غداة صدور مذكرات توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية شملت الزعيم الليبي معمر القذافي ونجله سيف الإسلام، توسّعت دائرة الانشقاقات عن النظام الليبي لتشمل رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، شكري غانم، في وقت تصاعدت فيه حدّة هجمات حلف شمالي الأطلسي ضد قوات القذافي لتشمل العديد من المقار الرسمية. وقالت المعارضة الليبية إن شكري غانم استقال من منصبه وانشقّ عن إدارة القذافي، فيما قال مسؤول النفط والمالية في المعارضة الليبية، علي الترهوني، خلال زيارة إلى الدوحة، «لقد ترك (غانم) منصبه على حدّ علمي. هذا ما علمناه في الأربع والعشرين ساعة الماضية». وقال مصدر أمني تونسي إن شكري غانم وصل إلى جزيرة جربة التونسية بعدما فرّ من ليبيا.
في هذا الوقت، اشتعلت النيران في مقر جهاز الأمن الداخلي ومقر وزارة التفتيش والرقابة الشعبية التي تعنى بمكافحة الفساد في ليبيا، بعد غارات شنّها الحلف الأطلسي على العاصمة طرابلس. وقال المتحدث باسم الزعيم الليبي، موسى إبراهيم، «قصفت أهداف أخرى اليوم (أمس) في الساعات الأولى من الصباح في مدينة طرابلس. الأهداف الرئيسية كانت الشرطة في طرابلس واللجنة الشعبية للتفتيش والمراقبة»، مشيراً إلى أن الكثير من المدنيين يسكنون في المنطقة.
من ناحية ثانية، في ردّه على طلب مدّعي المحكمة الجنائية الدولية، لويس أوكامبو، إصدار مذكرات توقيف بحق القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، قال إبراهيم «للأسف، إن المحكمة الجنائية الدولية ارتكزت منذ بدء الأزمة الليبية على معلومات صحافية من أجل تقويم الوضع في ليبيا. ونتيجة لذلك، فإن المحكمة.. وصلت إلى نتائج غير متجانسة».
في هذه الأثناء، أعلنت طرابلس أن عشرات الآلاف من العاملين في مجال الاتصالات سيكونون دروعاً بشرية لردع ضربات الأطلسي للبنية التحتية للاتصالات، والتي ذكرت أنها سبّبت أضراراً مالية خطيرة.
في المواقف، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن المسؤولين الروس أبلغوا مبعوثي القذافي الذين وصلوا إلى موسكو أمس، أن ليبيا عليها أن تذعن تماماً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتسحب الجماعات المسلحة من المدن. وقال لافروف إن «الرد (الليبي) الذي سمعناه لا يمكن وصفه بأنه سلبي»، مؤكداً أن المبعوث الشخصي للقذافي، الأمين العام لجمعية الدعوة الإسلامية في ليبيا، محمد أحمد الشريف، أبلغه استعداد طرابلس لبحث البنود التي وردت في خريطة الطريق الأفريقية.
من جهتها، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جيانغ يو، قولها خلال مؤتمر صحافي دوري «نحن نتابع عن كثب الوضع في ليبيا، وندعو مرة جديدة كل الأطراف المعنية إلى وقف إطلاق النار فوراً وحل الأزمة الراهنة بالسبل السلمية مثل المفاوضات والحوار».
بدوره، أعلن وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، استمرار دعم بلاده للعملية العسكرية في ليبيا، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة لن تنشر قوات على الأرض. ورداً على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة في حرب مع ليبيا، قال غيتس لشبكة «سي بي أس» الأميركية، من المنظور الأميركي «نحن نشارك في عملية محدودة وحركية».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)