اتهم سياسيون يمنيون أمس، النظام الحالي برئاسة علي عبد الله صالح، باستخدام تنظيم «القاعدة» فزاعةً لإخافة المجتمع الدولي، ووصفوا مقتل 150 شخصاً في محافظة أبين قبل أيام بأنه «مجزرة هولوكوست» بحق المدنيين. وقال رئيس منتدى التنمية السياسية، علي سيف حسن، في ندوة عقدت أمس عن «أبعاد مجزرة أبين» التي نتجت من انفجار مصنع للذخيرة اتهم الجيش اليمني بالانسحاب منه عمداً وتسليمه لمسلحين مجهولين، «إن القاعدة ورقة سياسية تستخدمها السلطة، وإنها وإن كانت موجودة، إلا أنها ليست بهذا التهويل الذي تبديه السلطة».
وأشار حسن إلى أن الموقف الدولي من إسقاط النظام ليس على درجة من الأهمية، بالقياس إلى موقفه من الذي سيليه بعد الثورة الشبابية الحالية؛ لأن النظام الذي سيأتي سيجد خزائن فارغة وأمامه تطلعات الشعب.
من جهته، أوضح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، نبيل البكيري، أن نظام صالح يهوّل من القاعدة لابتزاز الغرب وتخويف الداخل، مع أن البيئة اليمنية غير مناسبة لهذه الظاهرة. وأكد أن مصر والسعودية تعاملتا مع «القاعدة» بجدية واستطاعتا أن تحدّ بنحو كبير من هذه الظاهرة، لافتاً إلى أن نظام صالح هو من يقوم بصناعة القاعدة ويستخدمها للتهويل.
أما الصحافي توفيق عبد الوهاب، فرأى أن ما حدث في أبين محرقة يمكن أن تسميها «هولوكوست» اليمن، مؤكداً أن التاريخ لن يغفر لنظام صالح هذه الجريمة. وأشار إلى أن هناك أسراً بأكملها أُبيدت، وحصيلة الضحايا يمكن أن تصل إلى أكثر من 300 شخص.
وأوضح عبد الوهاب أن الجماعات المسلحة في أبين هي جماعات مصلحية، وليست من تنظيم «القاعدة»، وهي على علاقة مع نظام صالح منذ أكثر من عشر سنوات، يستخدمها لعمليات اغتيال القيادات السياسية وتخويف المواطنين، وأن عدداً من قياداتها ضباط في الاستخبارات العسكرية اليمنية.
في غضون ذلك، قتل جندي يمني في مواجهات بين عناصر من تنظيم القاعدة والجيش في أبين، وذلك بعد يوم على خطف جنديين في المنطقة ذاتها. وقال المصدر إن «مسلحين قبليين وعناصر من تنظيم القاعدة يحاصرون لواءً للجيش يتمركز في مدينة لودر بمحافظة أبين، بذريعة أن عناصر الجيش قتلوا السبت الماضي ستة من أبناء المنطقة»، وأضاف المصدر أن «أحد الجنود قتل خلال مواجهات بين الجانبين اليوم».
من جهتهم، قال سكان محليون إن «اشتباكات عنيفة تدور بين مسلحين قبليين والجيش، تُستخدَم فيها المدفعية والأسلحة الرشاشة. وقد شوهد بعض السكان وهم يغادرون منازلهم باتجاه المناطق المجاورة». وكان مسؤول محلي قد أكد في وقت سابق أن «مسلحين قبليين خطفوا الخميس جنديين في لودر في سوق المدينة»، قبل أن يحاصروا معسكراً للجيش احتجاجاً على مقتل ستة من أبناء المنطقة برصاص الجيش.
(يو بي آي، أ ف ب)