على وقع استمرار التظاهرات المطالبة بتنحّيه، دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس إلى انتخابات رئاسية ديموقراطية مبكرة، وذلك بعدما أعلن المؤتمر الشعبي العام الحاكم موافقته على المبادرة الخليجية واستعداده للتوقيع عليها غداً.وقال صالح أمام آلاف من أنصاره «نحن ندعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة حقناً للدماء وبطريقة ديموقراطية»، مضيفاً إن الشعب سيقاوم المحرضين على «انقلاب عسكري»، في إشارة الى معارضيه الذين يطالبون برحيله. كذلك طالب صالح من وصفهم بـ«الأشقاء والأصدقاء» بإزالة نظاراتهم السوداء ووضع أخرى بيضاء كي يشاهدوا الحشود المؤيدة له، معززاً الشكوك بأن دعوته إلى الانتخابات وإعلان حزبه الموافقة على توقيع المبادرة الخليجية، ليسا سوى مناورة جديدة للالتفاف على الضغوط المتعاظمة التي يتعرض لها من دول مجلس التعاون الخليجي الذي من المقرر أن يعقد لبحث الأزمة اليمنية غداً.
في غضون ذلك، طالب البرلماني اليمني منصور الزنداني دول الخليج بتوضيح موقفها مما وصفه بفشل المبادرة الخليجية، والكشف للرأي العالمي عمن امتنع عن التوقيع عليها ومن يريد أن يقود اليمن نحو الاحتراب والتخريب.
واتهم الزنداني الخليجيين بإطالة أمد نظام صالح و«أنهم كانوا سبباً من الأسباب التي أعطت طول عمر للنظام لمزيد من المراوغة»، وأكد أنهم «سيتحملون من الناحية الدبلوماسية والسياسية مسؤولية ما يحصل للشعب اليمني»، قبل أن يستدرك بالقول إن كل المبادرات الخليجية من حيث المبدأ تعترف بالثوار وتطلب من النظام أن يرحل، ولأن النظام يعلم ذلك فقد رفض أن يوقعها، وذلك دليل على أن الشرعية للثوار».
ووسط تسارع التطورات السياسية، واصل المحتجون اليمنيون المطالبة برحيل صالح في عدد من المحافظات اليمنية. وفيما نُظم تجمع لمئات الآلاف في أحد اكبر شوارع العاصمة صنعاء للمطالبة برحيله، احتشد الآلاف في تعزّ ثانية اكبر مدن البلاد، بالإضافة إلى عدد آخر من المدن بينها عدن، منددين بالمبادرة الخليجية، ومطالبين صالح بالتنحّي.
إلى ذلك، طالب النائب البريطاني مايك فريار حكومة بلاده بمساعدة يهود اليمن وتسهيل منحهم تأشيرات زيارة لبريطانيا، زاعماً أنهم يخشون على حياتهم بسبب الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد وتنامي تهديد المتطرفين الإسلاميين.
(يو بي آي، أ ف ب)