غزة| استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب 29 آخرون بجروح متفاوتة، أمس، في قصف مدفعي إسرائيلي على مناطق عدّة متاخمة للسياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة (48). وقال سكان في حي الشجاعية إن المدفعية الإسرائيلية المرابطة على السياج الحدودي، أطلقت خمس قذائف مدفعية استهدفت منازل سكنية وأراضي زراعية، بينما سقطت إحدى القذائف في موقع للأمن الوطني التابع للحكومة المقالة التي تديرها حركة «حماس».
وأعلن الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أدهم أبو سلمية استشهاد محمود المناصرة (50 عاماً). وأضاف أن «القصف أدّى إلى إصابة 25 فلسطينياً، بينهم أطفال واثنان من المسعفين»، فيما قال مصدر طبّي آخر إن الطواقم الطبية انتشلت جثتي فلسطينيين هما مسعد الصوفي (18 عاماً) ومحمد المهموم (25 عاماً)، بعدما قتلا في غارة سابقة على شرق رفح وتعذر الوصول إلى جثمانيهما. وسقط شهيد رابع في وقت لاحق في رفح.
وكثّفت إسرائيل قصفها مع إصابة إسرائيليّين بجروح متوسطة وخطيرة، جرّاء صاروخ مضاد للدبابات أطلقه نشطاء فلسطينيون من القطاع. وذكرت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي أن صاروخاً مضاداً للدبابات أطلق من القطاع قرب «كيبوتس سعد» في النقب الغربي، أصاب حافلة مخصصة لنقل الطلاب، وهو ما أدى إلى إصابة إسرائيليين، أحدهما في حال الخطر الشديد. من جهة ثانية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أول رد فعل له على الحادث، من برلين، إنه «يراقب عن كثب تطورات الأوضاع على الحدود مع قطاع غزة»، لافتاً إلى أنه أكّد لمضيفته الألمانية أنجيلا ميركل أن «إسرائيل لن تسلّم بأن تكون عرضة للهجمات».
بدوره، أعلن وزير العلوم، دانيال هيرشكوفيتز، الذي تزامنت زيارته للبلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع مع القصف، أنه «يجب على إسرائيل أن تضع حداً لهجمات الفلسطينيين، وتدفع بكل قوتها لتوجيه ضربة إلى سكان غزة»، فيما أصدر وزير الدفاع إيهود باراك تعليماته إلى قيادة الجيش بالردّ بسرعة وإصرار على إصابة الحافلة، محمّلاً «قيادة حماس في قطاع غزة مسؤولية نتائج الهجوم».
في المقابل، أعلنت «كتائب أبو علي مصطفى»، الذراع المسلحة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قصف منطقة نتفوت الصهيونية بصاروخين من نوع صمود، وطالبت بتوحّد الأذرع العسكرية لمواجهة الهجوم الإسرائيلي على غزّة.
لكن «حماس» طالبت المجتمع الدولي بـ«التدخل الفوري والعاجل» لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة و«لجم العدو الصهيوني». وقال الناطق باسم «حماس»، فوزي برهوم، إن «الاحتلال يستغلّ تراجع (القاضي ريتشارد) غولدستون عن تقريره، والدعم المالي الأميركي له من أجل تصعيد العدوان على غزة». وقال إن «الاحتلال يتحمّل كل تداعيات ما يفعله»، مشدّداً على أنّ «رد المقاومة على مجازر العدو يأتي من باب الدفاع عن النفس».
من جهة ثانية، قال المتحدث باسم الحكومة المقالة في غزة، طاهر النونو، إن «الحكومة ستقدم شكوى لمجلس الأمن والجمعية العامة في الأمم المتحدة، ومختلف الأطراف لشرح كيف تصعّد الحكومة الإسرائيلية في غزة وتقتل المدنيين وتقصف البيوت الآمنة، وذلك من أجل الضغط عليها لوقف العدوان والهجوم على شعبنا».
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنّت ليل أول من أمس أربع غارات على القطاع، استهدفت اثنتان منها نفقين للتهريب على حدود القطاع مع مصر.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الدرع الصاروخية الاسرائيلية الجديدة اعترضت مقذوفين في أول تجربة معروفة لها أمس.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي أثناء زيارة الى براغ «نظامنا للقبة الحديدية لاعتراض الصواريخ نجح في اعتراض مقذوفين».




التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة، المشير حسين طنطاوي، أمس. وقالت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» إن عباس وطنطاوي بحثا «سبل دعم مصر للقضية الفلسطينية، والتداعيات والأحداث المتلاحقة، وضرورة استمرار الحوار وتقريب وجهات النظر لتحقيق المصالحة بين فتح وحماس، والعمل على إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني».
في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أنه التقى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، في دمشق مساء أمس، لبحث ملف المصالحة. وقال داوود أوغلو بحسب وكالة أنباء «الأناضول» إن «لدينا الانطباع بأنه يمكن التوصل إلى أساس لتفاهم مشترك» بين «فتح» و«حماس».
(أ ف ب، يو بي آي)