شكر الرئيس الأميركي باراك اوباما، أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، خلال استقباله إياه في البيت الأبيض، أمس، على الدور الأساسي الذي اضطلع به في الملف الليبي ودعمه لتنمية «الديموقراطية في الشرق الأوسط».وقال أوباما، في ختام اللقاء، «لقد أعربت له عن شكري للقيادة التي برهن عنها في موضوع الديموقراطية في الشرق الأوسط»، وذلك في إشارة الى أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة الى جانب الإمارات العربية المتحدة التي تشارك في العمليات العسكرية التي يشنها حلف شمالي الأطلسي في ليبيا لفرض احترام القرار 1973 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
وأضاف أوباما «ما كنا لنتمكن من تشكيل هذا التحالف الدولي ... لولا قيادة أمير قطر».
وتابع الرئيس الأميركي إن أمير قطر «يحرّكه الإيمان بأنه ينبغي لليبيين أن يتمتعوا بالحقوق والحريات نفسها مثل سائر الشعوب».
وقطر أيضاً هي أول دولة عربية اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار الليبيون، كما استضافت هذه الدولة الخليجية الصغيرة التي تطفو على آبار هائلة من الغاز اجتماع مجموعة الاتصال بشأن ليبيا أول من أمس، والتي تشكلت إثر مؤتمر دولي في لندن.
وفي موضوع آخر، قال الرئيس الأميركي إنه هنأ أمير قطر على تمكن بلاده من انتزاع شرف استضافة كأس العالم في كرة القدم عام 2022، في منافسة شاركت فيها أيضاً الولايات المتحدة. وقال أوباما بلهجة لا تخلو من المزاح «لقد قلت له إنني سأكون من دون شك رئيساً سابقاً في حينه، لكني آمل دوماً الحصول على أماكن جيدة إذا ما سافرت الى الدوحة» لحضور مباريات المونديال.
وكان نائب الرئيس الأميركي، جوزف بايدن، قد استقبل أمير قطر، أول من أمس، وبحث معه آخر التطورات في المنطقة إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال بيان من البيت الأبيض بهذا الشأن إن «الزعيمين جددا تأكيد دعمهما التغييرات التاريخية التي تجتاح المنطقة». وأضاف البيان إن بايدن أشاد بالدور القيادي لقطر بشأن ليبيا وضيافتها الناجحة لاجتماع مجموعة الاتصال حول هذا البلد «لتعزيز رغبة شعب ليبيا في الحصول على سلام دائم واستقرار في بلاده».
وقال البيان إن بايدن جدد تأكيد التزام الولايات المتحدة بأمن منطقة الخليج، كما شكر أمير قطر على الدعم المهم الذي تقدمه الدوحة للقوات الأميركية المنتشرة في الإمارة. وكان أمير قطر قد اجتمع يوم الثلاثاء الماضي مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
وفي برلين، رفضت الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون الدعوات الفرنسية والبريطانية للحلفاء إلى المشاركة على نحو أكثر فعالية في العمليات الجوية في ليبيا، على الرغم من المخاوف التي تحيط بحالة الجمود العسكري التي دخلت فيها الحرب.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، أمام اجتماع وزراء حلف شمالي الأطلسي، «مع استمرار مهمتنا تزداد أهمية الحفاظ على عزيمتنا ووحدتنا. القذافي يختبر عزيمتنا».
لكن الوزيرة الأميركية لم تعط أي إشارة تفيد باستعداد واشنطن للمشاركة الكاملة في الهجمات على كتائب القذافي.
وقالت كلينتون، لنظرائها في حلف الأطلسي، إن «أصواتاً جديدة في ليبيا وخارجها انضمت الى الدعوات لرحيل القذافي». وأضافت «في ما يخصنا، فإن الولايات المتحدة منخرطة في عملية مشتركة» في ليبيا و«سندعم بقوة التحالف» بقيادة الحلف الأطلسي حتى «إنجاز» العمل.
وقبل افتتاح الاجتماع، شددت كلينتون على وحدة الحلف أثناء مؤتمر صحافي عقدته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وقالت «نتقاسم الهدف نفسه وهو رؤية نهاية نظام القذافي في ليبيا. إننا نساهم بطرق متعددة لتحقيق هذا الهدف».
(الأخبار، ا ف ب)