للمرة الأولى منذ تعيينه، تحدث رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غنتس، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، معلناً أن «قوس التهديدات في ظل التغييرات في الشرق الأوسط قد اتسعت كثيراً، بدءاً من السكين وحتى الأسلحة النووية». وقال إن تهديدات الماضي «ما زالت قائمة، وتتطور تهديدات جديدة تتطلب قدرة على العمل في جبهات عدة بقوة وبحزم، ويجب حسمها في خلال فترة قصيرة».وتابع غنتس قائلاً إن «هناك لاعباً مركزياً في الشرق الأوسط هو الشارع»، لافتاً إلى أن «الجيش قد استخلص العبر من أحداث ذكرى يوم النكبة، ومن الواضح أن إسرائيل ستواجه في الأشهر القريبة تظاهرات شعبية واسعة تحظى بدعم جماهيري». وأضاف أن الجيش «يستعد لتظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى طول الحدود، من خلال تأهيل قوات مدربة وبلورة أسلوب عمل مناسب ووسائل مناسبة».
وأشار غنتس إلى أن «التهديدات الجديدة المضافة إلى التهديدات القائمة، تتطلب ميزانية أكبر للأجهزة الأمنية». وفي ما يتعلق بأسطول الحرية، قال إن «المنظمين يعملون بدافع تغذية الكراهية واستفزاز إسرائيل، لا بدافع تقديم المساعدة إلى قطاع غزة»، مضيفاً أنه «لا أزمة إنسانية في قطاع غزة، وأن مئات الشاحنات المحملة غذاءً وعتاداً تدخل يومياً». وأوضح أن الجيش الإسرائيلي «أجرى مناقشات لاستخلاص العبر من أحداث أسطول الحرية السابق»، لافتاً إلى أن الجيش «سيعمل على منع أي محاولة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع، ويحظى بدعم القانون الدولي».
من جهته، حذر المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أوفير جندلمان، من «إبحار أسطول الحرية 2»، قائلاً إن «إسرائيل لم تغير موقفها من هذه القوافل. إننا نعدّها استفزازاً لسيادتنا ومساساً بمصالحنا الأمنية، وتشاطرنا هذا الموقف الأمم المتحدة ودول بارزة مثل الولايات المتحدة وكندا التي دعت منظمي القافلة إلى عدم الإبحار إلى قطاع غزة». وأضاف: «لكي لا يتكرر ما شهدناه من أحداث دموية على متن السفينة مرمرة، بذلنا خلال الأشهر الأخيرة جهوداً دبلوماسية لمنع إبحار سفن أخرى إلى شواطئنا».
وتابع جندلمان: «تعاملنا وسنتعامل مع هذه الاستفزازات وفقاً للقانون الدولي. وإن أبحرت قافلة بحرية جديدة نحو قطاع غزة، فستُمنَع من الوصول إلى شواطئنا، لأننا لن نسمح لأحد باقتحام حدودنا المائية». ورأى أن «الهدف الوحيد من هذه القافلة هو تقديم الدعم السياسي والإعلامي والمعنوي لحماس، والبرهان على ذلك هو تورط منظمات إسلامية متطرفة في تنظيم الرحلة، مثل منظمة الإغاثة الإسلامية التركية». وأضاف: «من المؤسف أن منظمات حقوق إنسان ساذجة من دول مختلفة وقعت في فخ حماس والمنظمات الإسلامية المتطرفة التي تقف وراء هذه القافلة».
(سما)