في وقت تراوح فيه الأزمة السياسية في العراق مكانها في ظل عجز الكتل النيابية عن التوصل إلى اتفاق لملء الشواغر في عدد من الوزارات، أعلن النائب الأول لرئيس الجمهورية العراقي، عادل عبد المهدي، أمس استقالته من منصبهفي خطوة مفاجئة، قدم النائب الأول لرئيس الجمهورية العراقي، عادل عبد المهدي، استقالته من منصبه، مبرراً إياها بعدم رضاه عن أداء مجلس رئاسة الجمهورية بعد تصويت البرلمان على 3 نواب لرئيس الجمهورية كسلة واحدة، واحتجاجه على سوء إدارة الدولة.
وأكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، عمّار الحكيم، استقالة القيادي في المجلس، مشيراً إلى أنها جاءت تلبية للإرادة الشعبية، وامتثالاً لتحفّظات المرجعية الدينية على استحداث مواقع حكومية غير ضرورية. ونقل موقع المجلس الأعلى الإلكتروني عن الحكيم قوله إن «طلب الاستقالة يمثّل انعكاساً لرغبة المجلس الأعلى، لكونه ليس من طلاب المناصب أو من القوى المتدافعة نحو السلطة»، مبيّناً أن هذا الموقف لا بد أن يقدم صورة للقوى السياسية الأخرى تفيد أن عليها «أن تتدافع لتحقيق رغبة الناس ومصالحهم، لا أن تتدافع لتعزيز مواقعها وفرصها وأدوارها».
وأعرب عن أمله في أن تكون استقالة عبد المهدي، الذي سبق أن قدم استقالة مماثلة قبل أشهر رفض الطالباني التصديق عليه، حافزاً لترشيق الحكومة وتقليل المواقع وزيادة الدعم لأبناء الشعب وتوفير الخدمات المناسبة لهم، مشدّداً على ضرورة العمل كفريق واحد والابتعاد عن المحاصصة والمحسوبية، وعدم التدافع على الكراسي والمواقع.
كذلك، أعرب الحكيم عن أسفه لما حدث أخيراً في إطار العملية السياسية من التصويت على ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية بسلة واحدة، خلافاً للإرادة الشعبية الساخطة والرافضة لمثل هذا الأمر، منوهاً بأن كتلة شهيد المحراب التابعة للمجلس الأعلى لم تصوت على هذا الأمر. من جهته، أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، حاجة العراق الى رجال دولة للحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه، مشترطاً أن يكون ولاؤهم لوطنهم، مشيداً بموقف العشائر العراقية. ونقل بيان صحافي صادر عن مكتب الهاشمي قوله، أثناء استقباله وفداً من شيوخ ووجهاء مناطق شمال محافظة بابل، إن «التغيير الذي نطمح إليه يجب ألّا يبعد الجميع عن التقاليد والأعراف التي تميّز العراق». وأثنى الهاشمي على مواقف العشائر العراقية التي قال إنها «وقفت بوجه الفتن وقاومت جميع التحديات». في غضون ذلك، بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في بغداد مع وفد فرنسي يضم ممثلين عن وزارة الدفاع وشركات التسليح الفرنسية سبل توسيع التعاون الثنائي بين العراق وفرنسا في جميع المجالات، ولا سيّما في المجالين الصناعي والعسكري، فيما سلم الوفد المالكي رسالة خطية من رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون، تضمنت دعوة رسمية لزيارة باريس. إلى ذلك، نجا محافظ نينوى أثيل النجيفي من محاولة اغتيال بعبوة انفجرت في موكبه في تلول الباج جنوبي الموصل، فيما لقي معاون مدير شركة الإسمنت الشمالية العراقية أركان جهاد، حتفه وأصيب أحد موظفي الشركة في هجوم شنه مسلحون مجهولون على سيارته غرب الموصل. أما في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد، فأعلن مصدر أمني مقتل مدني وإصابة شقيقته بجروح في انفجار استهدفت سيارتهما شمال بعقوبة مركز المحافظة، فيما أصيب ضابط في وزارة الدفاع بجروح خطرة لدى انفجار عبوة لاصقة بسيارته أثناء سيرها في حي الأمين في منطقة بغداد الجديدة، شرق العاصمة.
(يو بي آي، أ ف ب)