احتفلت المعارضة الليبية بمرور مئة يوم على ثورتها مساء أول من أمس. وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، إنه «بعد مرور مئة يوم على انطلاق هذه الثورة المباركة، نرى الانتصارات تتوالى على جميع الصعد على المستويين المحلي والدولي، ابتداءً مما حققه أبناؤنا في مصراتة وجبل نفوسة».
وأضاف: «أود أن أرحب بالموقف الذي تبنته مجموعة الثماني، والذي أكد ضرورة رحيل الزعيم معمر القذافي. وأرحب بالموقف المتقدم للرئيس الروسي (دميتري مدفيديف)، وأؤكد أهمية دور الاتحاد الروسي في العلاقات الدولية»، موضحاً أن الثوار ينتظرون وصول «وفد روسي في وقت قريب».
ولفت عبد الجليل إلى أن أعضاء المجلس الانتقالي «لن يسعوا إلى مناصب إذا أطيح القذافي من السلطة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «المعارضة في حاجة ماسة إلى الأسلحة والمساعدات العسكرية». وأضاف: «إنهم في حاجة ماسة إلى أسلحة لمواجهة أسلحة القذافي وآلياته، أو على الأقل لتحقيق قدر من التوازن في الميدان، لكنهم لم يحصلوا على أي أسلحة».
ويأتي تصريح عبد الجليل قبيل لقاء الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما القذافي اليوم، ليبحث معه استراتيجية تسمح بتنحيه عن الحكم. وكان مدفيديف قد عرض على شركائه «وساطته» في النزاع، معلناً إرسال موفد إلى بنغازي، إلا أن نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم رفضها.
في هذا الوقت، شن حلف شمال الأطلسي غارات جديدة على القطاع الذي يقيم فيه القذافي في طرابلس، بعد التعهد الأميركي والفرنسي والبريطاني في مجموعة الثماني بـ«إنهاء العمل» في ليبيا وممارسة مزيد من الضغوط لحمل القذافي على التنحي. وهز انفجار قوي العاصمة الليبية، وارتفعت سحابة من الدخان فوق قطاع باب العزيزية، مقر إقامة العقيد الذي يتعرض للقصف الكثيف منذ أربعة أيام. ثم ترددت أصداء انفجارين في القطاع نفسه، حيث أكد الأطلسي أنه استهدف «مركزاً للقيادة والتحكم».
وفي السياق، قال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس إن استخدام طائرات هليكوبتر بريطانية في ليبيا تحت قيادة الحلف ضد القذافي ينطوي على مجازفة، لكنها ضرورية. وأضاف، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «صحيح أننا إذا استخدمنا طائرات الهليكوبتر فسيكون هناك خطر أكبر لأنها تحلق على ارتفاعات أدنى بكثير من الطائرات السريعة وطبعاً بسرعات أقل، وهي أكثر عرضة للخطر».
ونفى فوكس أن تكون الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات حلف شمال الأطلسي تستهدف العقيد شخصياً. ولدى سؤاله عما إذا كان واثقاً من أن القذافي سيرحل في نهاية المطاف، أجاب: «سيرحل آجلاً أو عاجلاً».
وكان اثنان من الثوار قد قتلا خلال مواجهات مع قوات موالية للقذافي يوم الجمعة الماضي، على بعد 285 كلم جنوب شرق أجدابيا (شرق). وقال قائد الثوار في أجدابيا، جمال منصور: «حصلت مواجهات مع قوات القذافي، وقتل اثنان من الثوار في موقع 103 النفطي».
في المقابل، انتقدت السلطات الليبية بشدة محاولات الاتحاد الأوروبي تشجيع المسؤولين الليبيين على الانشقاق عن حكومة بلادهم، مشيرة إلى أن هذا «التحريض العلني وغير المسبوق في العلاقات الدولية» تدخل وصفته بـ«السافر» في «الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة وعضو بالأمم المتحدة».
إلى ذلك، اتهم رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى «اللوبي المغربي الرسمي في واشنطن» بالوقوف وراء اتهامات للجزائر بأنها ترسل مرتزقة وأسلحة إلى ليبيا لدعم القذافي».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)