مبارح كنت عم بتفرج بالصدفة، والله بالصدفة، على ولاد الزعما اللي عم يتجوزوا بقطر! وإذ، يا معلمي، بيطلع قدامي حدا من "السحيجة" الكتار، قال شو: زعيمنا إبنه ما كلف الأمة ولا ليرة، المصاري هيدول دفعتهم دولة قطر الشقيقة!! أه والله هيك قال حرفياً، قال قطر، وقال الشقيقة، تخيلوا مع بعض بجملة واحدة!. بتصير إنت لما تسمعه لهادا عم يحكي (طبعا انت عم تقرا مش عم تسمع، بس انو) بدك تضربه على عينه وعلى وجه وعلى كل محل بتقدر تطاله فيه، ولانك على "النت" بتقوله بكل أدب: انت بتفهم معلم؟ يعني فيك عقل؟ ولا هيك حامل الطاسة فاضية؟
ولك يا حبيبي ليش أصولاً يعني ابن الزعيم يكلّف هالبلد شي؟ يعني وإذا ما كلّف ابن الزعيم مصاري بيصير "عجبة" وبنصير لازم نعمله تمثال؟
يا رجل إشي مش طبيعي، احنا الفلسطينية اخترعناها لخبرية "ابن الزعيم"، احنا أبوها وامها، يعني قبلنا ما بعتقد الشعوب اللي مرقت على المنطقة عرفت شي اسمه ولاد الزعيم متل عنا، يا معلمي احنا قد ما كبرناها للخبرية صاروا الناس بيعتبرونا المثل الأعلى بهادا الموضوع. يعني مثلاً إذا الزعيم –ولو كان عنده عشر ولاد- بتلاقي في عشرين واحد عم يطبللهن، يا زلمة ليش عم بتطبلوا، قال لإنه بركي طلعلنا شي من الزعيم؟ يا الله حتى أبوعمار ما سلم من الخبرية، الختيار اللي قضى عمره كله ما بده ولاد فجأة لما صار عنده بنت لاقيت في ألف ديناصور مفحوطين فيها، وهي المشكلة لا بتعرف تحكي ولا تنعي ولا تعمل أيا شي (بتتذكروا الفيديو تبعها؟ تبع "لما بشتاء(لأ مش فصل الشتاء، قصدها بشتاء يعني أشتاق) لبابا (بتخفيف الباء إلى أبعد حدود) بعسف (بعزف) بيانو مع نفس تخفيف الباء يعني زي حرف P بالإنكليزي)؛ وتخيلوا إنها هاي البنوتة الحلوة عندها هلق شي 5 صفحات على الفيسبوك كلها بتمجد بحمدها وأفضالها وإمكانياتها الكبرى. طيب وليش لنروح لبعيد شوف انت ولاد المسائيل هون بلبنان، لشو نروح على اللي قاعدين برا! لشو نروح لهونيك؟ شوف عندك في تنظيم إسلامي فلسطيني (ومش حماس عشان ما حدا يقول حماس) لما قرر مسؤوله المحلي (يعني بلبنان) إنه يعملوا قسم للشباب، مين كان الأنسب ليحطه مسؤول عليه؟ مين يا شاطرين؟ مين يا حزركم؟ مين؟ بالتأكيد ومن دون منازع إبنه.
طبعاً ليش اختار إبنه؟ لكفاءته، لبطولته، وفوق كل هادا أكيد لمهاراته الخطابية والإبداعية فضلاً عن "العقل" الكبير اللي بيتمتع فيه. وأكيد لإنه بالتنظيم ما في أكفأ منه، هاي ما فينا ننساها طبعاً، كل الشباب المتعلمين، واللي عندهم خبرة، ومهارات وقدرات، شو بيجوا قدام ابن الزعيم؟ ابن الريس؟ ابن القائد!! شو بنرميه بالشارع لابن القائد؟ وين بيروح؟ هيك بينرمى من دون اهتمام وأهمية؟ ما طبيعي يحصل على منصب قيادي!
قال وشو هيدول نفسهم بيتمسخروا على أبو مازن وولاده، إيه خدوها مني، والله ما يصحلكوا اللي صاحح لأبومازن إيه والله لتعملوا أضرب منه على عشر مرات. أبو مازن فاهم اللعبة والخبرية كلها، هو عارف إنه ما حدا بيحبه، ولا حدا أصلاً بيتمناله الخير، عشان هيك ممشيها كأنها لعبة أتاري، أنا وولادي بنوخد الأخضر واليابس، واللي مش عاجبه يبلط البحر، اللي مش عاجبه فيه يزعل، ينقهر، ينفلق، بس ناحية "ثروتنا" أو "أموالنا" أو "رزقنا" ما بيقرب، لإنه هاي ببساطة "ثروة العائلة"؛ وابن الزعيم؟ لازم يكون زعيم! مين ضل يا حزركم؟؟ بالتأكيد بعد في ولاد القائد الملهم المبجل المقيم في قطر، ذهاباً وإياباً: وتقول الحكاية أنه في العام 2014 (إيه إيه هو العام الفائت) كانت غزة (إيه هي نفسها اللي نفس المجموعة عاملة فيها إمارة) تحرق بشكل يومي من قبل الصهاينة، وين كانوا ولاده للبطل القائد الملهم يا حزركم؟؟ بسويسرا. طيب شو كانوا عم يعملوا بسويسرا يا حزركم؟؟ أكيد كانوا عم يساهموا بدعم القضية ورفع الظلم عن أهلنا بالشعب الفلسطيني هونيك، صح؟ هلق بصراحة أنا ما بعرف إذا التزلج على الجليد هو "رفع للظلم" بس خلينا نشوفها بهاي الطريقة: طالما إبن الزعيم مبسوط، فأكيد في مجموعة من "المطبلين" مبسوطة، عشان هيك يعني بسط ابن الزعيم أمر منطقي وضروري وحياتي؛ وبالتالي هو "مطلب" شعبي ملح. فلذلك أن يذهب أبناء الزعيم (وكل الزعماء انشالله) إلى سويسرا ليتفسحوا ويسوحوا على الجليد أمر صحي وأصلاً لو عنا مصاري أكتر لأعطيناهم ليشتروا بيت هونيك (هادا إذا مش مشتريين من قبل) لإنه شو قيمتنا قدام ولاد الزعما التانيين إذا هيدول ما طلعلهم على الأقل بيت بسويسرا! العمى احنا شو شعب جاحد وحقود!
المهم بالختام، الله لا يخلي الزعما بس، الله يخلي ولادهم، ويخلي ولاد ولادهم، عشان لما يجوا زعما زي آبائهم، ما نتفاجئ، بالعكس نزقفلهم ونفرحلهم ونغني كلنا سوا: عاش الزعيم الحلو الجدع؛ أبو عيون جريئة!