مع اقتراب موعد إعلان الدولة الفلسطينية في أيلول المقبل، برز موقف لجنة المتابعة العربية لعملية السلام في الشرق الأوسط، التي أعلنت أنها ستطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول المقبل. وقالت في بيان إنها قررت «التوجه إلى الأمم المتحدة لتقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة على خطوط عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أي في أيلول 2011». وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمته الافتتاحية أمام لجنة المتابعة، إنه ليست هناك «أسس مشتركة» من أجل محادثات السلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لافتاً إلى أن «الخيار الوحيد هو التوجه إلى الأمم المتحدة في أيلول للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية». وأعرب عن قلقه من أن يقود اتخاذ الفلسطينيين لهذه الخطوة الدبلوماسية، التي تعارضها الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى فرض عقوبات مالية، وحث الدول العربية على سد أي فجوة تحدث.
وتابع عباس «نرى من الشروط التي وضعها نتنياهو أنه ليس هناك أسس مشتركة واضحة للتوافق من أجل المفاوضات. خيارنا الأساسي هو الذهاب إلى الأمم المتحدة والجمعية العامة ومجلس الأمن للحصول على الاعتراف الدولي بنا، وهذا ليس سراً نقوله لأول مرة. قلناه في أكثر من مناسبة للأميركيين والإسرائيليين والأوروبيين ولكل العالم، إنه لم يعد أمامنا إلا أن نذهب إلى الأمم المتحدة». وتجدر الإشارة إلى أن عباس سيلتقي وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بعد غد الأربعاء في روما.
بدوره، قال رئيس الوزراء القطري، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي رأس اجتماع لجنة المتابعة، إنه «في هذه الظروف يبدو من الأفضل تجميد مناقشات عملية السلام إلى أن يوجد شريك مستعد للسلام». وأضاف «لقد استجبنا أكثر من مرة لطلبات الولايات المتحدة كراع لعملية السلام، وباركنا للسلطة الوطنية الفلسطينية أكثر من مرة قرارها الدخول في مفاوضات مع إسرائيل. لكن التردد والتراجع والتخلي الأميركي عن السعي لحمل إسرائيل على التجاوب مع المواقف والمبادرات أغرت إسرائيل بالتنصل منها تماماً»، فيما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية المنتهية ولايته، عمرو موسى، قبل بدء الاجتماع، أن «المفاوضات أصبحت عبثية في ضوء لاءات نتنياهو. والطريق السليم هو الذهاب إلى الأمم المتحدة والنضال السياسي في هذا المعترك الدولي الكبير، وعدم التراجع عن هذا».
على المقلب الآخر، كان نتنياهو يحتفل بـ«توحيد» القدس في الذكرى الرابعة والأربعين لاحتلال الشطر الشرقي خلال حرب الأيام الستة في حزيران عام1967. وقال نتنياهو، قبل بدء اجتماع حكومته الأسبوعي الذي عقد استثنائياً في البلدة القديمة في القدس الشرقية، «مرت 44 سنة وتم توحيد المدينة». وكرر رفضه الانسحاب من القدس الشرقية، قائلاًً إن حكومته ملتزمة بما وصفه «وحدة القدس». وأوضح أن «الحكومة ملتزمة ببناء القدس التي هي قلب الأمة»، مضيفاً إن «وحدة المدينة هي أحد أسس وحدة الشعب الإسرائيلي، وقد شددت على هذه الأسس في أقوالي في الكنيست والكونغرس الأميركي
أيضاً».
وفي هذه المناسبة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن منحة بقيمة مئة مليون دولار من أجل التطوير السياحي والتكنولوجي للمؤسسات الإسرائيلية في شطري المدينة. وكان وزيران إسرائيليان، هما وزير المال يوفال شطاينيتس ووزير الإعلام يولي إدلشتاين،قد انتقدا عباس، وقالا إنه «يستخدم تعابير نازية عندما تحدث عن منطقة نظيفة من اليهود».
(يو بي آي، رويترز، يو بي آي)