القدس المحتلة | حرّكت ذكرى «النكسة» الحماسة مجدداً لدى مجموعات فلسطينية عدة، فدعت إلى المشاركة في إحياء هذه الذكرى، التي تصادف الخامس من حزيران المقبل، وذلك من خلال «الزحف» باتجاه الحدود الفلسطينية. أطلق على الدعوات أكثر من تسمية؛ فصفحة الانتفاضة الثالثة على «الفايسبوك» سمتها «ثورة زهرة المدائن» أو «ثورة النكسة»، في إشارة إلى يوم احتلال إسرائيل لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس عام 1967. وطالبت الدعوات الفلسطينيين بالتظاهر والزحف نحو الحدود التاريخية لفلسطين المحتلة عام 48 و67 في الخامس من حزيران المقبل، معلنة أن مسيرة الخامس عشر من أيار لم تكن سوى البداية. ولم يتوقف النشطاء عند هذه الحدود، مطالبين بأبعد من ذلك. ودعوا اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في البلاد الأجنبية إلى المجيء إلى بلدهم على متن طائرات عادية تحط في مطارات فلسطين المحتلة عام 1948. ويؤكد النشطاء القائمون على الحملة أن حجم المشاركة قد يكون أكبر بكثير من يوم الخامس عشر من أيار الماضي. وعزوا أهمية المسيرات إلى ضرورة أن يظل «الاحتلال في حالة من الاستنفار الدائم والقلق والارتباك»، لافتين إلى أنها لن تتوقف إلا بعد عودة جميع اللاجئين إلى حيفا ويافا والمجدل وجميع البلدات المحتلة.
وأوضحوا «أن مسيرة العودة الثانية ستنطلق فيها حشود من جميع أماكن إقامة اللاجئين الفلسطينيين صوب خط الهدنة في الضفة الغربية وقطاع غزة والحدود مع فلسطين المحتلة من الأردن وسوريا ولبنان، في مسيرات سلمية ترفع العلم
الفلسطيني».
المسيرات لن تكون كلّ شيء؛ فقد وجه الناشطون دعوات إلى القانونيين الفلسطينيين والعرب للبدء في إجراءات رفع دعاوى قضائية على قادة الاحتلال لمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين السلميين في الخامس عشر من أيار (الذكرى الـ63 للنكبة) وتقديمهم للعدالة. كذلك طالبوا الأمم المتحدة بتحمّل مسؤولياتها في حماية اللاجئين الفلسطينيين، وضمان وصولهم إلى ديارهم وفق ما نصت عليه القرارات والقوانين الدولية، وخصوصاً القرار 194، داعين إلى حماية مسيرة العودة المقبلة والضغط على دولة الاحتلال لعدم قمعها مهما كانت الظروف.
وطالب الناشطون أيضاً الدول العربية المحيطة بفلسطين بعدم اعتراض طريق المتظاهرين السلميين؛ لأن وجهتهم هي ديارهم، وهم لا يحملون أي نيات عدوانية تجاه أي طرف من الأطراف. ويأتي ذلك وسط القلق من أنه إن نجحت هذه المسيرات، فإن إسرائيل ستتعامل بقوة أكبر من الناحية العسكرية حيال المحاولات الرامية إلى اختراق الحدود، ما سيؤدي إلى سقوط عدد أكبر من الشهداء.