عرضت تركيا على الزعيم الليبي معمر القذافي ضمانات ليغادر ليبيا، لكنها لم تتلق رداً حتى الآن، بينما يستمر القتال في هذا البلد، حيث قال الثوار إن كتائب السلطة قتلت عشرين شخصاً في قصف على مصراته، كذلك اشتبكت مع قوات المعارضة في بلدة الزاوية، ما سبّب قطع الطريق السريع الذي يربط العاصمة طرابلس بتونس.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن حكومته عرضت على القذافي «ضمانات» مقابل مغادرته البلاد. وأكد لتلفزيون «إن تي في» أن «لا خيار للقذافي سوى مغادرة ليبيا مع منحه ضماناً»، مضيفاً «قدّمنا له هذا الضمان وقلنا له إننا سنساعد على إرساله إلى أي مكان يرغب في الذهاب إليه».
وتابع رئيس الوزراء التركي «سنناقش المسألة مع حلفائنا في الحلف الأطلسي حسب الردّ الذي سنحصل عليه... لكن للأسف لم نتلق منه رداً حتى الآن». وعبّر عن أسفه لأن العقيد القذافي والمحيطين به يواصلون «مقاومة التغيير فعلاً»، مع أن الزعيم الليبي «فقد إلى حدّ كبير مكانته القيادية» بين قبائل البلاد.
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أن قائد القوة الدولية في أفغانستان، الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس، الذي سيتولى قريباً رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بحث في روما سبل التوصل إلى «حل سياسي» للنزاع في ليبيا. وأوضحت الوزارة، في بيان، أن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، ناقش وقائد القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف)، التابعة لحلف شمالي الأطلسي، «تشديد الضغط السياسي والعسكري على نظام القذافي وإمكان التوصل إلى حل سياسي لليبيا ديموقراطية».
ميدانياً، قصفت كتائب القذافي ضواحي مدينة الزنتان الواقعة على بعد نحو 230 كيلومتراً جنوبي غربي طرابلس، والمتنازع عليها بين الثوار وقوات القذافي، بالمدفعية الثقيلة، وخصوصاً صواريخ «غراد» و«كاتيوشا». وقال شهود عيان إن القوات الحكومية اشتبكت في قتال مع قوات المعارضة في بلدة الزاوية (50 كيلومتراً من طرابلس)، ما سبّب قطع الطريق السريع الذي يربط العاصمة طرابلس بتونس.
في هذه الأثناء، قال أحمد باني، المتحدث العسكري باسم المعارضين، إن الخويلدي الحميدي، وهو معاون رفيع المستوى للقذافي وابنته متزوجة بأحد أبناء الزعيم الليبي، أُصيب بجراح في غارة جوية لحلف الأطلسي قرب طرابلس، وإنه يعالج في المستشفى.
وفي سبها (450 كيلومتراً جنوبي طرابلس)، أحد معاقل قبيلة القذاذفة، اندلعت تظاهرات يومي الجمعة والسبت، حسبما ذكر المجلس الوطني الانتقالي. وقال المجلس، في بيان، إن «تظاهرات كبيرة انطلقت الجمعة في حي المنشية... لقد رفع شبان موالون لثورة 17 فبراير علم الاستقلال وطالبوا برحيل القذافي». وأضاف البيان أن «رجال القذافي، وبعضهم بملابس مدنية، أطلقوا الرصاص الحي. لقد أصيب متظاهران ونقلا إلى المستشفى قبل أن يخطفهما رجال القذافي». وأكد الثوار في بيانهم أن «مقاتلين من قبيلة أولاد سليمان (القبيلة الكبيرة المناوئة لقبيلة القذاذفة) تمكنوا من تحرير العديد من الشوارع.
من جهة أخرى، أعلنت المحامية الفرنسية إيزابيل كوتان بير، وكيلة ابنة العقيد القذافي، عائشة القذافي، أن الأخيرة رفعت دعوى ثانية في باريس تتعلق «بجرائم حرب» و«قتل»، بعد مقتل أربعة من أفراد عائلتها، بينهم سيف العرب معمر القذافي، في غارة لحلف الأطلسي نهاية نيسان الماضي في طرابلس. وتستهدف هذه الدعوى وقائع «قتل وجرائم حرب» ارتكبها «الضباط الفرنسيون» العاملون في إطار عملية الأطلسي، والحلف نفسه، و«وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه»، و«رئيس الجمهورية قائد الجيوش» نيكولا ساركوزي. وأوضحت المحامية نفسها أنها زارت ليبيا هذا الأسبوع بطلب من عائشة القذافي التي طلبت منها رفع الدعوى.
(أ ف ب، يو بي ىي، رويترز)