماس تملك صواريخ مضادة للطائرات، تطلق من على الكتف، وبإمكانها إسقاط طائرات اسرائيلية تحلق على ارتفاع منخفض»، لكنه عاد واستدرك أن «سلاح الجو الإسرائيلي يعرف كيف يتعامل مع نوع كهذا من التطور النوعي للخطر في القطاع، وتحديداً في القدرات العسكرية التي باتت تملكها المنظمات الفلسطينية في غزة».
من جهتها، نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مصادر عسكرية في فرقة غزة، التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، قولها إنهم «في الجيش يدركون أن المفاجأة المقبلة التي تعدّها حركة حماس للجيش الإسرائيلي، هي صواريخ مضادة للطائرات»، مشيرة الى أن «لدى المنظمات (الفلسطينية في القطاع) صواريخ مشابهة، والتقدير السائد داخل الجيش، أنّ هذه الصواريخ قد دخلت الى القطاع عبر أنفاق التهريب».
وبحسب الصحيفة «يدركون في قيادة المنطقة الجنوبية أنّ التصعيد الأخير في قطاع غزة، هو ثمرة عمل إسرائيلي، إذ هاجمت الوحدات العسكرية الإسرائيلية موقعاً مأهولاً لحماس، الأمر الذي أفهمها (حماس) أن هناك تغييراً في السياسة العسكرية الإسرائيلية» تجاه القطاع، ونقلت الصحيفة عن ضابط اسرائيلي رفيع المستوى إقراراً ضمنياً بمسؤولية اسرائيل عن تدهور الأوضاع الأمنية أخيراً، إذ قال إن «الهجوم على حي الشجاعية (في مدينة غزة) الذي أدى الى مقتل أربعة مواطنين فلسطينيين، كان خطأً في التقدير، الأمر الذي أعقبه تصعيد في الأوضاع الأمنية»، ورغم ذلك، عاد الضابط وأكد في المقابل، أن «الهجوم على موقع حماس كان مبرَّراً، إذ كان الهدف أن تندفع حماس وتبذل جهداً مناسباً لخلق هدوء حقيقي في القطاع، إذ في وسع الحركة أن تفرض إرادتها على المنظمات الفلسطينية الأخرى، وأن توقف حالة التصعيد الأخيرة، حيث لا يمكن إسرائيل أن تبقى في توتر دائم، وأن يتساءل الإسرائيليون دائماً، متى يسقط الصاروخ المقبل».
إلى ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي استعداداته لمواجهة التصعيد الأمني المحتمل على جبهة قطاع غزة، في ضوء إقراره بالانكسار النسبي للهدوء، على ما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش أجرى أمس تدريباً للوحدات التي سوف تنتشر على جبهة القطاع، وعلى رأسها لواء غولاني ولواء ناحل، اللذان سيستبدلان لواء المظليين. ونقلت الصحيفة عن ضابط في قيادة المنطقة الجنوبية قوله إن التدريب اشتمل على جملة من الأنشطة المطلوبة في قطاع غزة، بينها محاكاة عملية برية تتضمن الانتقال من مناطق مفتوحة إلى مناطق مبنية واحتلالها، وعملياً «إعداد الجنود للانتقال خلال وقت قصير إلى مواجهة واسعة»، وبينها مواجهة إمكانات خطف جندي إسرائيلي والسيناريوات التي ستعقب عملية كهذه.
وأشارت الصحيفة إلى تقديرات سائدة في الجيش الإسرائيلي، ترى أن جولة التصعيد الأخيرة في القطاع «صارت وراءنا»، لكنها أكدت في المقابل أن «الجولة المقبلة قد تبدأ خلال وقت قصير». وقالت مصادر عسكرية للصحيفة، إن تصور الجيش الإسرئيلي حيال قطاع غزة لم يتغير، و«القوات العسكرية تستعد في مواجهة التهديدات القائمة». وأضافت المصادر نفسها «لا شك أنه في ضوء الأسابيع الأخيرة، هناك أجواء تأهب واستعداد، لكننا في الوقت نفسه لا نريد تصعيداً في الوضع الأمني، إلا أنه إذا تطلب الأمر منا عملاً برياً هجومياً، فسوف نعرف كيف ننفّذه».