فيما سجلت العاصمة السورية دمشق أمس عودة للتظاهرات المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، تواصل القوات العسكرية إرسال تعزيزات إلى القرى والبلدات القريبة من بلدة جسر الشغور في محافظة إدلب، استكمالاً لعمليات «تطهير» المنطقة من عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة، بالتزامن مع توالي المعلومات عما جرى في منطقة جسر الشغور مع تأكيدات لشهود عيان عن وجود عمليات انتقامية طالت عناصر الأمن السوري، أدت إلى مقتل العشرات منهم.
بدوره، أعرب الرئيس السوري عن ثقته بـ«خروج السوريين من الأزمة أقوى وأكثر تلاحماً». وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الأسد استقبل وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الذي نقل إليه رسالة من السلطان قابوس، و«وضعه في صورة ما تقوم به التنظيمات المسلحة من عمليات قتل وترهيب واستهداف لأمن سوريا ومواطنيها». وذكرت أن الأسد أطلع الوزير العماني «على جملة الإصلاحات الجارية في سوريا، حيث أعرب الوزير العماني عن دعم بلاده الكامل لهذه الإصلاحات ووقوفها إلى جانب سوريا ضد محاولات استهداف استقرارها وترويع شعبها». في هذا الوقت، أعلن التلفزيون الرسمي السوري أمس العثور على «مقبرة جماعية جديدة» في جسر الشغور شمال غرب سوريا التي سيطر عليها الجيش الأحد الماضي. وأوضح التلفزيون أن المقبرة الجماعية تحوي جثث عناصر أمن قتلوا بأيدي جماعات إرهابية مسلحة في جسر الشغور، فيما تحدث شهود عيان لوكالة «رويترز» عن أن «بعض السكان هاجموا، بمساعدة أفراد أمن منشقين، مجمعاً للشرطة في جسر الشغور قبل عشرة أيام بعدما قتل أفرادها 48 مدنياً، ما أدى إلى مقتل نحو 60 من أفراد الشرطة، بينهم 20 منشقاً».
في غضون ذلك، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري اللواء رياض حداد قوله إن الدبابات المحيطة بشمالي مدينة معرة النعمان لم تدخلها «حتى الآن»، في إشارة إلى أنه يجري الإعداد لعملية عسكرية في المنطقة، فيما تحدث شهود عيان لوكالة «رويترز» عن مغادرة آلاف السوريين بلدة معرة النعمان الأثرية فراراً من الدبابات التي تتقدم في شمال البلاد. وقال شاهد لوكالة «رويترز» في اتصال هاتفي إن «السيارات مستمرة في الخروج من معرة النعمان في كل اتجاه. الناس يحمّلونها بكل شيء».
كذلك، أكد حداد روايات شهود عيان عن أن وحدات الجيش تحاصر بلدة البوكمال قرب الحدود العراقية، قائلاً إن نشر هذه القوات لـ«حماية حدودها»، في ظل خشية المسؤولين السوريين من أن تمثّل المنطقة منفذاً لتدفق الأسلحة من الحدود مع العراق. وفي سياق التطورات الميدانية، أفاد موقع «سيريا نيوز» بأن «الجيش السوري باشر التحرك باتجاه الطريق الواصل بين جسر الشغور وقرية دركوش، حيث تشيع أنباء عن تحصن عدد من المسلحين في القرية».
وفي ظل تواتر المعلومات عن وجود مسلحين، تلقى النظام السوري أمس جرعة دعم إضافية من روسيا، التي شددت على تمسكها برفض استصدار أي قرار ضد سوريا في مجلس الأمن، مؤكدةً أن «الأوضاع في سوريا ليست سهلة كما يقول البعض».
وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس للصحافيين في أستانة أن موقف بلاده السلبي من أي قرار يتخذه مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا لم يتغير. وقال: «لقد أوضح الرئيس الروسي (ديمتري ميدفيديف) موقفنا منذ مدة، في ما يخص القرار الذي يحاولون مناقشته في الوقت الحاضر (بشأن سوريا). إن موقفنا لم يتغير»، مضيفاً أن «الأوضاع في سوريا ليست سهلة كما يقول البعض». وأشار إلى أن «مجموعة كبيرة مسلحة تنشط في سوريا واحتلت بعض المراكز السكنية، وتحاول القوات الحكومية تحرير هذه المراكز». وأضاف: «على القوى التي تقود المعارضة وتلك التي تقوم بهجمات مسلحة على قوات الأمن والمباني الحكومية أن تستجيب لنداء الحوار وعدم الإصرار على موقفها الحالي رافضة مناقشة الإصلاحات المطروحة».
وفي السياق، أعلن مدير مركز دمشق لحقوق الإنسان في واشنطن رضوان زيادة أن وفداً من الناشطين الحقوقيين السوريين سيلتقي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفريقيا ميخائيل مارغيلوف في موسكو في 27 حزيران الجاري. في غضون ذلك، شهدت العاصمة السورية دمشق، عودة التظاهرات المؤيدة للرئيس السوري، بشار الأسد. ورفع مئات الآلاف أمس أكبر علم سوري وسط العاصمة دمشق. وفُرش العلم، الذي يأتي في إطار الحملة الشبابية «ارفع معنا أكبر علم سوري ـــــ إيدي بإيدك بكرا إلنا»، على أوتوستراد المزة ثم دخل آلاف من الشباب تحت العلم ورُفع وسط هتافات «الله، سوريا، بشار وبس».
وقال الشاب منذر الأحمد، وهو طالب جامعي، لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال» إن «رفع العلم اليوم هو رد على كل من حاول تغيير العلم واستبداله بعلم آخر رفعته المعارضة في المؤتمر الذي عقد منذ أيام في تركيا»، في إشارة إلى العلم الذي كان معتمداً في سوريا في عهد الاستعمار الفرنسي.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)




سوريا تفتح حدودها البرية جزئياً مع الأردن

أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، طاهر العدوان، أن السلطات السورية فتحت جزئياً حدودها أمس باتجاه معبر الرمثا الأردني المغلق منذ نهاية نيسان الماضي، إثر العمليات العسكرية في درعا، وذلك اعتباراً من الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة السادسة مساءً»، من دون أن يوضح ما إذا كان فتح المعبر سيستمر خلال الأيام المقبلة.
(أ ف ب، يو بي آي)

والد حمزة عبد الله بلله: أرفض المتاجرة بدم ولدي

أكد والد الطفل حمزة عبدالله بلله، الذي قتل في مدينة دوما بريف دمشق أخيراً بعدما تعرّض للدهس بإحدى السيارات العسكرية، أنه يرفض المتاجرة التي تقوم بها وسائل إعلام وبعض الأشخاص بدم ولده، مؤكداً أنه سقط في حادث سير، وليس للأمن أي علاقة في ذلك. وقال والد الطفل حمزة، في حديث إلى التلفزيون السوري نقله موقع «سيريا نيوز»، إن «ولديه الاثنين خرجا لشراء بعض الحاجيات، وإذ بسيارة تصدم ابنه حمزة من غير قصد، ولم يكن هناك أي تظاهرات، والسيارة التي ضربته هي سيارة عسكرية عادية وليست أمنية».
(الأخبار)

منظمات كرديّة عراقيّة تساند التظاهرات السوريّة

بدأت منظمات مجتمع مدني ووسائل إعلام وشخصيات كردية عراقية من إقليم كردستان العراق حملة مساندة للتظاهرات التي يقوم بها الشعب السوري، داعيةً بغداد إلى دعم حركة الاحتجاج في سوريا. وجاء في البيان الصادر عن 11 من منظمات المجتمع المدني، إضافة إلى وسائل إعلام وشخصيات، «ندين النظام البعثي السوري والطريقة الوحشية في ارتكاب الجرائم بحق الإنسانية».
(أ ف ب)