قرّر حلف شمالي الأطلسي تمديد مهمته في ليبيا حتى نهاية أيلول بعدما كان من المفترض أن تنتهي في 27 حزيران، حسبما أعلن الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن، الذي قال، في بيان، إن «حلف شمالي الأطلسي وشركاءه قرروا لتوّهم تمديد مهمتنا في ليبيا 90 يوماً إضافية»، مضيفاً إن «هذا القرار يبعث رسالة واضحة إلى نظام (العقيد معمر) القذافي بأننا مصمّمون على مواصلة عملياتنا من أجل حماية الشعب الليبي». وتابع «سنواصل جهودنا لتنفيذ تفويض الأمم المتحدة، والضغط للتأكد من أنه سينفّذ».ولفت راسموسن الى أن «قرارنا يوجه أيضاً رسالة واضحة الى الشعب الليبي بأن حلف شمالي الأطلسي وشركاءنا والمجموعة الدولية بأسرها يقفون الى جانبه». وخلص إلى القول «نحن متّحدون لنضمن لكم أنكم ستتمكّنون من رسم مستقبلكم بأنفسكم. وهذا اليوم يقترب».
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «الغارديان» عن أن جنوداً سابقين في القوات الخاصة البريطانية وموظفين غربيين في شركة أمن خاصة يساعدون الأطلسي على تحديد الأهداف التي تقصفها طائراته في مدينة مصراتة الليبية. وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة، إن الجنود السابقين يمرّرون المعلومات عن مواقع وتحركات قوات القذافي إلى مقر قيادة عمليات الأطلسي بمدينة نابولي الإيطالية، حيث يجري التحقق من الأهداف عن طريق طائرات التجسس والطائرات الأميركية من دون طيار.
وأضافت إن الجنود السابقين موجودون في ليبيا بمباركة بريطانيا وفرنسا والدول الأعضاء الأخرى في حلف الأطلسي، التي زوّدتهم بمعدات الاتصالات.
ومن المرجح أن يزوّدوا أطقم المروحيّات الهجومية، التي قررت لندن وباريس إرسالها إلى ليبيا، بالمعلومات حين تبدأ شنّ غارات في مدينة مصراتة خلال الأسبوع الجاري.
وكشفت مصادر دفاعية بريطانية أن لندن تجري محادثات مع الدوحة بشأن كيفية مساعدة قوات المعارضة الليبية وتوفير الدعم المالي العربي والعسكري لها. وقالت «الغارديان» إن دولاً عربية، ولا سيما قطر، تدفع رواتب عناصر الأمن الغربيين الذين يدرّبون قوات المعارضة الليبية، فيما نفى مسؤولون بريطانيون أن تكون حكومتهم تدفع رواتبهم.
في هذه الأثناء، قال متحدث باسم المعارضة الليبية إن العقيد القذافي سلّح مجرمين للقضاء على انتفاضة ضد حكمه في زليتن، وهي واحدة من بين ثلاث بلدات فقط تفصل مدينة مصراتة، التي تسيطر عليها المعارضة في غرب البلاد، عن العاصمة طرابلس.
وفي وصف نادر لنشاط مقاتلي المعارضة من داخل بلدة زليتن الصغيرة ذات الأهمية الاستراتيجية، قال محمد وهو متحدث باسم المقاتلين لوكالة «رويترز»، إن القوات الموالية للقذافي تجنّد المجرمين الذين تتمثل مهمتهم بإلقاء القبض على أي شخص يشتبه في أنه يقاتل في صفوف المعارضة وبترويع السكان. وقال محمد «ملأوا المدينة بتجار المخدرات والمجرمين وغيرهم من الأفاقين». وقال أحد السكان المحليين إن مؤشرات تمرد على القذافي ظهرت أيضاً في بلدات بغرب البلاد مثل الخمس.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف استعداد روسيا للحوار مع كل القوى الليبية، ما عدا تلك التي ليس لديها أي مستقبل سياسي. وأفادت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» بأن الكرملين أصدر بياناً أشار فيه إلى اتصال مدفيديف أول من أمس، برئيس جمهورية جنوب أفريقيا جاكوب زوما، وتحدث معه بشأن زيارته إلى ليبيا وما جرى خلال لقائه القذافي.
إلى ذلك، برأ قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، الجنرال كارتر أف. هام، الجزائر، من تهمة إرسال مرتزقة الى ليبيا لدعم نظام القذافي، رداً على ما أعلنه المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مراراً. لكنه أضاف في مؤتمر صحافي إن «هناك قلقاً حقيقياً بالغاً لدى كل الشركاء الإقليميين تشاركهم فيه الولايات المتحدة من أن تتسرب الأسلحة من ليبيا إلى أماكن أخرى، منها مناطق خاضعة لسيطرة القاعدة وغيرها».
(يو بي آي، رويترز)