غزّة، القدس المحتلّة ــ الأخبار نفت عائلة الأشقر الفلسطينية في غزة، أمس، استشهاد ابنها، القيادي العسكري في حركة «حماس» عبد اللطيف الأشقر، في الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة شخصين في مدينة بورتسودان السودانية، مساء الثلاثاء. وقال القيادي في حركة «حماس»، النائب إسماعيل الأشقر، إن «العائلة اتصلت بعبد اللطيف، وتأكد أنه بخير ولم يستشهد». وأضاف، في تصريحات وزّعتها وكالات محلية محسوبة على الحركة الإسلامية، إن «عبد اللطيف كان المستهدف الرئيس في الغارة، لكن الله أعماهم ونجّاه». واعترف النائب الأشقر، بأن نسيبه عبد اللطيف، المقيم في الخارج منذ عام 1998، نجا من عدّة محاولات اغتيال إسرائيلية سابقة، وأنّ الاحتلال يطارده منذ سنوات طويلة.
تصريحات جاءت لتردّ على ما كشفته صحيفة «معاريف» العبرية، من أن هجوم بورتسودان استهدف عبد اللطيف الأشقر، الذي تؤكّد تل أبيب أنه خليفة القيادي الراحل في «حماس»، محمود المبحوح، الذي اغتيل في دبي في كانون الثاني الماضي. وأشارت وسائل إعلام في دولة الاحتلال، إلى أن إسرائيل تتّهم الأشقر بأنه أصبح المسؤول الأول عن تهريب الأسلحة لحركته في قطاع غزة، منذ اغتيال المبحوح.
وبينما التزمت الدولة العبرية الصمت على الصعيد الرسمي إزاء الغارة، اتّهمت صحفها جيش الاحتلال بالوقوف وراء الغارة. وعنونت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مثلاً: «الجيش الإسرائيلي شنّ هجوماً على السودان». ونقلت عن وسائل إعلام أجنبية أنّ «الطائرات الآتية من البحر الأحمر صفّت رجالاً ملاحقين في أفريقيا».
وأوضحت أن الطائرة التي يُشتبه في تنفيذها الغارة، دخلت المجال الجوي للسودان عند الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء، عن طريق البحر الأحمر، وحاولت المضادات الأرضية السودانية التصدي لها، لكنها لم تصبها.
وفي السياق، وضع معلّق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة في التلفزيون العبري، ألون بن ديفيد، الغارة في خانة الحرب الدائرة منذ سنتين ونصف السنة، بين إيران وإسرائيل، حول مسارات تهريب السلاح إلى «حماس» في غزة، وإلى حزب الله في لبنان. وأشار إلى أنّ دولة الاحتلال عملت بقوة في عام 2009، على المسار البحري الذي يوصل إلى السودان، من دون استبعاد أن يكون قد استُحدث مسار جوي آخر تصل عبره الأسلحة إلى القطاع، لافتاً إلى أن «هذه المعركة عالمية، وهناك العديد من الشركاء الدوليين» لإسرائيل فيها. وأكّد بن ديفيد أنه قبل شهر، هاجم المصريون قافلة من المهرِّبين آتية من السودان، كذلك أوقفت تركيا طائرة إيرانية تحمل أسلحة قبل أن تصل إلى سورية، معلّقاً بأن ذلك لا يعفي إسرائيل من أن تعمل بنفسها في هذا المجال.
وفي الإطار، ذكرت مجلة «تايم» الأميركية أنّ الغارة نجحت في الوصول إلى هدفها بفضل جهاز تعقُّب كان مخبأً في قافلة الأسلحة. ونقلت المجلة عن أجهزة استخبارات أجنبية قولها إن جهاز التعقُّب وجّه الصاروخ الذي أطلق من طائرة، وأن القوة المهاجمة نجحت في تنفيذ هجوم «جراحي» واكتفت بإصابة الهدف.
من جهة ثانية، قارنت «معاريف» بين غارة السودان واستيلاء سلاح البحرية الإسرائيلي، قبل عدة أسابيع، على سفينة «فيكتوريا»، التي كانت تحمل صواريخ أرض ـــــ بحر متطورة، وأجهزة رادار، كان يجب إنزالها في سيناء تمهيداً لنقلها براً إلى غزة. غير أنّ الصحيفة أقرّت بأنّ «حماس» تواصل عملية تسلُّحها، «رغم الجهود الكبيرة».