بعد مرور ستة أعوام على ظهوره الأول على القناة الإسرائيلية الثانية، حلّ عبد الحليم خدام مجدداً ضيفاً على القناة نفسها، ليعلن أن الحديث عن وجود مخطط معقّد ومتعدد الجبهات لضرب سوريا ليس مجرد «رواية رسمية». اجتاز خدام مسافة قدّرت بخمس ساعات من فرنسا إلى بروكسل لإجراء المقابلة، وليقرّ بدوره في أحداث سوريا وما سمّاها «حكومة الظل» المدعومة أميركياً وأوروبياً. وقال إن «النظام السوري سيسقط خلال شهر أو شهرين على أبعد تقدير».
خدام تحدث أيضاً عن الثمن الذي تدفعه المعارضة السورية للولايات المتحدة وأوروبا، في مقابل دعم منوط بنجاح خططهم في تحقيق السلام مع إسرائيل، مشيراً في الوقت نفسه إلى خطط يعدّ لها حلف شمالي الأطلسي للتدخل العسكري في سوريا.
وقال الصحافي الذي أجرى المقابلة مع خدام، هنريك تسمرمان، رداً على سؤال لمذيع أخبار القناة الإسرائيلية الثانية: «لقد أبلغني خدام أن الجيش التركي تلقى أوامر بالاستعداد لإمكان الدخول إلى سوريا في الأسابيع المقبلة، على رأس قوة من الحلف، من البريطانيين والفرنسيين والألمان. وهناك نقطة أساسية: خدام يتلقى تمويلاً من الأميركيين والمعارضة السورية في أوروبا».
وأكدت القناة علم خدام المسبق بأنها إسرائيلية. وسأل مذيع النشرة الإخبارية في القناة تسمرمان: «هل علم خدام أن هذه المقابلة هي مع تلفزيون إسرائيلي؟» فأجاب: «عمليّاً كان يعلم ذلك، لأن هذه هي المرة الثانية التي أجري فيها مقابلة معه، وقد قمت بذلك قبل 6 أعوام، ووقتها اتهم خدام (الرئيس بشار) الأسد بقتل (الرئيس رفيق) الحريري، وقد بثثنا هذه المقابلة».
في هذا الوقت، حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من احتمال وقوع صدامات مذهبية في سوريا في ظل استمرار التوترات المذهبية. وأعرب أردوغان، بحسب وكالة أنباء «الأناضول»، عن مخاوفه من احتمال انقسام سوريا على أساس مذهبي إذا استمر التوتر، مضيفاً «لدينا مخاوف من احتمال اندلاع صدامات مذهبية في سوريا قد تؤدي إلى انقسام البلاد. لا نريد أن نرى هذا الأمر يحصل».
وقال أردوغان إن المرة الأخيرة التي تحدث فيها إلى الرئيس بشار الأسد كانت قبل عشرة أيام، غير أنه أشار إلى أن السفير التركي في دمشق يجري اتصالات متواصلة مع الحكومة السورية. وكرر وصف سوريا بأنها بمثابة مسألة داخلية بالنسبة الى الأتراك «لأن لدينا 850 كيلومتراً من الحدود المشتركة بيننا، وعلاقات نسبياً قوية. آمل أن تتجاوز سوريا هذه الأوقات الصعبة بسرعة».
وكانت روسيا قد هددت بمنع صدور تقرير لمجلس الأمن الدولي بشأن العقوبات على إيران، مشيرةً الى أن هذه الوثيقة التي تتهم طهران بتسليم أسلحة إلى سوريا «غير متماسكة وغير معدّة جيداً». وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن بلاده «ليست موافقة على هذا التقرير وستعترض عليه في مجلس الأمن».
وفي التطورات الداخية، أفرج القضاء السوري بكفالة عن المعارض السوري رياض سيف، المعتقل منذ 6 أيار الجاري بتهمة مخالفة قرار التظاهر. وذكر رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، أن «محكمة استئناف الجزاء قررت تصديق قرار محكمة الجزاء بإخلاء سبيل رياض سيف في مقابل كفالة مالية». وأشار رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي وحرية التعبير، خليل معتوق، إلى أن «قاضي النيابة قرر بعد استجواب الناشطة والمحامية كاترين التلي، والناشطة ملك الشنواني، تركهما والإفراج عنهما فوراً من دون كفالة»، مضيفاً إن «الناشطة دانا الجوابرة أحيلت على قاضي التحقيق، ولم تُستجوَب بعد لمعرفة التهمة الموجهة إليها».
كذلك، ذكر المحامي ميشيل شماس أن «قاضي التحقيق الثاني في دمشق قرر إخلاء سبيل الكاتب عمار ديوب، والطبيب جلال نوفل، والناشط عمار عيروطي، بكفالة قدرها 500 ليرة سورية (10 دولارات) لكل منهم».
وفي السياق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القضاء السوري وافق على إخلاء سبيل عشرات المتظاهرين المعتقلين بكفالة مادية.
على المقلب الآخر، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن العديد من المتورطين بأعمال شغب يواصلون الحضور إلى مراكز الشرطة والأمن للاستفادة من المهلة التي حددتها الوزارة لإعفائهم من التبعات القانونية، وعدم ملاحقتهم في حال تسليم أنفسهم للسلطات المختصة. وقالت إن عدد الذين سلّموا أنفسهم وصل حتى صباح أمس إلى 6710 أشخاص في مختلف المحافظات، وقد أُفرج عنهم بعد تعهّدهم عدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن.
وفي السياق، رفضت سوريا أي محاولات لإرسال مساعدات من الخارج، وأعلنت السفارة السورية لدى الكويت أن القافلة الإنسانيّة المزمع إرسالها من بعض اللجان الشعبية الكويتية إلى مدينة درعا وعدد من المدن السورية، التي تحتوي على مواد غذائية متنوعة وأدوية ومساعدات طبية بذريعة أن تلك المناطق تعاني «حصاراً» و«أوضاعاً إنسانية صعبة»، لا مبرر لها، وأن سوريا لم تطلب مثل هذه المساعدات، وجميع المواد الغذائية وغيرها متوافرة لجميع المواطنين السوريين، بما فيها محافظة درعا. وأكدت، في بيان لها، أن الغرض من هذه القافلة «لا علاقة له بأوضاع إنسانية، بل هي مرتبطة بأهداف خاصة تعرفها جيداً الجهات التي تقف وراءها، والتي لا يراد بها إلا الباطل».
ميدانياً، قتل ثلاثة أشخاص برصاص قنّاصة بينما كانوا يخرجون من جامع عثمان بن عفان. وقال شاهد عيان إن «ثلاثة أشخاص قتلوا بنيران قناصة ينتمون إلى الأجهزة الأمنية بينما كانوا يخرجون من الجامع وسط تلكلخ، حيث يعتصم عشرات الأشخاص من نساء ورجال». وأضاف إن «الوضع متأزم جداً في البلدة التي تشهد حضوراً كثيفاً لرجال الأمن والجيش»، لافتاً إلى «إطلاق نار كثيف على جميع محاور تلكلخ» سمع دويّها من خلال الهاتف.
وأشار الشاهد إلى «وجود عدد كبير من الجرحى وسط ساحة البلدة، إلا أنه لم يتمكن أحد من إسعافهم نظراً إلى عدم تمكن السكان من الخروج».
ومساءً، نقلت وكالات الأنباء عن ناشطين حقوقيّين تأكيدهم وصول عدد القتلى السوريين في تلكلخ إلى 8، وذلك في قصف استهدف أحياء البرج وغليون والسوق والمحطة.
وكانت وكالات الأنباء قد أعلنت أن قوات الأمن السورية قتلت ستة أشخاص في تظاهرات في شتى أنحاء سوريا يوم الجمعة الماضي. وأعلن ناشط حقوقي أن قوات الأمن فتحت النار أيضاً على تظاهرة ليلية في بلدة الميادين الواقعة في شرق البلاد، ما أدى الى إصابة أربعة أشخاص.
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب، الأخبار)



اللعبة انتهت

أكدت صحيفة «تشرين» السورية أن «اللعبة انتهت»، مؤكدة فشل «المراهنين على تخريب سوريا من الداخل»، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ منتصف آذار الماضي. وقالت «انتهت اللعبة ووقع المراهنون على تخريب سوريا من الداخل في شر أعمالهم، من دون أن يجدوا أيّ منفذ للتملص أو الهروب، بعدما افتضحت كل خطوط التدخلات وبانت الشبكات ومصادر تمويلها وتسليحها».
وقللت الصحيفة من أهمية الاحتجاجات التي شهدتها سوريا خلال الأسابيع الماضية، معتبرة أن «ما حدث في الساعات الأخيرة من أعمال شغب وتخريب تحت ستار التظاهر ليس أكثر من تخبّط لفاقد الوعي أو ليائس محبط يرى بالانتحار طريقاً للخلاص».
ولفتت إلى أن «هؤلاء» لم يأخذوا بالحسبان أن «سوريا باتت منذ عقود دولة فاعلة، وليست منفعلة ودولة استراتيجية على الساحة العالمية، ولها علاقاتها وصداقاتها المؤثرة ولها قدرات غير عادية في المنطقة وعلى الصعيد الاقليمي».
وأكدت الصحيفة أن «الحوار الوطني قادم، وتحت سقف الوطن وليس الخارج ولن ينفع الندم، أما فضائيات الفتنة ومن يسمّون أنفسهم معارضة سورية في الخارج، فلن يبقى أمامهم سوى النباح».
(أ ف ب)