شهدت المحافظات اليمنية، أمس، تحركاً نوعياً مع تصعيد شباب الثورة لتحركاتهم الاحتجاجية ضد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، مدشنين مرحلتي الزحف والسيطرة على المقارّ الحكومية.
وبعدما طغت الأحداث في مدينتي تعز وإب خلال ساعات النهار على المشهد اليمني، في أعقاب نجاح المحتجين في السيطرة على بعض المقارّ الحكومية في المدينتين، انتقل الحدث سريعاً إلى العاصمة صنعاء عندما خرجت مسيرة بغتة من ساحة التغيير قدر عددها بنحو عشرة آلاف، واتجهت إلى مقر رئاسة الحكومة، حاملةً الورود.
وفور تنبه قوات الأمن لوجهة المشاركين في التظاهرة التي تقدمتها الناشطة توكل كرمان، اعترض العناصر الأمنيون المتظاهرين، مستخدمين الرصاص الحي لمنعهم من الوصول إلى مقر المجلس، ما أدى إلى مقتل 9 محتجين على الأقل وأكثر من 120 جريحاً، أحدهم في حالة موت سريري.
ونقل موقع «الصحوة. نت» عن شهود عيان أن قوات الأمن التي أطلقت الرصاص كان أفرادها يرتدون زي الفرقة الأولى المدرعة التي يرأسها اللواء علي محسن الأحمر. كذلك شارك قناصة تمركزوا فوق أسطح المنازل المجاورة لمستشفى الكويت، في عملية إطلاق الرصاص.
ومع شيوع نبأ تعرض التظاهرة لإطلاق نار كثيف، بدأت أعداد كبيرة من المعتصمين في ساحة التغيير تلتحق بالمسيرة، ولا سيما بعد تردد معلومات عن محاصرة عشرات المتظاهرين واختطافهم. وبعد عمليات كر وفر، نجح المتظاهرون في رفع الأعلام اليمنية فوق جميع المباني المجاورة لرئاسة الوزراء، قبل أن يواصلوا سيرهم باتجاه المقر الملاصق لمبنى الإذاعة اليمنية، ما أدى إلى تجدد إطلاق النار على المتظاهرين على بعد أمتار من بوابة رئاسة الوزراء، قبل أن يتمكن المتظاهرون من السيطرة عليها. وبالتزامن مع المواجهات قرب مقر مجلس الوزراء، تعرضت مسيرة أخرى لإطلاق نار كثيف من قوات الأمن في شارع الستين، بالقرب من منزل نائب رئيس الجمهورية.
وأتت هذه التطورات بعدما نجح المحتجون في محافظة اب في السيطرة على مقر المحافظة. وأكد شهود عيان أن «متظاهرين اقتحموا مقر المحافظة ورفعوا لافتة أمامه كتب عليها مغلق بأمر من الشعب»، بعدما نجحوا في إصابة الحياة في المدينة بالشلل.
أما في مدينة تعز، فنجح المتظاهرون في محاصرة بعض المقار الحكومية، بينها شركة النفط الحكومية وأغلقوا مدخلها الرئيسي بواسطة سلاسل حديدية، وعلقوا لافتة كتب عليها «مغلق بأمر من الشعب»، وذلك في أعقاب مقتل أربعة متظاهرين وإصابة 47 آخرين بجروح بالرصاص، بعدما حاولت قوات الأمن تفريق المعتصمين.
وردد المحتجون خلال المواجهات مع قوات الأمن اليمنية شعارات معادية للسلطات، وهتفوا بسقوط النظام ورفعوا لافتات كتب عليها «لا دراسة ولا دوام حتى يسقط النظام». وطالبوا كذلك بمحاكمة قتلة المحتجين.
وفي عدن، أُصيب متظاهران بجروح عندما حاول عناصر الجيش إخلاء كتل صخرية من الطرقات وضعها معارضون للنظام في بعض الشوارع، في وقتٍ أغلقت فيه معظم شوارع عدن أمام حركة السير. وأغلقت المراكز التجارية والمحال أبوابها، ولزم السكان منازلهم، فيما كان إطلاق النار يسمع في أنحاء متفرقة من المدينة الجنوبية.
وأكد شهود عيان في محافظة لحج أن الحركة كانت مشلولة تماماً في المدينة استجابةً لدعوة شباب التغيير في المحافظة. وشهدت محافظتا شبوة وأبين حركة احتجاجات مماثلة، وجابت مدينة كريتر الجنوبية مسيرة نسوية حاشدة، تنديداً بمجازر النظام.
وطالبت المسيرة بسرعة الزحف إلى القصر الجمهوري، ورفعت الأعلام الوطنية ورددت هتافات تطالب دول الخليج بالتوقف عن تقديم مبادرات لحل مشكلة النظام، وأخرى تطالب بالانتقال إلى مرحلة الحسم من المرحلة الثورية والاستعداد للزحف إلى القصر الجمهوري.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)



كشف موقع «مأرب برس» اليمني عن أن الأطباء في مستشفى 48 التابع للقوات الخاصة في صنعاء نصحوا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بأخذ راحة طويلة، بعد حالة الإعياء النفسي والجسدي التي يتعرض لها، والتي استدعت نقله إلى المستشفى، فيما سرت شائعات عن تعرضه لجلطة دماغية.
وقالت مصادر رفيعة للموقع، إن صالح يكثر من السهر ولا ينام إلا قليلاً لإفراطه في تناول القات والسجائر. وحذر الأطباء صالح من الاستمرار في الوضع الذي هو عليه، مشيرين إلى أنه «قد ينعكس سلباً على حالته الصحية خلال الأيام المقبلة بصورة خطرة»، في وقتٍ نشرت فيه صحيفة «الثورة» الرسمية خبراً أفادت فيه بزيارة صالح للمستشفى لإجراء بعض الفحوص الطبية الروتينية.
(الأخبار)