حيفا | مثّلت الأحداث التي رافقت الذكرى الثالثة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني مفاجأة على المستويين العسكري والسياسي بالنسبة إلى الدولة العبرية. فقد فرضت أحداث أول من أمس تعاطياً إسرائيلياً مع أزمة سياسية غير مألوفة. وقد وصل الأمر بالمراقبين إلى القول إن الرئيس السوري بشار الأسد أعدّ ما حصل هو والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وإن هناك من يريد تغيير قواعد اللعبة.على الصعيد الأمني، بدت بوادر الأزمة جليّة من خلال تبادل الاتهامات بين قيادة المنطقة الشمالية للجيش والاستخبارات العسكرية «أمان». وقالت أوساط عسكرية إنَّ قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي لم يكن لديها أي معلومات استخبارية متعلقة بالأحداث، وإنَّ الحديث يجري عن تظاهرة عفوية خرجت من تلّ الصيحات.
إلا أنَّ مسؤولين في «أمان» أشاروا إلى أن المعلومات الاستخبارية نُقلت إلى قيادة المنطقة الشمالية، والقرار العملاني عن كيفية العمل اتّخذه القادة المسؤولون في الميدان. وأضافوا «بينما تحرّكت 90 حافلة باتجاه تل الصيحات، نُقل أثناء حصوله» أن تحرّك المتظاهرين من تلّ الصيحات إلى ما بعد الحدود «لم يكن عفوياً بل منظّماً».
وقد دفع ادّعاء الاستخبارات العسكرية أوساطاً من الجيش الإسرائيلي إلى الردّ بأنَّ هناك أطرافاً تعمل على الإساءة إلى قائد المنطقة الشمالية غادي آيزنكوت قبل أن ينهي مهمّاته قريباً. وقد انتقد محلل الشؤون العسكرية لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، رؤساء الأجهزة الأمنية الذين أجروا حفلاً لتنصيب رئيس جديد لجهاز الأمن الإسرائيلي العام، بقوله إنهم «كانوا واثقين جداً بأنَّ الجيش يستعد لكل التطورات، وأنّ أحداث يوم النكبة في الجيب الصغير»، مستخلصاً أنّه «مرّة أخرى، تعود الفجوة بين نشر الوعود للجمهور بأنّ كل شيء على ما يرام، وما يجري على أرض الواقع».
وقال فيشمان إن «الحديث يدور هنا عن حدث تم الاستعداد له على مدى أشهر طويلة، ويمكن أن تكون له آثار شديدة على جودة ردع الجيش الإسرائيلي في المستقبل. يحتمل أنه بسبب هذا الخلل سيتعين، ابتداءً من اليوم فصاعداً التصرف حيال الحدود مع سوريا بطريقة مغايرة تماماً. نجاح أمس يمكن أن يخلق محاولات أخرى لمسيرات جماهيرية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، وليس فقط من جهة سوريا. هذا قد يحصل في حزيران ـــــ بالتوازي مع الأسطول إلى غزة، وقد يحصل في أيلول ـــــ حيال إعلان دولة فلسطينية».
بدوره، وجّه مراسل الشؤون العسكرية لكن صحيفة «هآرتس» رأت أنّ ما جرى أول من أمس كان على علاقة بما يجري في العالم العربي والثورات الأخيرة. وقال محلل الشؤون السياسية ألوف بن إنَّ «الثورة العربية طرقت أمس باب إسرائيل في التظاهرات التي نظّمها الفلسطينيون من سوريا ولبنان ومجدل شمس ومارون الراس لإحياء يوم النكبة»، موضحاً أن «دخول المتظاهرين إلى البلدة الدرزية الواقعة على سفوح جبل الشيخ بدّد الوهم بأن إسرائيل تعيش في نعيم، في فيلا داخل غابة، ومنقطعة تماماً عن الأحداث الدراماتيكية من حولها».
وكتب عوفر شيلح في «معاريف» أن الناطقين العسكريين اضطرا إلى «الاعتراف بأن اقتحام المتظاهرين قرب مجدل شمس فاجأهم، وأن القوات استعدّت بالذات أمام القنيطرة، حيث كان الإخطار بأعمال الإخلال بالنظام على مستوى واسع. وبناءً على ذلك، إذا كانوا يعرفون على هذا القدر الجيد: كيف حصل أننا لم نعرف؟».
وقال: «الواضح هو أننا لم نتلق فقط تمرينة أولى لما من شأنه أن يحصل في أيلول، بل أيضاً فهماً لكيف سيبدو الواقع والاستخبارات في عصر التفكك والتغييرات التي تميّز المحيط اليوم». وأضاف: «في واقع الأنظمة الضعيفة أو غير القائمة، فإن الأمور من شأنها أن تندلع في الأماكن الأقل توقعاً، دون الكثير من الاستعدادات المسبقة».
وفي افتتاحية «هآرتس»، جاء أن «ما حصل أمس على أسيجة الحدود، سيذكر كتاريخ تمثيلي. التوقع الأساس كان لتظاهرات شعبية في الضفة وفي القدس، تضاف إليها أحداث في حدود غزة مع إسرائيل ومع مصر. عملياً، العملية الأشد نفذت في تل أبيب، على يد عربي إسرائيلي، والجبهتان في الشمال اشتعلتا».
ورأت أنه «في نظرة تكتيكية، سجل خطأ استخباري ما ـــــ قيادة المنطقة الشمالية قدّرت أن التظاهرة الأساسية ستجري في منطقة القنيطرة، وفوجئت بأن المتظاهرين، أغلب الظن بتكليف من الحكم في دمشق، اختاروا مجدل شمس. هذا يعني أن (الرئيس السوري) بشار الأسد و(الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله معنيان بذلك. المتظاهرون الفلسطينيون، اللبنانيون والسوريون، نسّقوا رسائلهم بحيث تصل إلى آذان باراك أوباما وبنيامين نتنياهو في بداية الأسبوع الشرق أوسطي لواشنطن. من يتخلّ عن المبادرة ويتركها للآخرين، يستيقظ على واقع أليم».
وفي «يديعوت أحرونوت»، أورد تقرير إخباري أنه «لمرة أخرى أمسك بنا بشار الأسد ونحن غير مستعدين، وهذه المرة أمام 2500 لاجئ فلسطيني من سوريا وصلوا إلى الحدود مع إسرائيل في شمال هضبة الجولان. أسقطوا مئات الأمتار من السياج، وتسللوا من دون عراقيل. كان يكفي المرء أن يرى أمس في مجدل شمس ضباط الاستخبارات الذين تجوّلوا مطأطئي الرؤوس كي يفهم حجم التقصير».
21 تعليق
التعليقات
-
يا أحرار هدا الوطن واللهيا أحرار هدا الوطن والله والله ما بيرعب اسرائيل مليون حاكم عربي . ولا الاف القرارات . قد ما بيموتو خوف من صرخة بطل جايي أنا جايي . يا نسور هالأمه سرجو هالريح وطيرو وغطو فوق كل ضيعا من ضياع اللي عم تشهق لملقاكن .
-
الممانعةهل الدم الفلسطيني, ومعه دماء الشعوب العربية رخيصة الى هذا الحد لتستثمر في الدعاية لبعض الانظمة? وهل إدانة "حزب الله" لما أسماه "الجريمة الصهيونية" تعفيه هو و قادة النظامين السوري والايراني من مسؤولية تحمل وزر المغامرة الفاشلة والمسرحية المكشوفة ا
-
بينونة كبرى 2 أن يلجا إلى قانون التجحيش لكي يستعيد السلطة والمحلل أو هو التحالف الدولي الذي لن يقبل بسهولة وبلا مقابل أن يطلق ليبيا ( رحمة وعطفا) بل انه سيغتصب السلطة إلى حين فرج الله ... أما المشهد والحالة السورية فهي مختلفة تماما إذ أن العلاقة بين الفريقين ( السلطة والشعب ) لا يوجد في الشرع الإسلامي قانونا خاصا يختص بها , فالشعب السوري ذكر وأيضا السلطة ذكر فالعلاقة بحسب الشرع علاقة شاذة ( إسلاميا على الاقل) فلا يحق للشعب أن يطلق السلطة ولا تستطيع السلطة التخلي عن الشعب ولهذا فان قانون التجحيش أو البينونة الكبرى لن يكون الحل الشرعي لهذه العلاقة وبالتالي فان دور الجحش ( التحالف الدولي) الذي يحاول أن يدخل على الخط في المشكلة العائلية الحاصلة في سوريا سيكون دورا صعبا للغاية لان الشعب السوري الذكر والسلطة الذكر سيقفون وقفة رجل واحد للدفاع عن كرامتهم ووحدتهم واستقلال قرارهم وسيكون الوطن هو الفراش الذي سيشهد عملية ركوب الشعب والسلطة على الجحش الغربي وقيادته إلى خارج حدود الوطن.
-
بينونة كبرىالبينونة الكبرى (التجحيش) الزوج إذا طلق زوجته ثلاثاً ـ يقيناً ـ وهو يعي ما يقول: حرمت عليه ولا تصح رجعتها ـ سواء كانت بعوض أم لا ـ ولا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره نكاحاً صحيحاً ـ نكاح رغبة لا نكاح تحليل ـ ثم يطلقها بعد الدخول وهذا ما يسمى ب ( بينونة كبرى ) لا يحق للرجل أن يستعيد طليقته إلا إذا تزوجت ( فعلا !! ) من رجل آخر مستعد لتطليقها ( رحمة وعطفا !! ) بالزوج ألأول, وهذا ما يطلق عليه بالعامية تسمية (التجحيش) ... وبإسقاط هذا القانون الشرعي الإسلامي على ما يجري في العالم العربي الإسلامي في أيامنا هذه فسنجد بان الشعب في تونس هو الذكر والسلطة هي الأنثى وقد قام الشعب بطلاق السلطة طلقة واحدة وهو ألان يحاول استعادة الزوجة (السلطة) وليس هناك أي مانع شرعي, وقد تكرر هذا في مصر فالشعب المصري الذكر سيستعيد زوجته (السلطة) عاجلا أم آجلا أما في ليبيا فالموضوع مختلف قليلا فالشعب الليبي طلق سلطته ثلاث طلقات بائنات وشرعا يجب عليه أن يلجا إلى قانون ا
-
الغضب الساطعالغضب الساطع آت , والتحرير حاصل لا محالة.
-
أمامكم خيارين السلام بي شروطنا اما الحربنحنا لنا أرض وسوف نستعيدها بكل ما أعطانا الله من قوة فالله معنا وبشار معنا والعزيمة موجود انشالله
-
قادمون يافلسطينقالها رامي مخلوف منذ أيام وقام بعضهم ولم يقعد .. قالها بصريح العبارة وبكلام ليس فيه لبس... كان العرب دائما يفرملون اندفاع السوريين تجاه فلسطين ومنذ 3 أعوام قال الرئيس الأسد حان وقت أن نقوم بإعداد تنظيم مشابهة لحزب الله في الجولان .. وهذا التنظيم أصبح جاهزا .. مقاومة شعبية ... وخلي اسرائيل تلقى.. بكلمة واحدة ::: ياعرب إذا لم تكفوا عن التدخل في سوريا والتحريض والفتنة الطائفية فيها ... فإذا تحملوا فتح جبهتي لبنان وفلسطين معا ولنرى كيف ستقومون بضبط شعوبكم عندها.. ماحدث في الجولان وجنوب لبنان يؤسس لمرحلة جديدة سيعود فيها بشار الأسد ليصبح ناصر العرب وستكون الثورات العربية الحقيقية في بلاد اهترأت عروشها ...
-
لا الاسد ولا السيد ولا اسرائيل يعرفونكفى تبييضا لوجه الاسد اتحداه هو والسيد نصرالله واسرائيل انهم كانوا يتوقعون ربع ما حدث هذا يا ساده تحرك شبابي عربي من تنظيم الشباب انفسهم كما نظموا ثوراتهم التي تطيح رؤس الفساد في العالم العربي من قام بالتحرك هم انفسهم الشباب الثائر في سوريا وفي مصر وفي فلسطين وفي الاردن هم شباب الربيع العربي الذي اقسم على تحرير بلاده وتحرير فلسطين معا اساس الحركة كان من شباب ثورة مصر ولولا اغلاق الجيش لكوبري قناة السويس وعودة الشباب المصري ليصب غضبه اما السفارة الاسرائيلية لكان الاجتياح الكبير من غزة الى داخل اسرائيل هذا الشباب المبارك الذي صلى الفجر يومها بالملايين سوف يغير الخارطة تماما وقريبا جدا سيصلى في القدس بعد تطهير سورياوالاردن كما طهر مصر
-
الخير لقدام"و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين"