لم تنجح زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، لليمن في إعادة إحياء المبادرة الخليجية، بعدما فشل في إقناع المعارضة اليمنية بقبول النسخة المعدّلة من الاتفاق. وبينما أكد مصدر مقرّب من المفاوضات التي يقودها الزياني أن الأخير مصمّم على «التوصل إلى تسوية من شأنها أن ترضي جميع الأطراف»، شنّ عدد من قياديي المعارضة هجوماً غير مسبوق على المبادرة.
وفيما شدّد القيادي في المعارضة اليمنية، سلطان العتواني، على أن الوساطة لم تعد تعني المعارضة، متهماً دول الخليج بأنها «حريصة على الرئيس صالح لا على الشعب اليمني الذي يتصدى بصدور عارية للقمع الدموي»، رأى البرلماني اليمني أحمد سيف حاشد أن المبادرة الخليجية وصفة سعودية لإنقاذ نظام الرئيس علي عبد الله صالح، لحرصها على إخفاء ملفات كثيرة خلال حقبته.
من جهته، أكد وليد العماري، من اللجنة الإعلامية لشباب الثورة، انتظار المحتجين لنتائج الزيارة، موضحاً أنه «إذا كان هناك اتفاق على رحيل صالح، فنحن معه، أما إذا كان التفاوض من أجل التوقيع على المبادرة السابقة، فنحن نرفضها رفضاً قاطعاً». ويأتي تشدّد المعارضة اليمنية إزاء الخطة الخليجية في وقت بدأ فيه التململ يصيب الدول الخليجية المشاركة فيها. فبعد الانسحاب القطري من المبادرة، دعا مجلس الأمة الكويتي حكومة بلاده إلى الانسحاب من المبادرة الخليجية والوقوف مع الشعب اليمني في ثورته، ودعمه ضد الظلم والاستبداد.
في غضون ذلك، تواصل تصعيد شباب الثورة لتحركاتهم الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام، مغلقين المزيد من المقار الحكومية.
ونجح المحتجّون في مديرية سامع، التابعة لمحافظة تعز، في إغلاق مبنى المجمع الحكومي للمديرية بالسلاسل، وكتبوا على بوابة المجمع عبارة «مغلق من قبل الشعب»، وذلك بعد يوم واحد من مقتل متظاهر وإصابة 35 آخرين في هجوم نفذه مسلحون يرتدون ملابس مدنية على المحتجين. ووردت أنباء عن مغادرة محافظ تعز حمود الصوفي إلى السعودية بحجّة تلقّي العلاج.
وفي عدن، أصيب ثلاثة طلاب إثر تفريق القوات الأمنية بالقوة مسيرة طلابية خرجت في مدينة المنصورة في عدن تطالب بإيقاف الدراسة، وبسقوط النظام ومحاكمته.
وأفاد شهود عيان بمحاولة المحتجين اقتحام مكتب التربية، بعد يوم واحد من نجاح العشرات من شباب الثورة في إغلاق مكتب وزارة الخدمة المدنية والتأمينات ومبنى هيئة المعاشات، إضافة إلى مكتب المجلس المحلي لمديرية صير.
وكتب الشباب الذين انطلقوا من ساحة الحرية في كريتر على بوابات المكاتب الثلاثة «مغلق من قبل الشعب»، مردّدين هتافات تطالب برحيل صالح، وتنادي بإيقاف العمل في كافة مرافق العمل الحكومية حتى يرحل النظام.
وفي محافظة شبوة، خرجت مسيرة حاشدة مردّدة شعارات تطالب بإسقاط صالح ومحاكمة رموز نظامه.
إلى ذلك، قُتل عسكريان يمنيان وأصيب آخر في هجومين منفصلين لمسلحين يعتقد أنهم من تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، فيما أقدم مسلحون مجهولون على اختطاف ضابط في جهاز الاستخبارات يدعى فضل أحمد محسن، أثناء توجهه إلى عدن، واقتادوه إلى جهة مجهولة.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)