بعدما فشلت محاولة تبرير اختطاف المهندس الفلسطيني، ضرار أبو سيسي، واحتجازه في أحد السجون الاسرائيلية، عبر ربطه بالجندي الاسرائيلي الاسير في قطاع غزة، جلعاد شاليط، قدمت أجهزة الامن الاسرائيلية، أمس، لائحة اتهام أمام محكمة بئر السبع اللوائية، بحق المهندس الفلسطيني المختطف، ضرار أبو سيسي، بدا من خلالها أنها تهدف، من ضمن ما تهدف، الى تبرير عملية الاختطاف وتضخيم «الإنجاز» الذي حققته في مواجهة حركة «حماس»، إذ اتهمته الاجهزة الاسرائيلية بإنشاء «أكاديمية عسكرية تؤهل ضباطاً في حماس للعمل في حالات الطوارئ» وبقربه من قيادة كتائب عز الدين القسام والانتساب الى «تنظيم إرهابي»، ونسبت إليه دوراً أساسياً في تطوير «صواريخ فتاكة»، من 6 كيلومترات الى 22 كيلومتراً، أطلقت على إسرائيل، ابتداءً من عام 2002، ولا يزال حتى الآن، فضلاً عن تطوير صواريخ مضادة للدروع كي تصبح قادرة على اختراق مدرعات الجيش الاسرائيلي، مع ما ينطوي ذلك على اتهام له بالمشاركة في ارتكاب «مئات عمليات القتل، والشروع في القتل»، على أساس أن التحسينات التي أدخلها على الصواريخ مكنت «حماس» من قتل وجرح مواطنين إسرائيليين. وفي سياق الحملة الاعلامية نفسها، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أنهم في «الشاباك» يلقبونه بـ«أبي الصواريخ». وبحسب لائحة الاتهام الاسرائيلية، يحمل أبو سيسي لقب الدكتوراه في علوم الكهرباء من الكلية العسكرية للهندسة في أوكرانيا، حيث جنّدته حركة «حماس» للاستفادة من خبراته لتطوير قدراتها القتالية، وأنه الى جانب انضمامه سراً الى الحركة، استمر في عمله بشركة كهرباء غزة.
ووصفت تقارير إعلامية إسرائيلية أبو سيسي بأنه كان منهكاً خلال جلسة المحكمة أمس، وأنه نفى علاقته بأية أعمال عسكرية أو بالجندي الاسرائيلي الاسير في قطاع غزة جلعاد شاليط. واتهم أبو سيسي الاجهزة الامنية الاسرائيلية بإخضاعه للتنكيل وأن توجيه الاتهامات إليه تهدف الى «التستر على عملية اعتقاله لأنه ليس لديه أي علاقة بهذه المخالفات». وأضاف ابو سيسي إنه «مجرد مهندس كهرباء»، وإنه إنسان عادي وطلب إرسال تحياته إلى زوجته وأولاده.
رغم ذلك، حاول وزير الدفاع ايهود باراك تبرير اعتقال ابو سيسي، خلال حديث للإذاعة الاسرائيلية امس، بالقول إن بحوزة ابو سيسي «معلومات داخلية عمّا يحدث في حركة حماس»، وليس «لهذه المعلومات أهمية فقط بشأن موضوع جلعاد شاليط»، وذلك في إقرار ضمني بعدم علاقته بالجندي الاسرائيلي الاسير. وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أعلن الاسبوع الماضي أن أبو سيسي «رجل حماس وهو قيد الاعتقال في إسرائيل».